"ناضت" بين دنيا باطما وابتسام تسكت على صفحات المواقع الاجتماعية. المغنيتان المغربيتان، اللتان سطع نجمهما في برنامجين لاكتشاف المواهب هما "أراب أيدول" و"ستار أكاديمي"، تشنان على بعضهما البعض حربا شبيهة بحروب الحمام البلدي على الطريقة المغربية، والكل يتابع من بعيد، آملا في أن "يسخن الطرح" أكثر فأكثر، لتحلو الفرجة وتزداد المتعة.لا أحد يعرف ماذا وقع بالضبط بين نجمتي آخر زمن، ولا أحد يهمه أن يعرف ما أشعل فتيل النار بين دنيا وابتسام، لأن السبب، أكيد، لن يخرج عن إطار "التبرهيش" و"الهضرة الخاوية" و"التخربيق"، الذي يهم "الفانز كلوب" والصحافة الباحثة عن أخبار الإثارة، أكثر مما يمكن أن يهم الجمهور العادي. وإذا كان ال "buzz" على الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي يليق بابتسام تسكت، على أساس أنها لا تملك شيئا أهم من أخبار النميمة والقيل والقال يتحدث عنه الناس، فهو لا يليق بدنيا باطما، التي استطاعت، رغم تأخرها لسنوات في رسم أولى خطوات مسارها الفني، أن تفرض اسمها بقوة على الساحة الفنية العربية، سواء حين طرحت ألبومها الأول، أو حين أطلقت، أخيرا، أغنيتها الرائعة والناجحة "واعر مزيان"، والتي انتشرت بشكل "خطير" في بلدان الخليج وأصبح الكل يرددها.تملك دنيا باطما صوتا قويا أدخلها قلوب الملايين منذ مشاركتها في "أراب أيدول" وخروجها منه محبطة لعدم حصولها على اللقب الذي كانت تستحقه. تتميز دنيا أيضا بشخصية قوية و"كاريزما" عالية لا تملكهما ابتسام تسكت، التي ينطبق عليها مثل "كوني جميلة واصمتي". صحيح أن الكثيرين انتقدوا شكلها الجديد وإطلالتها "المعربنة" أو "البلدية" ولجوءها إلى عمليات التجميل التي صنعت منها نسخة مشوهة من "باربي"، إلا أنها ما إن تصدح بصوتها القوي الرائع، حتى يصمت الجميع ويتخشع احتراما لموهبة أتتنا من الزمن الجميل للأغنية العربية.لذلك لا يليق بدنيا باطما أن تدخل مثل هذه الحروب الصغيرة. وحتى إن دخلتها، فليكن مع اسم "كاليبر" في الساحة الفنية، وليس مع "مغنية" كل رصيدها أنها شبيهة النجمة اللبنانية هيفاء وهبي، وليتها تشبهها في "الكلاس" والذكاء والشخصية.لم يكن على دنيا باطما أن تنتقد ابتسام، وتقول إنها مثلت المغرب و"بوطها عريان"، لأنها سقطت بذلك في أحكام القيمة وفي التقييم "الأخلاقي" للأشياء، وهي أمور حساسة لا يجوز الخوض فيها، خاصة بين المغنيات لأن "اللي ما كا تعريش البوط" في العلن، تفعل أشياء أخرى في الخفاء، وأهل مكة أدرى بشعابها. لم يكن عليها أن تعطي للأمور أكثر من حجمها والأحرى بها أن تلتفت إلى أعمالها الفنية وجلساتها "الوناسية" وأعراسها الخليجية التي تجني منها، هي وزوجها، ملايين الدولارات. ليس مسموحا لصوت مثل صوت دنيا أن يضيع وقته في "العطيان" و"الخوا الخاوي". عليها أن توفر مجهودها كله للإبداع والتألق الفني، لأن هذا هو ما سيصنع منها نجمة حقيقية، فالفنان ليس فقط شكل أو خامة صوتية، بل هو ذكاء ولياقة وحسن تصرف، أولا وقبل كل شيء.ابتسام تسكت، يحق لها ذلك. صوتها "على قد الحال"، ولا أغنية ضاربة لديها، وأسست اسمها على ال"buzz" والنميمة والشائعات التي تركز عليها برامج تلفزيون الواقع، وفي مقدمتها "ستار أكاديمي"، من أجل إنجاحها. كل ما لديها جيش يتصدى بشراسة لكل من ينتقدها، لكنه لا يستطيع أن يخوض من أجلها معركة حقيقية واحدة. (*) موقع في الواجهة www.filwajiha.com