جرائم نون النسوة 6

أم عازب حاولت قتل رضيعتها سنتان حبسا موقوف التنفيذ، هي العقوبة التي أصدرتها، في وقت سابق، غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمكناس، في حق أم عازب، بعد مؤاخذتها من أجل جناية محاولة قتل وليدها، إذ ارتأت تمتيعها بظروف التخفيف، مراعاة لحالتها الاجتماعية والعائلية ولانعدام سوابقها القضائية. وتفجرت القضية عندما أشعرت المصالح الأمنية بخنيفرة أن أما عازبا حاولت قتل وليدها، من جنس أنثى، بعدما وضعتها بالمستشفى الإقليمي للمدينة. وبعد الانتقال إلى المكان، أفادت مجموعة من الممرضات، العاملات بقسم طب النساء والتوليد بالمستشفى المذكور، أنهن تدخلن عدة مرات لإسعاف المولودة من الاختناق وإخضاعها للتنفس والتدفئة الاصطناعيين، فضلا عن تزويدها بمادة الأوكسجين، قبل أن تعود إلى حالتها الطبيعية. وأوضحن أنه كلما أرجعت المولودة لوالدتها، تعاودها حالة الإصابة بحالة الاختناق الحاد، ما جعلهن يرتبن في أمرها ويقمن بمراقبة تصرفاتها ورصد حركاتها، خصوصا بعدما لاحظن أن الأم تعمد إلى وضع غطاء صوفي على ابنتها ولا تترك لها مجالا للتنفس. وأسفرت الاحتياطات المتخذة من طرف الطاقم الطبي الذي كان يؤمن المداومة الليلية، عن ضبط الأم العازب متلبسة بمحاولة وضع حد لفلذة كبدها، بعدما فاجأتها إحدى الممرضات وهي تجلس فوق رأس المولودة بنية إزهاق روحها، لتقوم بإبعادها عنها، وإنقاذها بالتالي من موت محقق، قبل أن تقدم لها الإسعافات من جديد، إذ علت جسدها زرقة ولوحظ انتفاخ رأسها. وأكدت الطبيبة المسؤولة أنه بعد إخضاع المولودة للفحص ومعاينتها، تبين أنها تحمل آثار رضوض في عنقها علاوة على احمرار غير طبيعي نتيجة ضغط أو محاولة خنق باليد، فضلا عن انتفاخ في خديها ومؤخرة رأسها. واسترسالا في البحث، تم الاستماع إلى نزيلة كانت توجد بالغرفة نفسها، في انتظار ساعة المخاض، فأكدت أنها شاهدت المتهمة، وهي تغطي المولودة بغطاء صوفي بشكل يصعب معه التنفس، مضيفة أن الممرضات نبهنها إلى عدم التصرف بهذه الطريقة، حتى لا تعرض ابنتها للخطر، موضحة أنه لحظة قيام إحدى الممرضات بإزاحة الغطاء الصوفي عن الأم ووليدتها، صرخت الأخيرة بشكل يوحي أنها تعاني اختناقا حادا، وتحتاج إلى الهواء، ما جعل طاقم التمريض يسارع إلى إنقاذها والاحتفاظ بها حتى الصباح، قبل أن يعيدها إلى والدتها. وبالاستماع إليها تمهيديا في محضر قانوني، أفادت المتهمة(ف.ك)، من مواليد 1976، أنها أنجبت المولودة من حمل خارج مؤسسة الزواج، باعتبارها التعاطي للفساد، مضيفة أن لها ثلاثة أبناء آخرين نتيجة علاقات غير شرعية. وحول المنسوب إليها، نفت أن تكون لها نية إزهاق روح مولودتها أو إيذائها، موضحة أنها لم تشعر بجلوسها عليها، ولم تكن تقصد ذلك، مؤكدة عدم رغبتها في الاحتفاظ بها أو تربيتها في كنفها، مبرزة أنها كانت تنوي التخلي عنها بالمستشفى لعوزها، مشيرة إلى أن عائلتها هي من تتكفل برعاية أبنائها الآخرين. وأثناء عرض القضية على أنظار الغرفة، تشبثت المتهمة بتصريحاتها السابقة، مضيفة أنها لو كانت لها نية قتل مولودتها لما قدمت لوضعها بالمستشفى، وعرضت عليها صور الأخيرة التي كانت تعلوها الزرقة، فأكدت أن ذلك نتيجة البرد القارس الذي يخيم على المنطقة، لأن الوضع تزامن مع مارس. وبعدما التمس ممثل النيابة العامة الإدانة، تناول الكلمة دفاعها المنتدب في إطار المساعدة القضائية، ملتمسا لموكلته البراءة، اعتبارا لإنكارها في جميع مراحل البحث والتحقيق، واحتياطيا تمتيعها بأقصى ما يمكن من ظروف التخفيف مع جعل العقوبة الحبسية موقوفة التنفيذ. خليل المنوني (مكناس)

جرائم نون النسوة 6

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اتهامات بشراء الذمم في غرف الرباط

9الجم بقلب مفتوح

مقالات ذات صلة