بطولة احترافية دون ملاعب

بطء الإصلاحات وتعقد مساطر المراقبة يؤخران تسليم أربعة ملاعب والأندية تعيش أزمة عرفت البطولة الوطنية جدلا كبيرا قبل انطلاقتها في موسمها الجديد (2015 - 2016)، بسبب أزمة الملاعب ، بحكم إغلاق ملاعب عديدة بسبب الإصلاحات، وتأخر تسليمها إلى الأندية.وسيكون على عدد من الفرق الوطنية، التي تنافس على الرتب الأولى في البطولة، البحث عن ملاعب بديلة لملاعبها، التي تخضع لإصلاحات، وذلك لاستقبال مباريات البطولة الوطنية، بسبب الانتقادات الكبيرة التي عرفتها هذه الملاعب في السنوات الأخيرة، بسبب رداءة أرضيتها.ولم تتمكن الشركة المكلفة بصيانة هذه الملاعب، من الالتزام بإصلاح سبعة ملاعب كما تم الاتفاق عليه في بداية الأمر، مع لجنة البنيات التحتية التابعة للجامعة الملكية لكرة القدم، لتكتفي في المرحلة الأولى بصيانة بعض منها، والتي مازالت في بداية الإصلاحات وتحتاج وقتا قبل تسليمها إلى الأندية المعنية. بداية بطولة مبتورةولأن الملاعب تعطي صورة أولية عن مستوى الممارسة في أي بطولة تدعي الاحترافية، فإن بطولة الموسم المقبل، ستعرف مشاكل كبيرة على الأقل في بدايتها، لعدم جاهزية أربعة ملاعب مهمة، وهي ملعب الفوسفاط بخريبكة والملعب البلدي بالقنيطرة والمركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط وملعب المسيرة بآسفي.وشكلت هذه الملاعب، إلى جانب ملاعب أخرى، نقطة ضوء في البطولة رغم رداءة عشبها، إذ كانت المباريات التي تجرى على أرضيتها تعرف ندية وتنافسا كبيرين، غير أن الجمهور المغربي سيحرم من الفرجة بهذه الملاعب في الموسم الجديد.وبخصوص تاريخ جاهزية هذه الملاعب، فإن الأمر يختلف بين تمني الفرق تحضيرها في نهاية شتنبر المقبل، وبين الجامعة التي تتوقع نهاية الأشغال بداية نونبر المقبل. خريبكةفي خريبكة، اعتبر الملعب من بين العوائق التي ستعترض الأولمبيك في مساره من أجل البقاء ضمن فرق المقدمة، كما حدث في الموسم الماضي، حين نافس الوداد الرياضي على لقب البطولة إلى آخر رمق.حتى في موسم الوصافة، كان الملعب يشكل دائما عائقا كبيرا، إذ اندحر الفريق الخريبكي بملعبه عدة مرات، على يد نهضة بركان في الدورة الرابعة، ثم أمام المغرب التطواني في الدورة السادسة، وعلى يد الفتح الرياضي في الدورة 16، والرجاء في الدورة 22، علما أنه لم ينهزم الموسم الماضي سوى في ست مباريات. ولأن الظرفية حتمت على الفريق إصلاح ملعبه، أعطت إدارة الأولمبيك الضوء الأخضر للجامعة الملكية لكرة القدم، من أجل صيانته ليكون في أبهى حلة الموسم الحالي، علما أن إصلاحات كثيرة همت مرافقه ومدرجاته ومستودعات الملابس، انتهت بنجاح في وقت قريب. من جهته، أصبح الجمهور الخريبكي قوة ضاربة بالفريق، وشحنة معنوية إضافية، وسيكون الأولمبيك الأكثر تضررا من اللعب خارج ملعبه، بحكم اضطراره للاستقبال في ملعب آخر، لعدم جاهزية ملعبه مع انطلاق البطولة. ويتمنى مسؤولو الفريق «معجزة» في الأسابيع القليلة المقبلة، كي تنتهي الأشغال ويصبح ملعب الفوسفاط جاهزا لاستقبال وصيف بطل الموسم الماضي. آسفيفي آسفي، لم يختلف اثنان في السنوات الأخيرة على أن الوضعية باتت مزرية لملعب المسيرة، وأن «الترقيع» لم يعد يجدي نفعا، إذ كان لابد من إغلاق الملعب وصيانته.ووافقت إدارة الفريق المسفيوي على هجرة ملعبه في أولى مباريات الموسم الجديد، للاستفادة بعد ذلك من ملعب، يمنح للفريق فرصة إجراء مباريات بمستوى عال، كما يحدث عندما يلعب الفريق خارج ملعبه.غير أن المشكل الكبير، والذي يعانيه الفريق المسفيوي، هو إيجاد ملعب بديل، يجري فيه مبارياته في بداية الموسم الجديد، علما أنه اختار الاستقبال في ملعب مراكش الكبير، في مباراته برسم سدس عشر كأس العرش أمام أولمبيك الدشيرة، الذي يلعب بالقسم الثاني.ويعاني أولمبيك آسفي أيضا أزمة الملعب منذ سنوات، إذ لم يكن ملعب المسيرة قادرا على منح الفريق تلك القوة التي يحتاجها في المباريات التي يستقبلها، لتضيع منه نقاط كثيرة، كانت ستعصف بمستقبله في سنوات خلت.وفي ظل غياب الملعب هذا الموسم، فإن الفريق يضطر إلى إيجاد فضاءات بديلة لإجراء تداريبه، استعدادا للموسم الجديد. القنيطرةيعتبر الملعب البلدي بالقنيطرة، من أهم وأعرق الملاعب الوطنية، إذ يعرف فرجة ومتعة كبيرتين بفضل جماهير «الكاك»، والتي تعتبر من أبرز الجماهير على الصعيد الوطني، وأكثرها حضورا بالملاعب الوطنية.بعد سنوات على إصلاح الملعب البلدي بالقنيطرة، ومعاناة الاستقبال خارج الديار، يجد الفريق القنيطري نفسه مجددا في أزمة جديدة بسبب المشكل ذاته، والتي يمكن أن تزيد من معاناته التي شهدها في السنوات الأخيرة.بعد تكسيته بالعشب الاصطناعي، تدهورت حالة أرضية ملعب القنيطرة، وبات إصلاحه ضرورة ملحة، ما شجع مسؤولي الفريق على منح الضوء الأخضر للجامعة بإصلاحه، في أفق تحضيره مع بداية الموسم الجديد، غير أن التأخير سيضطر الفريق القنيطري إلى البحث عن ملعب بديل.وسيكون على النادي القنيطري إيجاد بدائل لملعبه المغلق، إذ اختار ملعب بوبكر عمار بسلا من أجل استقبال مباراة الكأس أمام نهضة بركان، في انتظار إصلاح ملعبه التاريخي. الرباط لم يكن ملعب الرباط ضمن أجندة الجامعة الملكية لكرة القدم، لإصلاح ملاعب البطولة، إذ صرفت عليه الملايير في وقت وجيز، من أجل تحضيره لاستضافة المغرب لكأس إفريقيا 2015، قبل أن يتم إغلاقه بسبب فضيحة كأس العالم للأندية.وأسالت قضية ملعب الرباط العديد من الحبر، إذ أسقطت وزير الشباب والرياضة السابق محمد أوزين، الذي ثبتت مسؤوليته السياسية في عدم تتبع ومراقبة أشغال الشركة التي كانت مكلفة بصيانة عشب الملعب.ولأنه مغلق منذ دجنبر 2014، سيكون على الجيش الملكي البحث عن ملعب بديل لاستقبال منافسيه في البطولة الوطنية، إذ اختار هو الآخر ملعب الفتح لاستقبال المغرب التطواني، برسم دور سدس عشر كأس العرش.ولولا ملعب الفتح، لكان الفريق الرباطي الثاني يعيش المعاناة ذاتها من أجل إيجاد ملعب، بحكم أنه كان يستقبل فيه مبارياته هو الآخر في الأمس القريب، قبل أن يفتتح ملعبه، المكسو بالعشب الاصطناعي.ولم يعرف بعد تاريخ افتتاح ملعب الرباط، إذ مازالت الإصلاحات مستمرة فيه على قدم وساق، من أجل تحضيره في القريب العاجل، بحكم أهميته في البطولة الوطنية وكأس العرش، الذي احتضن نهائيه لسنوات طويلة. تفاؤل بالجامعة رغم الأزمة التي تعانيها الفرق الوطنية، فإن مسؤولي الجامعة الملكية، وفي مقدمتهم عبد المالك أبرون، رئيس لجنة البنيات التحتية، لا يخف تفاؤله من تجهيز الملاعب في القريب العاجل.وأوضح أبرون في خرجات إعلامية سابقة في «الصباح الرياضي»، أن «الأشغال في الملاعب الأربعة، بلغت 50 في المائة من الإنجاز، على أساس أن يكون زرع العشب في شتنبر المقبل، وفتح الملاعب في نونبر، مضيفا أن ذلك يخضع لمراقبة المديرية العامة للتجهيز ومكتب دراسات من فرنسا، لتفادي ما حدث بملعب الرباط، الذي غابت عنه المراقبة.واعتبرت الجامعة، أن التأخر في تسليم الملاعب، راجع إلى عوامل كثيرة، أبرزها الارتباك الناتج عن كثرة الملاعب التي تخضع للإصلاح دفعة واحدة، إضافة إلى بطء وتيرة الأشغال.وتمني الأندية التي تعاني أزمة الملاعب، وهي الجيش الملكي وأولمبيك خريبكة وأولمبيك آسفي والنادي القنيطري، النفس في أن تكون ملاعبها جاهزة في نهاية شتنبر المقبل، كي لا تفوت الفرصة هذا الموسم، في اللعب أمام جماهيرها، والاستفادة من مساندته، من أجل تحقيق نتائج جيدة.إعداد: العقيد درغام

بطولة احترافية دون ملاعب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أمنيتي حراسة مرمى المنتخب

الإصابة تبعد حدراف عن الدفاع

مقالات ذات صلة