قام محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام للتقدم والاشتراكية، أول أمس (الثلاثاء)، بخطوة مثيرة، تجسدت في إنزال عقاب قاس على حزبه، بإسقاط لائحته المرشحة للتنافس من أجل عضوية المجلس البلدي للرشيدية، عاصمة جهة درعة تافيلالت، عن طريق طرد وكيلها، حسن الودغيري، بسبب دخوله في تحالف مع الاستقلاليين، أثمر فوز منتخب من حزبهم برئاسة غرفة الصناعة التقليدية بالجهة المذكورة.ولم يتوقف الأمين العام للتقدم والاشتراكية، عند ذلك الحد، بل حرم، خلال اليوم ذاته، حزبه من أعضاء تمكنوا من الحصول على مناصب في مكتب غرفة التجارة والصناعة والخدمات بدرعة تافيلالت، لما سحب منهم عضوية الحزب، لـ"عدم انضباطهم" لقرارات الحزب، حول تحالفات تشكيل مكاتب الغرف المهنية، علما أن رئاسة الغرفة المذكورة بالرشيدية، فاز بها منتخب ينتمي إلى الحركة الشعبية، الحزب العضو في تحالف الأغلبية الحكومية مع التقدم والاشتراكية.ويظهر أن ما أثار حفيظة نبيل بنعبد الله، أساسا، هو نسج عبد الواحد الأنصاري، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، تحالفات الغرف المهنية للجهة الجديدة، إذ كشفت صور ومعلومات من مصادر محلية، توصلت بها "الصباح"، وجوده في القاعة التي احتضنت تشكيل مكتب غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالرشيدية، وسهر عن بعد، على إيصال قريبه، محمد الأنصاري، من الحركة الشعبية، إلى رئاستها.وفضل زعيم التقدم والاشتراكية، الطرد في حق أعضائه، عبد الرحمان باسول، واحساين زكا، ومحمد العربي لبيض، لترجيهم كفة المرشح الحركي، الفائز بـ21 صوتا، مقابل 20 لمنافسه محمد واعزى، من الأصالة والمعاصرة، رغم أن الأول (باسول)، انتخب نائبا ثانيا لرئيس الغرفة، وانتخب الثاني، أمينا للمال، كما انتخب الثالث نائبا له. أما في غرفة الصناعة التقليدية، فقد عوقب حسن الودغيري، لأنه غادر القاعة، ما مكن الاستقلال من الفوز بالرئاسة بـ14 صوتا، مقابل 13 صوتا لمرشح الأغلبية الحكومية.وفي وقت لم يجب فيه رشيد روكبان، القيادي المداوم في الإدارة المركزية للتقدم والاشتراكية لانشغال باقي القادة بالحملة ميدانيا، على اتصالات "الصباح"، بخصوص ما جرى تحديدا في الرشيدية، اكتفى الحزب، في بيانين منفصلين، حول الموضوع، بإعلان طرد أعضائه، لعدم انضباطهم، كما استعمل لنعتهم توصيف "المدعو" بدل "الرفيق"، دون ذكر تفاصيل عن الملابسات.وفي هذا الصدد، قال الحزب إنه قرر طرد عبد الرحمان باسول واحساين زكا ومحمد العربي لبيض، إثر عدم انضباطهم لقرار الحزب حول التصويت على رئيس الغرفة في انتخاب رئاسة غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة درعة تافيلالت، ما يعد "خرقا سافرا وإخلالا مطلقا بقواعد الانضباط الحزبي".وعلى مستوى انتخاب رئاسة غرفة الصناعة التقليدية، التي فاز بها الاستقلالي مصطفى الدريسي، أكد التقدم والاشتراكية، أن مرشحه لرئاسة بلدية الرشيدية في انتخابات 4 شتنبر، طرد، لأنه لم يصوت لفائدة مرشح التقدم والاشتراكية، أثناء تشكيل مكتب غرفة الصناعة التقليدية، ما استدعى طرده.وبعدما فاز حزب الاستقلال، في وقت سابق، برئاسة غرفة الفلاحة لجهة درعة تافيلالت، يكون القيادي الاستقلالي عبد الواحد الأنصاري، المرشح وكيلا للائحة "الميزان" الإقليمية من أجل رئاسة جهة درعة تافيلالت، ووكيلا من لرئاسة بلدية مكناس، قد نجح في مهمة تكليفه من قبل حزبه بالسهر ميدانيا، على أن يكون الاستقلال، القوة السياسية الأولى في الجهة التي أحدثها التقسيم الجديد، بفصل تافيلالت عن مكناس، وفصل درعة عن أكادير.امحمد خيي