الخطاب طالب الوافدين من أصحاب التوجهات الشيعية باحترام المقدسات الدينية والوطنية
لم يجد الملك في خطاب أول أمس (الخميس) بدا من مطالبة الوافدين على المغرب، من أصحاب التوجهات الشيعية باحترام المقدسات الدينية والوطنية وفي مقدمتها المذهب السني المالكي.
وبعد أن ذكر جلالته، بأن المغرب عرف في الفترات الأخيرة دخول عدد من اللاجئين القادمين من بعض الدول، التي تعرف تدهورا في الأوضاع الأمنية، شدد على أن كل من يثبت في حقه، أي خرق للقوانين أو الضوابط المغربية، سيتم ترحيله خارج الحدود، تماما كما كان الحال في السابق، وعلى أن العملية لن تشمل إلا أولئك الذين “يحاولون إثارة الشغب والبلبلة داخل المساجد وخارجها، والذين ينخرطون في عصابات الإجرام أو الإرهاب”.
كما تأسف الملك لحال بعض الوافدين، الذين يعيشون ظروفا صعبة. بل إن عددا منهم يتسولون للحصول على لقمة العيش، وذلك في إشارة إلى الهاربين من جحيم الحرب الدائرة رحاها في سوريا، مؤكدا أنه أمام هذا الوضع، لن يحتاج لدعوة المغاربة إلى معاملة هؤلاء الناس ضيوفا، وتقديم كل أشكال المساعدة لهم، “لأني واثق أنهم يشاطرونهم معاناتهم ولا يبخلون عليهم قدر المستطاع”، وأن المغرب سيظل، رغم ذلك، أرضا لاستقبال ضيوفه، الوافدين عليه بطريقة شرعية، لكنه لن يسمح بأن يصبح ترابه أرضا للجوء.
وقال جلالته إن للمغرب أولوياته الداخلية، التي يجب تركيز الجهود على معالجتها، والعمل على رفع التحديات التي يواجهها، وذلك من أجل تمكين المواطن ، من أسباب العيش الحر الكريم، موجها تحية إشادة وتقدير لكل الأجهزة الأمنية على تجندها ويقظتها في التصدي لمختلف المحاولات الإرهابية، التي تحاول يائسة المس بالنموذج المغربي، الذي يشهد العالم بتميزه.
كما أكد الملك على أن صيانة أمن واستقرار البلاد، ليست من مهام الدولة ومؤسساتها فقط، وإنما هي أيضا من واجبات المواطن، في إطار التعاون والتنسيق مع الأجهزة المختصة، معتبرا أن مواجهة التطرف يجب أن تتم وفق مقاربة تشاركية تقوم على تعزيز قيم الانفتاح والتسامح، التي يؤمن بها المغاربة، ويتكامل فيها النهوض بالبعد الاجتماعي والتنموي، مع الدور الديني والتربوي، إضافة إلى الجانب الأمني.
وخلص جلالته إلى أن القاسم المشترك بين العمل على إنجاح الجهوية والحفاظ على الأمن والاستقرار، هو خدمة المواطن المغربي باعتبارها “أمانة ومسؤولية تاريخية، علينا جميعا النهوض بها، لمواصلة حمل مشعل الثورة المتجددة للملك والشعب، من أجل مغرب الوحدة والتضامن، والأمن والتقدم”، مذكرا بـ “نعم أرض المغرب الطيبة، وفي مقدمتها ما خص به شعبه، من خصال الوفاء والتلاحم مع العرش، والغيرة الصادقة على وحدته الوطنية والترابية”.
ياسين قُطيب