طابو الجنس وراء المصائب

الحديث عنه ممنوع والأنترنت بديل للحصول على معلومات مشوهة أكثر ما يتجنبه المغاربة هو الخوض في مواضيع الجنس، أو على الأصح الحديث الجاد عن هذه المواضيع، على اعتبار أن الجنس هو الموضوع المفضل لدى أغلبهم، إذا كان الأمر يتعلق بحديث غير مسؤول، أو للتباهي بعلاقات جنسية عابرة. فالعديد من الآباء يتحاشون الحديث عن الجنس مع أبنائهم، بل إن الحمرة تعلو وجوههم حينما يطرح ابنهم أسئلة من قبيل كيفية خروجه إلى الوجود، ولماذا لديه قضيب أو "دودو" وأخته مختلفة عنه، ليبدأ من هنا الغلط، بعد أن يرفض الأب أو الأم الإجابة عن هذا السؤال، إذ يرفض البعض بشكل مباشر، وقد يصفع ابنه حتى لا يعيد طرح السؤال مع تذكيره بأنه "حشومة وعيب"، في حين يتعمد آخرون تغيير الحديث حول الموضوع بإثارة انتباه الابن حول موضوع آخر، في حين تلجا فئة ثالثة إلى تقديم أجوبة مغلوطة. المنع والتحريم نفسهما يتكرران في المدرسة، إذ يمتنع المعلم عن إيصال مثل هذه المعلومات إلى تلامذته الصغار المتعطشين للإجابات عن أسئلة تؤرقهم، في حين يحذر أساتذة آخرون تلامذتهم من طرح مثل هذه الأسئلة.أما في التلفزيون فالحديث عن الجنس ممنوع ومن المحرمات، وهي مسألة طبيعية لأن الخطأ ابتدأ في سن مبكرة، وبالتالي يصعب على شاب، أو شابة، أو رجل، أو امرأة في أواخر العمر أن يشاهد برنامجا عن الجنس، خاصة إذا كان رفقة والدته، أو إخوته، وأحيانا حتى مع زوجته، إذا كانت الأخيرة منغلقة ويقتصر لديها الجنس على الممارسة لا التنظير.في منابر المساجد، الجنس آخر ما يمكن أن يفكر فيه الإمام والمأموم، إذ لم يتجرأ أحد على الحديث عن الموضوع خلال خطبة جمعة أو درس من الدروس التي تلي إحدى الصلوات الخمس، ليبقى الفضاء الوحيد، في العالم الحقيقي، المتاح الحديث فيه عن الجنس هو الشارع، فكل شيء مباح فيه، بما فيها الممارسة الجنسية العلنية أو السرية. أما في العالم الافتراضي، خاصة الأنترنت، فالجنس مباح وكل الطرق تؤدي إليه، بل إن المغاربة متفوقون على غيرهم من باقي الأجناس، في البحث عن كل الكلمات التي لها ارتباط بالجنس من قريب، أو بعيد، أو فيها "غير شوية من ريحتو"، بعد أن أكدت العديد من التقارير والإحصائيات أن المغاربة مصنفون في الرتب الأولى في البحث باستعمال كلمة الجنس في بحثهم عن الشبكة العنكبوتية.وكان طبيعيا في ظل وضع كهذا، حيث يمنع على الطفل والشاب الحديث عن الموضوع، أن تظهر العديد من المشاكل الجنسية لدى المغاربة، والتي يكون أكثرها دلالة هو أن يجد العريس والعروسة نفسيهما عاجزين عن القيام بما اعتاد الآخرون القيام به في ليلة الدخلة، تليها مظاهرة مشوهة أخرى من قبيل "البوانتاج في الطوبيسات" والأماكن المزدحمة و الاستمناء في الشارع والاغتصاب، أو ممارسة الجنس على ومع المحارم.الموضوع حساس، وعلى المغاربة أن يتجاوزوا عقدة الجنس والحديث حوله من خلال برمجة حصص دراسية في مستويات تعليمية معينة تعنى بالتربية الجنسية، على أن تستمر وتواكب مراحل تطور سن التلميذ، على أن يكمل الآباء والتلفزيون الدور نفسه، حتى لا يجد الشاب أو الشابة في العالم الافتراضي الملاذ الواحد للإجابة عن الأسئلة العالقة حول الموضوع.الصديق بوكزول

طابو الجنس وراء المصائب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تفاصيل ذبح "خضار" لزوجته بآسفي

فتاوى تفضح حيرة الفقهاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات