درس ملكي لـ”صاحبة الجلالة”

صحافيون فرنسيون يرفضون التخلي عن نظارات المقيم العام تأخر إريك لورون، وصديقته كاترين غراسيي، في استيعاب التحول الذي شهده المغرب، فوقعا في جريمة ابتزاز الملك محمد السادس، وتجسد خطؤهما في أنهما ما زالا، في زمن المرحلة، التي كان عنوانها "صديقنا الملك"على حد تعبير كتاب جيل بيرو حول الملك الراحل الحسن الثاني، التي تعاملت فيها صاحبة الجلالة الفرنسية مع القصر المغربي بظلامية رجعية من القرن الماضي، وبنظرة المرتزق الباحث عن المال.وحاول وزيرا الاتصال السابقان، محمد بنعبد الله، وخالد الناصري، إفهام الطرف الآخر أن المغرب تغير، لكن ذلك لم يغير نظرة الصحافيين الفرنسيين، الذين لم يستوعبوا الرسالة جيدا، ونشر الأمير مولاي هشام كتابه ولم يمنع، ونشر صحافيون آخرون مغاربة وفرنسيون كتبا، ولم تجد لها قراء، لأنها تحكي واقعا يعرفه المغاربة أكثر من غيرهم، وبالتالي لم تعد الكتابة عن الملك، موضة.وحاول وزراء الاتصال السابقون، محمد نبيل نبعد الله، وخالد الناصري، من إفهام الطرف الآخر أن المغرب تغير، لكل ذلك لم يغر نظرة الصحافيين الفرنسيين، الذين لم يستوعبوا الرسالة جيدا، ونشر الأمير مولاي هشام كتابه ولم يمنع، ونشر صحافيون آخرون مغاربة وفرنسيون كتبا ولم تجد لها قراء لأنها تحكي واقع يعرفه المغاربة أكثر من غيرهم، وبالتالي لم تعد الكتابة عن الملك، موضة. صحافة فرنسا على خطى ليوطي تبحث عن أسرار القصر وقصص"عبيد العافية" أقسم أحد الذين كانوا يدخلون القصر الملكي بالرباط، من كبار شخصيات المغرب، أنه على مر عشرات السنين، لا يعرف كثيرا عما يجري من أحداث داخل القصر لأنه محاط ببروتوكول معقد جدا، ولا يسمح للداخل إليه بحرية التنقل، والحديث مع العاملين فيه، الذي هم أيضا ملزمون بقواعد محددة سلفا وإلا تعرضوا للعقوبة الإدارية، بل حتى الأمراء والأميرات، ملزمون بتطبيق نظام صارم بالقصر، وخارجه، تلعب فيه التربية دورا أساسيا، والتي كان يلح عليها دائما الملك الراحل الحسن الثاني في خطاباته، وولي عهده الملك محمد السادس، لأنها هي حاملة بذور قيم الحضارة المغربية المتجذرة في التاريخ لمدة أربعة عشر قرنا، التي صنعت مغاربة التحديات في مواجهة المخاطر.وسخر محدث "الصباح"، مما تنشره بعض وسائل الإعلام المغربية والأجنبية، لأنه يستحيل عمليا وواقعيا حدوث ذلك الأمر، اللهم بإعادة تركيب وقائع متناثرة من هنا وهناك، تضاف إليها توابل الكتابة، والكثير من التعسف في تأويل وإعادة تأويل بعض الأمور التي قد تكون تم تسريبها بين الفينة والأخرى، فيما أعمال الملك الاقتصادية والتجارية كانت معروفة لأن الهولدينغ "أونا"، تنشر حصيلتها السنوية في كافة القطاعات التي ولجتها، إذ رأسها مديرون تيقنوقراط من طراز رفيع، وبالتالي لم تكن من سرا من الأسرار كما يعتقد البعض أو يروج له.