3 أسئلة <ما هي دلالة هذا «الشلال الهادر» من البرامج الانتخابية؟ < نحن على أبواب الاقتراع، والأحزاب في سباق مع الزمن للظفر بالمقاعد لتسيير الجماعات والجهات، وطبيعي أن تقدم هذه الأحزاب باختلاف مواقعها برامج انتخابية في إطار المنافسة لاستمالة الناخبين والتصويت عليها، شرط أن تكون هذه البرامج واقية وتلامس القضايا والأولويات الحقيقية للمواطنين. < في قراءة أولية، ما هي أهم ملاحظاتكم على البرامج المقدمة لحد الآن؟ < اطلعت على عدد كبير من هذه البرامج، خصوصا بالبيضاء، إذ حاولت التطرق إلى جميع المواضيع التي تعتبرها مهمة بالنسبة إلى المواطنين، ما أسقطها في الإنشاء السياسي، وغابت الأرقام والأولويات ذات البعد القريب والمتوسط للمواطنين. والملاحظ أن الأحزاب، معها المواطنين كذلك، انتقلوا مباشرة إلى عرض البرامج و»مناقشتها»، دون إجراء تقييم للحصيلة، ومساءلة المسؤولين السابقين عن انجازاتهم وما حققوه فعلا خلال خمس سنوات الماضية. إن الحملة الانتخابية فرصة بالنسبة إلى مواطنين لمحاسبة من أخل بوعوده السابقة، وعدم تجديد الثقة فيه، إذ أن الأحزاب نفسها ستشعر أن المواطن مهتم ومهتمة بتتبع الشأن المحلي...وكل من سولت له نفسه التلاعب وإطلاق الوعود الكاذبة سيكون مصيره العقاب الديمقراطي. < طيب، كيف تفاعلتم مع مقترحات الأحزاب، وماذا هيأتم بالمقابل في إطار الأدوار الجديدة للمجتمع المدني؟ < خلال تجربتي في شبكة النسيج الجمعوي لسيدي البرنوصي، فمنذ انتخابات 2009، حرصنا على تقديم مطالب المجتمع المحلي وتصوره للتنمية إلى فروع الأحزاب، وذلك عبر ميثاق شرف بالالتزام بمجموعة من النقاط تهم تدبير الشأن المحلي. للأسف، الحصيلة هزيلة من حيث الوفاء بالالتزامات. وفي خضم هذه الإنتخابات ومع دستور 2011، وإرساء جهوية بمضمون مغاير..حرص النسيج الجمعوي لسيدي البرنوصي على عقد لقاءات مع الجمعيات المحلية لتدارس وإعداد ملف مطلبي يهم التنمية المحلية بمواضيع جديدة منها البيئة وتضمين المقترحات الخاصة بالنوع والشباب و ودعم الديمقراطية التشاركية، والاهتمام بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وشراك الجمعيات في الإعداد للمخططات التنموية المحلية والمطالبة بعقد لقاءات سنوية للتواصل مع السكان وعرض الانجازات والأخذ بالمقترحات. نحن نؤمن بأن المجتمع المدني قوة اقتراحية، كما نصبو إلى بناء مجتمع الديمقراطية. ولا ديمقراطية بدون أحزاب قوية ومجتمع مدني قوي بمشاركته في تحقيق التنمية التي تضمن العيش الكريم للمواطنين. للأسف الأحزاب عينها على المقاعد أكثر من تبني المقترحات الوجيهة للمجتمع المدني...وأكيد الكلمة الفصل للمواطنين بالمشاركة القوية لدفع المرشحين الأكفاء والنزهاء لخدمة التنمية المحلية وإبعاد الفاسدين. * فاعل جمعوي أجرى الحوار: يوسف الساكت