٣ أسئلة < كيف تقرؤون فضيحة الصحافيين الفرنسيين من الناحية المهنية والأخلاقية؟ < قضية الصحافيين الفرنسيين «إيريك لوران» و»كاثرين غراسيي» دليل على أن كثيرا مما ينشر في وسائل الإعلام الفرنسية تكون له أهداف غير معلنة، فإذا كان «إيريك لوران» ألف كتابا أسماه «المصاريف تجني الملايير ونحن نجني الأزمات»، نقول نحن إن هناك صحافيين يجنون الملايير ونحن نجني الإحباطات والمغالطات. ما حدث يعتبر عنوانا بارزا لفساد مستشر في وسائل الإعلام الغربية، ويؤكد أن الانحرافات لا تقتصر على تجارب إعلامية متخلفة، بل الفساد يوجد، أيضا، في تجربة إعلامية متقدمة جدا. لذا أصبح من اللازم اتخاذ الحيطة في كل ما يكتب على المغرب من قبل بعض الإعلاميين الغربيين، خاصة أن الصحافيين المتورطين يعتبران من رموز الصحافة الاستقصائية بفرنسا. < لكن القضاء لم يفصل بعد في هذه القضية؟ < صحيح، يجب أن ننتظر القضاء ليقول كلمته النهائية في هذا الصدد، ولكن الوقائع تثبت أو ترجح كفة الإدانة، بما في ذلك الاعتقال في حالة التلبس ووجود تسجيلات صوتية ومرئية، والجلسات التي عقدت خفية من أجل ترتيب هذه الأمور. وهذه كلها معطيات تورط هذين الصحافيين. في الحقيقة إذا كان هذا الصحافي ألف كتابا أسماه الملك المفترس، فالآن يتبين أنه المفترس الحقيقي الذي يفترس بواسطة الابتزاز لمراكمة الثروات. < كيف تقيمون صمت المنظمات المهنية تجاه هذه الفضيحة؟ < التفسير الذي نجده لهذا التردد الذي توجد عليه المنظمات المهنية والصحافيين بفرنسا، هو حالة الصدمة التي أصيب بها المشهد الإعلامي الفرنسي، ثانيا ما حدث هو إدانة على الأقل لجزء من النسيج الإعلامي الفرنسي، وعليه، فإن ما حصل هو إدانة لبعض وسائل الإعلام الفرنسية، لذا فإن عددا من الصحافيين الفرنسيين وبعض المنظمات الإعلامية الفرنسية تجد نفسها مشمولة بهذه الإدانة. ويمكن القول، بالتالي، إن هناك حالة نفسية ونوعا من الخجل وارتباكا لدى مكونات المشهد الإعلامي يمكن أن تفسر هذا التردد في التعاطي الجدي مع هذه القضية. لكن ذلك لا يعفي هذه المنظمات والصحافيين النزهاء من اتخاذ موقف واضح وحازم تجاه كل الممارسات التي تسيء إلى المهنة. * رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية أجرى الحوار:عبد الواحد كنفاوي