وأكد المصدر المذكور، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن الدخول إلى القصر الملكي للشخصيات المعروفة يتم حسب موعد معد سلفا، ويحدد للمعني بالأمر المكان ويكون محاطا بموظف، ولا يمكنه أن يبرحه، كما أن العاملين بالقصر لا يمكنهم التحرك بحرية كما يريدون، وبالتالي فإن ما يطلق عليه أسرار القصر إنما هو من نسج الخيال حول الشريف والشريفة، التسمية الرائجة هناك.وتهكم المتحدث عن واقعة تدخين الراحل إدريس البصري، وزير الداخلية القوي، في حضرة الملك محمد السادس، غير عابئ بالبروتوكول، معتبرا تلك الواقعة الوهمية من نسج خيال أصحابها، إذ لا أحد يدخن أمام الملك، سواء الراحل الحسن الثاني أو محمد السادس، كما لا يحق لأي أحد يوجد في حالة سكر الدخول إلى مكان وجود الملك، مهما كانت جدية اللقاء، من عدمه، كما أكد خيال واقعة ربط البصري بحبال على كرسي لحظة إعلان وفاة الملك الراحل الحسن الثاني، من قبل الجنرال حسني بن سليمان، مضيفا أن المغاربة يطبقون قصة الطفل والقطة، التي أضحت رائجة لدى عامة الناس، أن الطفل رأى نمرا وصدقه الناس، وهي القصص نفسها التي حكيت عن كلام شجرة، ورؤية عين في يد تلميذ، وغيرها من الأمور الخرافية.لم يتردد مصدر "الصباح" في التشكيك في كل الكتب الصادرة عن الصحافيين حيال المؤسسة الملكية بالمغرب، موضحا أن أغلبها مجرد تجميع لمقالات صحافيين مغاربة، مع إضافة تأويلات من نسج الخيال، إذ أن الصحافة الفرنسية كانت ولا تزال تبحث عن أسرار القصر، لتحكيها على طريقة حكايات ملوك فرنسا، الذين تركوا قصورا تلعب الآن دورا طلائعيا في تنشيط السياحة، إذ لولا ملوك فرنسا، لما انتعشت السياحة الفرنسية، بمعمارها وحدائقها وقصورها، ومآثرها التاريخية.واستغرب المصدر ذاته كيف أن تواصل الصحافة الفرنسية في القرن 21، عصر التكنولوجيا والطرق السيارة للمعلومات، منهجيتها الرجعية في التعامل مع المغرب،على خطى الجنرال ليوطي، وكأنه مستعمرة تتضمن أسرارا وقصص عبيد العافية، وعبيد الحراس، ووصيفات، وحريم وغيره من أساطير ألف ليلة وليلة، وجب كشفها للعموم، كي يمنع الكتاب وتزدهر مبيعاته، ويحقق " بيست سيلير"، لكن هؤلاء لم يستوعبوا أن كل شيئ أضحى متداولا، فحتى مرض الملك محمد السادس، عرفه المغاربة من خلال بلاغ صادر عن وزارة القصور والتشريفات، وبالتالي لم يعد هذا الأمر سرا، كما أن تحركات الملك مكشوفة للعموم وسفرياته الشخصية تنشر على الفايسبوك.أحمد الأرقام لوران و غراسيي... صحافة الابتزاز رفض الملك يسقط عرش السلطة الرابعة لم تنجح لعبة الصحافيين الفرنسيين، إيريك لوران، وكاترين غراسيي، هذه المرة، في ربح الملايين من الأوروات، ولم يتمكنا من تحقيق صيد ثمين، لأنهما لا يزالان يعتقدان أنه يكفي التهديد بنشر وقائع متخيلة عن القصر الملكي المغربي، للدفع في اتجاه الخوف من نشر حقائق مزيفة وبالتالي سيكون من الأفضل المساومة بعدم النشر، مقابل تحصيل الملايين.إن اللعبة القذرة توقفت، بفعل ذكاء القصر الملكي الذي وضع الصحافيين الفرنسيين في كمين قانوني، شهد عليه محام فرنسي، إيريك ديبون موريتي، والأمن والقضاء الفرنسيان، وفوق التراب الفرنسي، حتى لا يتهم المغرب كما جرت العادة بأنه " فبرك الملف" كما ينشرون عادة بغباء عن تطور وضعية حقوق الإنسان بالمغرب، ووضعية حرية التعبير والصحافة، ووضعية سكان الصحراء المغربية.وانتهت المناورة بأن دقت وزارة الدفاع الفرنسية آخر مسمار في نعش إيريك لوران، وكاترين غراسيي، الصحافيين الفرنسين، اللذين ابتزا الملك محمد السادس، إذ صدر البلاغ صريحا أن السلطات الفرنسية لم تمد الصحافيين بأي أسرار تخص تحركات وسفريات الملك محمد السادس، وأنها لم تخصهما بأي معلومات سرية في هذا الشأن، معتبرة تصريحات غراسيي، مجرد مزاعم وادعاءات كاذبة، مبرزة أن "المديرية العامة للأمن الخارجي، المعروفة اختصارا بـ DGSE لم تقم بإعداد، أو تسليم أي تقرير، أو معلومة للصحفية المذكورة".وشددت وزارة الدفاع الفرنسية، على تشبثها الراسخ بجودة العلاقات الثنائية المغربية الفرنسية في جميع المجالات، خاصة في مجال مكافحة التهديدات الإرهابية، مؤكدة أن ما جاء على لسان الصحافية الفرنسية "المبتزة" هو "أكاذيب واختلاقات لا أساس لها من الصحة".لكن أمام قوة حجة الطرف المغربي، انهار الصحافيان ليقرا بأنهما كان يحتاجان إلى المال، رغم جميع محاولات بعض الذين في أنفسهم مرض، لتسفيه خطة المغرب في إظهار الحقيقة للعالم، بأن عالم هؤلاء موبوء بالمساومات والابتزاز.واعترف الصحافي لوران بأن "هناك ظروفا خاصة هي التي دفعته إلى طلب المال مقابل عدم إصداره كتابا عن البلاط الملكي"، لأن زوجته مريضة بالسرطان، وهذا تبرير غير مقنع لأنه كان عليه أن يطلب القصر الملكي أن يتكفل بتطبيب زوجته، وسيستجيب لهذا الطلب الإنساني، لكن أن يصل الأمر إلى الابتزاز، فإن القصر الملكي لن يقبل ذلك، كما ذهبت شريكته في العملية، الصحافية غراسيي، إلى أن ما قامت به لم يكن "أخلاقيا ولا مهنيا" وأن الشيطان وسوس إليها أن ثلاثة ملايين أورو ستؤمن لها مستقبلا زاهرا.أ . أ حفار القبور "صياد الصحافيين المبتزين" المحامي ديبون موريتي، عاش طفولة صعبة، خاصة مع وفاة والده وهو يبلغ من العمر أربع سنوات، مما دفع والدته إلى الخروج للعمل عاملة نظافة، من أجل توفير قوتهما اليومي وتمكين ابنها من متابعة دراسته، التي تميز فيها خلال أغلب فترات تدرجه في سلم المدارس الفرنسية، وحتى حينما ضاقت عليه الأرض بما رحبت، واشتد عليه الخناق اشتغل موريتي حفارا للقبور في مدينة ليل، لمساعدة نفسه على ربح بعض من المال وإكمال دراسته الجامعية في العلوم القانونية.بدأ العمل بشكل رسمي محاميا في ديسمبر 1984، ومنذ ذلك التاريخ لم يترافع في أي قضية، إلا مع حلول سنة 1987 عندما قام بأول مرافعة له في المحاكم الفرنسية، وتزوج في 1991، بـ " هيلين" المختصة في القانون، ولديه أربعة أطفال. الحسابات البنكية... الرصاصة الفارغة مكتب الصرف يصحح أخطاء الاتحاد الفرنسي لصحافيي التحقيق ركبت فئة من الصحافة الفرنسية على معطيات نشرها الاتحاد الفرنسي لصحافيي التحقيق من أجل ادعاء العثور على "الصيد الثمين"حسابات سرية للملك في البنوك السويسرية قبل أن يأتيها الرد مباشرة من الديوان الملكي يفنذ المزاعم بالارتكاز على وثائق ومستندات مكتب الصرف.