الجم بقلب مفتوح 2

الجم يرفض ألعاب الأطفال اختلفت طفولة محمد الجم عن أبناء جيله، فلم تكن تغريه ألعاب كانت تستهوي أغلب الأطفال في تلك الفترة منها "دنيفري"، إذ كانت له اهتمامات فنية ساهمت في شقه مسارا مغايرا قاده إلى احتراف عالم التمثيل. "لم تكن لطفولتي أي علاقة بما يمارسه الأطفال من ألعاب مثل "دينيفري" ولا بلعبة كرة القدم، التي لا أجيدها إلى يومنا هذا وكل ما يجمعني بها هي متابعة مباريات أتعاطف فيها مع المنتخب الوطني من أجل تشجيعه"، يحكي محمد الجم. كان يقضي أبناء حي "الصف"، الذي انتقل إليه محمد الجم رفقة والديه، اللذين مازالا يقيمان به، ساعات طويلة للعب، لكنه كان يفضل عدم مشاركتهم متعتها. اعتبر محمد الجم عدم مشاركته اللعب مع الأطفال بمثابة استراحة محارب، إذ يظل بانتظار تعبهم نتيجة الجري والركض، ليصعد درج أحد المنازل، الذي يعتبره منصة، يجسد عليها عدة شخصيات. "كنت منشط الحي الذي ترعرعت فيه" يحكي محمد الجم، الذي كانت بداية علاقته بالتمثيل وتقمص الشخصيات من خلال تقليد شخصيات من محيطه من بينها مخمور، يزعج السكان في ساعات متأخرة من الليل بصراخه وشرطي، كان يطلب من الأطفال اللعب بعيدا عن أعمدة الكهرباء. اعتاد أبناء الحي على متابعة ما يقدمه محمد الجم يوميا من تقليد عفوي لعدد من الشخصيات، ويعكس ارتباطه وتعلقه بمجال التمثيل في سن مبكرة. ساهمت عدة عوامل في صقل موهبة محمد الجم في مجال التمثيل من بينها نشأته في سلا، التي اشتهر حيها "باب سبتة" بفن "الحلقة"، التي كان محمد الجم من روادها ولا يفوت فرصة متابعة ما يقدم بها من عروض وحكايات. كان عشق محمد الجم لفن "الحلقة" وراء قبوله وعدد من أصدقائه العمل مساعدين لروادها، إذ كان يكلف برش الماء وفرش الكرطون في الفضاء المخصص للراوي قبل بداية عرضه، ليس بهدف الحصول على المال وإنما من أجل ضمان الجلوس في الصف الأول ويكون قريبا من "حلايقية" استطاعوا أن يخلقوا نوعا من الفرجة. "كان لعدد من الرواة مكانة خاصة في طفولتي منهم "القرع"، الذي مازال يمارس فن "الحلقة" و"باقشيش" و"سيدي قدور" و"جعيبة" وغيرهم من الرواة"، يحكي محمد الجم، مسترسلا أن أسماء أخرى ساهمت في خلق الجانب الفرجوي في منطقة "باب سبتة" في مجالات فنية أخرى، منهم الفنان الحسين السلاوي و"عينين ميرنا"، الذين كنت أحرص على متابعة ما يقدمونه خلال أوقات فراغي، كما كنت أقلدهم في "منصتي الصغيرة". أمينة كندي

الجم بقلب مفتوح 2

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قناص أطاح بدركيين6

الإفراج عن حارس أمن بفاس عنف تلميذا

مقالات ذات صلة