“المكابيت” ينفجرون عنفا جنسيا في الشارع

يلجؤون إلى التحرش المرضي بالآخر لتلبية نداء غرائز لا يتحكمون فيها لا يؤتمن جانب الكبت الجنسي، وكثيرا ما يباغت صاحبه ويخرج إلى العلن، متفجرا في سلوكات وحركات وأفعال وأقوال تجاه الفريسة المراد الانقضاض عليها جنسيا. ويعتبر التحرش الجنسي المرضي تجاه الآخر (نساء أو رجالا) أحد مظاهر انفلات الكبت من عقاله وخروجه عن الطوع، فيصير الشخص المكبوت، في هذه الحالة، مثل مجنون قد يرتكب حماقات في لحظات فارقة، دون أن يشعر بذلك، وغالبا ما تكون عواقبها وخيمة.وتعج الشوارع والفضاءات العمومية وفضاءات التسوق والأماكن المزدحمة ووسائل النقل العمومية بمجانين من هذا النوع، يهاجمون بعنف الطرف الآخر ويقتربون منه ويحتكون به لإشباع رغبات دفينة في النفس يعجزون عن التخلص منها بشكل سليم، لأسباب مختلفة.المكبوتون يضعون أوصافا لفريستهم ويرسمون معالمها وتقاسيمها ومفاتنها في خيالهم، أو يستلهمونها من إدمانهم على الأفلام البورنوغرافية، وما إن تظهر أمامهم أو ترصدها عيونهم حتى يرتمون عليها، ما يتسبب في إحراج كبير للطرف الآخر، وأحيانا تتطور الأمور إلى ملاسنات ومشادات بين الطرفين.التحرش المرضي يختلف عن التحرش العادي، أو كلمات الغزل والإعجاب والإطراء التي يهمس بها الرجل، أو المرأة في أذن الآخر وينتهي الموضوع عند هذا الحد، أو يتطور إلى علاقة حب سوية برضى الطـــرفين.إنه تحرش عنيف تحركه الغرائز الجنسية، ويتحكم فيه العقل الباطن ويستعمل ألفاظا وتعابير تمتح من المعجم الجنسي، وأحيانا يتجاوز صاحبه مرحلة الكلام إلى مرحلة الشد والجذب والاحتكاك.الشخص المكبوت له علاقة متوترة مع الجنس الآخر الذي يختزله في مجرد فريسة ينبغي التهامها في الحال، وهو ما يفسر عددا من الانفلاتات في الأماكن العمومية والخاصة (الحفلات والأعراس) التي يكون أبطالها أشخاص «عاديون» ببذلات وربطات عنق، سرعان ما يتحولون إلى وحوش جنسية عند أول «استفزاز».بالنسبة إلى الرجال، يعتبر جسم المرأة ومظهرها ونوع اللباس محددا في إيقاظ مارد التحرش المرضي. وأحيانا يتخذ التحرش الجنسي العنيف لبوسا دينيا وأخلاقيا، حين يلجأ أحدهم إلى مهاجمة فتاة ترتدي فستانا، أو سروالا ضيقيين يظهر تفاصيل جسدها، أو ترتدي تنورة قصيرة، أو قميصا يكشف جزءا من صدرها.فحين يفشل الشخص المكبوت في تحقيق رغباته بالوسائل السلمية (نظرات، احتكاك، ألفاظ..)، يلجأ إلى تفعيل المخطط البديل، وارتداء جبة الواعظ والفقيه الديني الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر والفواحش، ما يفسر عددا من حوادث الاعتداء الجسدي على فتيات في الآونة الأخيرة (إنزكان، آسفي، الرباط، البيضاء..) تحت غطاء الدين ومحاربة الرذيلة.عند النساء، يختلط التحرش بداعي الكبت بالحب العنيف، إذ يتعرض رجال إلى مواقف سخيفة من نساء في الفضاءات العمومية من قبل نساء وجدن صعوبة في إشباع رغباتهن الجنسية، لأسباب مختلفة، فجعلن الآخر ضالتهن في تفجير أمراضهن.ونظرا لخطورة التحرش الجنسي، تنبه مشروع القانون الجنائي الجديد إلى ضرورة وضع عقوبات ضد المتحرشين، وهي عقوبات تعتبر سابقة في البلاد، إذ نص المشروع على تجريم التحرش الجنسي في الأماكن العمومية بالسجن والغرامة. المشرع تنبه إلى خطورة التحرش المرضي أعطى مشروع القانون الجنائي تعريفا قانونيا للمتحرش الجنسي، إذ حدده في كل شخص «أمعن في مضايقة الغير في الأماكن العمومية، أو غيرها، بأفعال أو أقوال أو إشارات جنسية، أو كل من وجه رسائل مكتوبة، أو هاتفية، أو إلكترونية، أو تسجيلات أو صورا ذات طبيعة جنسية، أو لأغراض جنسية».ونص القانون على «معاقبة المتحرش جنسيا بالسجن لمدة تتفاوت بين شهر واحد إلى ستة أشهر، وغرامة من ألفين إلى 10 آلاف درهم، وتتضاعف العقوبة إذا كان مرتكب الفعل زميلا في العمل، أو من الأشخاص المكلفين بحفظ النظام والأمن في الفضاءات العمومية أو غيرها».وذهب القانون الجديد إلى أن معاقبة من ارتكب التحرش الجنسي من قبل أحد الأصول، أو المحارم، أو من له ولاية أو سلطة على الضحية، أو كان مكلفا برعايتها أو كافلا لها، وإذا كان الضحية قاصرا، دون الثامنة عشرة من عمره، بالسجن من سنة واحدة إلى ثلاث سنوات، وغرامة مالية.

“المكابيت” ينفجرون عنفا جنسيا في الشارع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مبشور : برنامجنا ضد سياسة "باك صاحبي"

شباش: الكبت يعني المتزوجات أيضا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات