تعرض منتخب الكرة السلة بدوره إلى الاستفزاز والاعتداء المعنوي بالجزائر، من أجل إرضاء نزوات ورغبات المسؤولين الجزائريين، الذين يكنون الحقد الدفين للمغاربة، ويتلذذون بممارسة ساديتهم على البعثات المغربية إلى أرضهم، حتى لو كان الأمر لا علاقة له بالسياسة، ولا يتعدى الجانب الرياضي فقط.ويحكي عبد الواحد بولعيش لـ "الصباح" أن كرة السلة عادة لا تعرف مثل هذه الممارسات، غير أن الموسم الرياضي الجاري شهد حدثا استثنائيا بعد أن تعرضت بعثة المنتخب الوطني للعبة بالجزائر إلى مضايقات واستفزاز لا يمكن أن يكون من أشخاص سويين وواعين بدور الرياضة في تربية النشء وتهذيب الأخلاق، وأسلوبا في التعايش بين الأمم ونبذ العنف والكراهية.واستطرد بولعيش قائلا إن المنتخب الوطني كان على موعد مع حدث مهم يتمثل في المشاركة في تصفيات المنقطة الإفريقية الأولى المؤهلة إلى نهائيات كأس إفريقيا التي ستحتضنها تونس في غشت المقبل، وكان المغرب ينافس ليبيا والجزائر على بطاقة التأهل الوحيدة إلى النهائيات، والجزائريون يعرفون أن المنافس القوي لديهم هو المنتخب المغربي، وأن الفوز عليه بحصة عريضة سيعبد الطريق نحو تونس.وكشف بولعيش أن الجزائريين فطنوا إلى أنه لا بد من إرهاق المنتخب المغربي ودفعه إلى التذمر واليأس، لذلك عمد المسؤولون الجزائريون إلى عدم استقبالهم بالمطار، وتركهم دون محاور بإمكانه أن يطلعهم على جميع الإجراءات المتخذة ويسهل عليهم التنقل إلى الفندق، غير أنهم أصروا على أن يتركوا البعثة المغربية لمصيرها.ولما انتقلت البعثــة المغــربية إلى الفندق، يقول بولعيش تفاجأت للتجهيزات التي يتوفر عليها، كما أنه يوجد في منطقة معزولة وبعيدة عن وسط المدينة والقاعات التي سيخوض بها التصفيات بين 30 و40 كيلومترا، الشيء الذي دفع البعثة المغربية إلى الاحتجاج على المسؤولين الجزائريين، ومطالبتهم بالتدخل لحل المشكل قبل أن يقوم المغرب بالإجراءات الضرورية للتنقل إلى فندق آخر على نفقته.وأمام ضغط المسؤولين المغاربة اضطر الجزائرون إلى الرضوخ لمطالب البعثة المغربية، وتم نقلها إلى فندق أفضل وقريب من القاعات التي سيجري بها استعداداته إلى حين إجراء مباريات الذهاب، علما أن مرحلة ثانية للتصفيات كانت ستجرى بالمغرب بعد ذلك.وقلل بولعيش من أهمية المضايقات التي تعرضت لها البعثة المغربية بالجزائر بعد أن انتقل للإقامة في فندق أفضل، من ضمنها المضايقات التي تعرض لها أثناء المباراة أمام المنتخب الجزائري، الذي فاز بفضل مساعدة من الحكام، رغم أن فوزه بنقطة واحدة لم يكن كافيا لضمان المرور إلى النهائيات، والتي نال بطاقتها المغرب بعد إجراء مرحلة الإياب بسلا، وتمكن المغرب من الفوز بحصة مطمئنة وتأهل إلى النهائيات، إذ اعتبر بولعيش أن المنتخب المغربي في مباراة الذهاب كان ضعيفا، ولم يقدم ما كان مطلوبا منه، غير أنه تدارك الموقف في مباراة الإياب وانتزع ورقة التأهل. إعداد: صلاح الدين محسن