ولم تجد الكتابة الخاصة للملك بدا من التذكير بأن الملك مقيم ضريبي مغربي ويسدد كافة متعلقاته للدولة المغربية وأن الحسابات المذكورة علنية وقانونية، وذلك ردا على ما نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية، من أن الملك لديه حساب سري في مجموعة بنكية بسويسرا يحمل اسم "جلالة الملك محمد السادس"، وأن البيانات التي تم تسريبها والخاصة بأكثر من مائة ألف زبون حول العالم، على مدى الفترة ما بينَ 2005 و2007، تشير إلى أن الملك أصبح واحدا من أبرز عملاء البنك المذكور منذ 2006.وبالتزامن مع الأزمة المغربية الفرنسية التي انتهت بعودة الحياة إلى اتفاقية التعاون القضائي هللت الصحافة الفرنسية كثيرا لما كشفه الاتحاد الفرنسي للصحافيين الاستقصائيين، مصرة على وضع الملك والفنان الكوميدي، جاد المالح، في هرم الشخصيات التي تملك حسابات في مجموعة "HSBC" البنكية، بالإضافة إلى أفراد آخرين من الأسرة الملكية، رغم أن الأمر يتعلق بمبالغ عادية لا ترقى إلى رتبة أهم الزبناء وأطلقت العملية أسئلة الشك في اختيار توقيت نشر التقرير المذكور، وعن أهدافه، خاصة في ظل العلاقات المغربية الفرنسية التي كانت تعرف توترا غير مسبوق استدعت زيارة الملك شخصيا للأراضي الفرنسية، حملت بين طياتها ارتياحا مشتركا للاتفاق الثنائي الموقع في يناير الماضي والذي خلق ظروف تعاون قضائي أكثر فعالية بين البلدين.كما كانت الزيارة فرصة لتأكيد العزم على استئناف مسار التفاهم، وضخ دينامية جديدة في العلاقات الثنائية المتجذرة في التاريخ.وبدأ مانويل فالس، وزير الداخلية الفرنسي، مسلسل التهدئة ساعات فقط على توصل البلدين إلى اتفاق لتعديل اتفاق التعاون القضائي، عندما وصف المبادرة بأنها ستضخ مزيدا من الحيوية في العلاقات الكثيفة والمتعددة الأبعاد بين الرباط وباريس.وكانت فرنسا، قبل ذلك، مسرحا لاعتداءات إرهابية، جعل مسؤوليها يدركون دور المغرب باعتباره شريكا هاما في محاربة الإرهاب والتطرف والاتجار في المخدرات.وقبل ذلك أنهت الكتابة الخاصة للملك نزال الحسابات البنكية برسالة إلى صحيفة "لوموند"، تحمل ردا على ما نشرته بخصوص حساب الملك في مجموعة " آش إس بي سي"السويسرية، واضعة أمامها معطيات واضحة تشير إلى أن الملك " ليس مقيما ضريبيا فرنسيا، بل مقيما ضريبيا مغربيا، يسدد كافة متعلقاته الضريبية في المغرب، بما في ذلك الشركات التي يساهم فيها.وفي ما يتعلق بالمبالغ المالية المثارة في تحقيق "لوموند"، والتي استوجبت هذا الرد، أوضحت الكتابة الخاصة للملك أنه جرى تحويلها إلى حسابه بمجموعة " آش إس بي سي، وأن عمليات التحويل جرت بكامل الشفافية، وبعلم السلطات النقدية في المغرب، وبالموافقة القبلية والرسمية لمكتب الصرف، ووفق القانون الجاري به العمل بالمملكة.ياسين قٌطيب

درس ملكي لـ”صاحبة الجلالة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

15 مليون ناخب مدعوون لصناديق الاقتراع

حكايات مقاوم يهودي5

مقالات ذات صلة