أمر وكيل الملك بابتدائية وادي زم، أخيرا، بفتح تحقيق قضائي في اتهامات والد سجين لرجال الشرطة القضائية بالمدينة، ب "استعمال العنف والشطط في استعمال السلطة، وتعذيب ابنها ما تسبب له في كدمات جسدية، ومرض نفسي مزمن". وعلمت"الصباح"من مصادر مطلعة، أن تحرك رئيس النيابة العامة بابتدائية وادي زم، جاء مباشرة بعد توصله برسالة كتابية من والد الضحية، وبتقرير من إدارة السجن المحلي تخبره، باعتصام سجين ومطالبته بالتحقيق في ما وصفه ب "تعرضه لاعتداء من طرف الشرطة القضائية". وأكد والد الضحية، في تصريح ل "الصباح"، أن الوضعية النفسية والصحية، لابنه متدهورة، وأنه أصيب بمرض نفسي جراء معاناته من الاعتداء الجسدي، كما سرد تفاصيل يوم قلب حياة ابنه وأسرته الصغيرة رأسا على عقب، حينما صادف وجوده، انتقال فرقة مكافحة المخدرات إلى الحي لإيقاف أحد المروجين للمخدرات، مضيفا أنهم كانوا بزي مدني وعلى متن سيارة خاصة، ما جعله يعتقد أنهم معتدون على سكان الحي، فتدخل لمنعهم، قبل أن يواجه باعتداء شديد عليه، ما خلف غضب السكان، قبل أن يشهر رجال الأمن الأصفاد والأجهزة اللاسلكية لكشف انتمائهم لسلك الشرطة. وأضاف والد السجين أن "الفصل الثاني من التعذيب، اكتمل خلف أسوار مكاتب الشرطة، ووصفه بالأعنف، كان سببا في وقوف، ابنه أربع مرات متتالية، أمام هيأة المحكمة الابتدائية بوادي زم، بدون كلام أو تدخل ، للإجابة عن أسئلة القضاة بسبب تدهور حالته الصحية". ويناشد المتحدث نفسه، وزير العدل والحريات والوكيل العام ووكيل الملك بابتدائية وادي زم، بالاستماع إلى شهود الحادثة، من سكان الحي، الذين تابعوا فصول الاعتداء على ابنه، مع إخضاعه لفحص طبي ونفسي. وأكد الأب أن ابنه ليس من ذوي السوابق القضائية، مضيفا أن "رجل الأمن، الذي تفنن في تعذيبه، هو نفسه محرر وموقع محضر استنطاقه، الذي تم اعتماده في إدانته من قبل القضاء بشهرين، رغم عدم قدرته على الدفاع عن نفسه، واضطراره للسكوت، بعد أن فقد وعيه جراء صدمته نتيجة التعذيب، الذي لقيه بمخفر الشرطة بوادي زم". ومن المنتظر أن يستمع المحققون إلى السجين كما سيتم إخضاعه إلى خبرة طبية، لمعرفة صحة ادعاءات والده ولترتيب الآثار القانونية اللازمة. ودخلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بالمدينة نفسها على خط القضية، بمراسلتها للجهات الرسمية والقضائية، كوكيل الملك، والمديرية العامة للأمن الوطني، ومطالبتها بالتحقيق في الاعتداء الجسدي عليه بالشارع العام، وداخل مخفر الشرطة ما تسبب له في جروح وكدمات، تطورت إلى أزمة نفسية. حكيم لعبايد (خريبكة)