كجمولة… من تندوف إلى البرلمان

نساء بوليساريو يرفضن تعدد الزوجات في السنوات الأولى إلى غاية 1978، وتطبيقا لسياسة مواجهة أي طارئ سياسي، قررت قيادة جبهة بوليساريو تشجيع الزواج وتكاثر النسل، لأجل رفع عدد السكان، بشكل كبير، وحصلت التعبئة، إذ ساد نوع من التحريض على تشجيع، ليس فقط الزواج، بل تعدد الزوجات، وكان شبه أمر عبر الحرص على تبيان مميزات التعدد، لأن الجبهة تحتاج إلى الموارد البشرية، لكن كانت صدمة قيادة بوليساريو كبيرة، لأن نساء المخيمات رفضن وبقوة، لأن ذلك نابع من نخوتهن ووظيفتهن في المجتمع، وقدرتهن على رفع التحدي. ويتميزن بشخصية قوية ومكانة في تأطير الناس، وخدمة الأسرة، وتربية الأطفال، والقيام بالأعمال المنزلية والتي كانت خارج المنازل أيضا، فانتصرت كرامة المرأة ضد سياسة التخطيط الأسري لتعدد الزوجات والإكثار من النسل. ويعد الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية، تنظيما نسائيا داخل جبهة بوليساريو، وتم تأسيسه منذ البداية، ولكن انعقد المؤتمر التأسيسي بشكل رسمي في مارس 1985، إذ تم انتخابي رئيسة اتحاد النساء الصحراويات، الذي كان يشمل جميع المخيمات، بحكم شكله وتنظيمه، لأنه يتوفر على الفروع المهيكلة بتمثيلية محلية، على مستوى كل دائرة ، وأيضا جهوية. كنا نقوم بعملنا على الصعيدين، الداخلي والخارجي، فعلى المستوى الداخلي كنا نشتغل في الرعاية الاجتماعية، الخاصة بالعجزة المسنين رجالا ونساء، وذوي الاحتياجات الخاصة، عبر القيام بزيارات ميدانية، وتنويع البرامج المقدمة لهم والتي تهم الرفع من المستوى الصحي والمعنوي والنفسي لهذه الفئة، كما كنا نعقد لقاءات واجتماعات تواصلية مع النساء، وتأطيرهن بندوات لمناقشة الوضع السياسي النسائي دفاعا عن القضية. أما على المستوى الخارجي، كنا نعرف بالقضية في جميع عواصم الدول، وفي جميع الملتقيات الدولية، التي تحتضن ندوات، وعلى سبيل المثال، شاركنا في ملتقى دولي بنيروبي، وكذا الأممية الاشتراكية، واتحاد النساء الإفريقيات، واتحاد النساء العربيات، واتحاد النساء الديمقراطيات، سواء في لقاءات جهوية إقليمية، أو دولية، لأجل شرح القضية، واستقطاب الدعم والمساندة السياسية والإنسانية، بتنسيق مع تمثيليات الجبهة في تلك البلدان. والتقيت العديد من الشخصيات السياسية المعروفة دوليا آنذاك، إذ استقبلني سامورا ماشيل، رئيس دولة موزمبيق، رفقة زوجته، غراسلا ماشيل، وآلان غارسيا، رئيس بيرو السابق، وكذلك شخصيات كبرى لزعماء المؤتمر الوطني الإفريقي بجنوب إفريقيا، ورئيس تانزانيا، وزوجة العقيد القذافي، صفية، وكل زعماء الأحزاب اليسارية والاشتراكية، وأحزاب أخرى والبرلمانات، والنقابات، والمجتمع المدني ومختلف وسائل الإعلام. أحمد الأرقام

كجمولة… من تندوف إلى البرلمان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المغرب وإسبانيا يطيحان بخلية إرهابية

اتهامات بشراء الذمم في غرف الرباط

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات