العدالة الفرنسية على المحك

״الصباح״ تكشف ما دار بين المحامي ومبتزي القصر بمطعم ״هوش״ بباريس لوران: "أريد ثلاثة". موريتي "ثلاثة ماذا؟". لوران "ثلاثة ملايين". موريتي: "ثلاثة ملايين درهم؟". لوران: "لا، ثلاثة ملايين أورو"، على وقع هذه المساومة استفاق الفرنسيون في اليوم الموالي لتوقيف صحفيين متلبسين بابتزاز محامي الملك بأحد مطاعم باريس، إذ كشفت صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" في عدد أمس (الأحد) تفاصيل تسجيلات فرقة جرائم الأموال التابعة لشرطة العاصمة الفرنسية. ولم يجد الصحفيان الفرنسيان إيريك لوران وكاترين غراسيي بدا من الاعتراف، بابتزاز المغرب، خاصة بعد ظهور وثيقة مكتوبة بخط أحدهما وتحمل توقيعهما معا يتعهدان فيها بعدم الإساءة إلى المغرب مقابل تسلمهما ملياري أورو، ما جعل المدعي العام لباريس يقرر متابعتهما بتهمة الابتزاز المالي، مع الوضع تحت المراقبة القضائية. وبعد تحقيق استمر أكثر من 30 ساعة منذ تاريخ اعتقالهما في حالة تلبس، مثل الصحفيان المذكوران أول أمس (السبت) أمام المدعي العام، الذي وجه إليهما رسميا تهمتي الابتزاز التهديدي والابتزاز المالي، ومتابعتهما معا في حالة سراح مع الإبقاء تحت المراقبة القضائية. واعترف لوران خلال الاستماع إليه بأنه وجه طلبا رسميا إلى الديوان الملكي، قبل شهر تقريبا من تاريح وقوعه، طالب فيه بثلاثة ملايين أورو للتراجع عن نشر كتاب يسيء إلى سمعة الملك ومحيطه، قبل أن يقبل تخفيض الملبغ إلى مليوني أورو في مرحلة ثانية، وكذلك الشأن بالنسبة إلى شريكته في عملية الابتزاز كاترين غراسي التي وقعت معه على التزام مكتوب بخط اليد، يتعهدان فيه بوقف نشر الكتاب وعدم العودة إلى التدخل في الشأن الداخلي للمغرب. من جهتها كشفت قناة "بي إف إم تي في" الفرنسية النقاب عن تفاصيل الالتزام، الذي توجد نسخته الأصلية لدى رجال فرقة الجرائم المالية بباريس ضمن محجوزات توقيف لوران وغراسيي متلبسين بتسلم 80 ألف أورو، وهي العملية التي تمت بالتنسيق مع محامي القصر داخل مطعم "هوش" وسط العاصمة الفرنسية. لقد وقعنا في الفخ كل المعلومات المسربة من دائرة التحقيق مع لوران وغراسيي تؤكد أن أقوالها تدور حول جملة واحدة "لقد وقعنا في الفخ"، وذلك في إشارة إلى الكمين الذي نصبته لهما شرطة باريس المالية الخميس الماضي، عندما حضرا إلى مطعم "هوش" من أجل إتمام الصفقة التي تطلبت ثلاثة لقاءات وشهرا كاملا من المفاوضات، دون أن يدركا أن الجانب المغربي يرتب كمينا مع السلطات قضائية الفرنسية، فقد حضرت عناصر فرقة جرائم الأموال، لوضع حد لعملية الابتزاز، واعتقال الصحافيين في حالة تلبس بتسلم مبلغ 80 ألف أورو تسبيقا كما تم الاتفاق على ذلك في اللقاء السابق، وبمجرد أن اقتربا من باب المطعم في طريقهما إلى الخارج، حتى حاصرت الشرطة المتهمين وبيد كل منهما ظرف من 40 ألف أورو. ولم تكن الأموال المكون الوحيد لمحضر المحجوزات، ذلك أن محامي القصر أضاف إليها التزام مكتوب وموقع من قبل ايريك لوران وكاترين، اللذين حاولا التنصل من شرط الوثيقة المكتوبة، بذريعة، أنهما لا يتوفران على نسخة التزام، قبل أن يطالبهما المحامي بتحرير التزام بخط اليد والتوقيع عليه، وذلك على مرأى ومسمع من العناصر الأمنية. اعتراف كتابي وشفوي أوضح إيريك دوبون موريتي، محامي القصر، ساعات قليلة بعد واقعة الاعتقال أن ايريك لوران كان اتصل بالديوان الملكي في 23 يوليوز الماضي مبديا رغبته في عقد صفقة يلتزم فيها بعدم نشر كتاب يتضمن "اتهامات مسيئة" مقابل الحصول على ثلاثة ملايين أورو، لكن الجانب المغربي قرر أن يكون الرد حاسما، وذلك بنصب كمين للشريكين. وبعد أسبوعين من الاتصال الهاتفي، جاء موعد أول لقاء بين ايريك لوران وممثل عن محامي القصر الملكي، في الـ 11 من غشت الجاري بالمطعم ذاته، إذ جدد لوران، في مقابلة قصيرة لم تتجاوز نصف ساعة، المطالب الواردة في المكالمة الهاتفية مع تحديد اللقاء موعد ثان في المكان نفسه. ولم يطل انتظار الصحافي أكثر من أسبوع، إذ تكررت العملية، مع مستجد يتمثل في أن الطرف المغربي تقدم بشكاية إلى السلطات الأمنية الفرنسية، التي كلفت فرقة الجرائم المالية للعاصمة بتتبع الملف، والقيام بالإجراءات اللازمة، مرخصة لها بإنجاز عملية تنصت وتسجيل صوتي، تمت بالتنسيق مع محامي القصر. ياسين قُطيب

العدالة الفرنسية على المحك

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التحقيق مع قيادي من "بيجيدي" بالقنيطرة

كمال: برنامجنا محاربة الفساد بـ"روش نوار"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات