وجها لوجه

شباط: هذه أسوأ حكومة منذ الأدارسة < الحكومة تقول إن حصيلتها إيجابية، إذ لم يحدث في تاريخ المغرب أن خفضت حكومة أسعار 1200 دواء، كيف تعلقون على ذلك؟ < لم يحدث في المغرب منذ المولى إدريس إلى الآن أن فشلت حكومة مثلما فشلت حكومة بنكيران، فهي لا تستحق أكثر من صفر، إذ لا يمكن أن تجد نقطة إيجابية واحدة في سجلها، والإنجاز الوحيد الذي يمكن أن يحسب لوزير الصحة هو أنه انتصر على "بويا عمر"، إذ تمكن من اقتحام قلعته، وترك المرضى النفسيين هائمين على وجوههم في الشوارع، ولا يمكن إلا نصف ماقام به بأنه كارثة وطنية والدليل هو حالة المستشفيات الآن، وخذ على سبيل المثال مستشفى كوكار بفاس الذي هرب منه الجميع، أطر طبية ومرضى، خاصة من قسم الولادة، بعد ما نقلوا إليه عشرة من النزلاء السابقين في الولي الصالح، ولا يمكن أن تتصور الرعب الذي تسببه هذا القرار للوافدين والمرضى والعاملين في المستشفى المذكور. وفي ما يتعلق بموضوع أسعار الدواء "ماكاين لا ألف وعشرلاف" هذه مسطرة متبعة في جميع بلدان العالم، وتمر بدون بهرجة وتهليل، ذلك أن هناك بعض الأدوية ينقص ثمنها مع توالي سنوات الاستعمال، وهي مسألة ترتبط بآجال الاحتكار من قبل المصنعين، أكثر من ذلك فإن التخفيضات المزعومة لا تتجاوز في الغالب 25 سنتيما، كأن ينتقل الدواء من 10 دراهم إلى 9.99. كما أن جل هذه التخفيضات حصل في الأدوية التي تشتريها الدولة من أجل الاستعمال العام في المستشفيات العمومية، أوفي إطار البرامج الدولية والأممية لمحاربة بعض الأنواع من الامراض، أكثر من ذلك، فإن الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي (كنوبس) مهدد اليوم بالإفلاس والحكومة هي السبب كما كان الحال بالنسبة إلى الصندوق المغربي للتقاعد والمكتب الوطني للماء والكهرباء، بسبب عدم استرجاع مبالغ الضريبة على القيمة المضافة، التي تراكمت إلى أن بلغت خمسة ملايير درهم، أضف إلى ذلك أزمة " لاسامير". < ولكن هذا هو ثمن الإصلاح ؟ < "آشمن إصلاح الله يهديك"، ليس هناك قطاع حكومي حققت فيه الحكومة ولو 1 في المائة من الإصلاح، بما في ذلك القطاعات التي يحمل حقائبها وزراء لا منتمون، الذين يواجهون عراقيل رئاسة الحكومة، لديهم الكفاءة والخبرة و" لكن معامن ؟"، فليس هناك دماغ مدبر في الحكومة، قادر على الإنصات والاجتهاد والتنسيق، إذ لم نعد نسمع عن المخططات والاستراتيجيات الوطنيى ، كما كان الحال في عهد الحكومة السابقة مع المخططين الأخضر والأزرق، وأصبحت السمة الأساسية هي الحلول السهلة المبنية على استباحة جيوب المواطنين، إذ كيف لحكومة تقول إنها إسلامية وتريد أن تعدم مؤسسة جسدت لأكثر من سبعة عقود مبدأ التضامن بين الفقراء والأغنياء، هي صندوق المقاصة، وتريد أن ينوب عنها الموظفون والأجراء في أداء ديونها المتراكمة لدى الصندوق المغربي للتضامن ولدى المكتب الوطني للماء والكهرباء. ليس للحكومة أي إستراتيجية سوى الزيادات التي شملت كل شيء "حتى رمضان زادو فيه نهار". < لكن الحكومة أخرجت صناديق التضامن الاجتماعي إلى الوجود، هل يمكن إنكار ذلك؟ < هذا كذب، ولا أرملة واحدة استفادت من المنح المزعومة، وأتحدى بنكيران أن يأتينا باسم أرملة واحدة تسلمت مبلغ 350 درهما للطفل. رئيس الحكومة مصاب بمرض الكذاب، الذي من مظاهره أن يصدق الشخص أكاذيبه على الناس، كما هو الحال بالنسبة إلى بطاقة الموت "راميد"، التي قالوا إنها ستمكن المغاربة من الدواء مجانا، في حين ليس هناك دواء بالمستشفيات، فالحكومة لم تشتر الأدوية، واللقاحات مفقودة، إذ أن وزيرة الصحة السابقة ياسمينة كانت تبحث عنها وتجدها وتكشف عن الصفقات، وهنا أتحدى الوزير الوردي أن يجد اللقاحات بثمن صفقاتها، فهم لا يمتلكون الجرأة والوطنية الكافيتين، ويشترونها من السوق السوداء من تحت الطاولة. < بنكيران يقول إن حكومته امتلكت الشجاعة من أجل فتح ملفي إصلاح التقاعد والمقاصة عكس الحكومات السابقة. < الحكومات السابقة كان لديها الحس الاجتماعي، وكانت تأخذ استقرار البلاد بعين الاعتبار، ورفضت أن تضحي بفقراء المغرب وطبقته المتوسطة وأن تشتت أسره، وهو ما لا يهم الحكومة الحالية في شيء. صندوق المقاصة أنشئ سنة 1941، أي قبل 74 سنة من اليوم، تمكن خلاله من الصمود في وجه عدد كبير من الأزمات، وانتظر المغاربة ليأتي بنكيران ويفسد عليهم هذا المشروع المجتمعي التضامني الذي يستند إلى مبادئ إسلامية صرف، "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم" صدق الله العظيم. < ماذا عن صناديق التقاعد؟ < تعلمون أن هناك صناديق القطاع الخاص، حيث يؤدي الأجير ثلث الانخراط ويؤدي المشغل الثلثين الباقيين، في حين يؤدي موظفو القطاع العام 50 في المائة على أن تسدد الحكومة النصف الآخر، ومنذ الاستقلال إلى مجيئ الحكومة الحالية، كانت الدولة تحتفظ بحصتها في الأزمات المالية، وبالمقابل كانت تضخ مبالغ كبيرة في خزائن الصندوق المغربي للتقاعد كلما احتاج إليها، لكن بنكيران عوض أن يؤدي ما عليه لجأ إلى جيوب الموظفين، ما يعني أن الدولة ستتنصل من الوفاء بالعقد الذي يجمعها بموظفيها، ذلك أن الشخص الذي كان سيحال على التقاعد على أساس أجل السنة الأخيرة سيخرج، اليوم "بفضل سي بنكيران بالخلصة ديال هادي عشر سنين". أجرى الحوار: ياسين قُطيب

وجها لوجه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الدرك الحربي يحقق في تحطم طائرة عسكرية

وجها لوجه

مقالات ذات صلة