أعلن عاطلون، خلال مسيرة احتجاجية نظموها، اخيرا، مقاطعة الانتخابات المقبلة، معتبرين أن للعاطل الحق في اتخاذ هذا القرار، مادامت مصلحة المواطنين رهينة بالخطابات المتداولة في الحملات الانتخابية التي لا تجد طريقها إلى التنفيذ، وأن «هدف أغلب المرشحين تحقيق مصالحهم الشخصية»، على حد تعبيرهم. وكشف محمد اجبهلي، منسق تنسيقية التضامن لدعم المجازين العاطلين، أن 6 آلاف عاطل بالرباط اتخذوا قرار المقاطعة، مشيرا في اتصال هاتفي أجرته معه «الصباح»، إلى أن نقطا كثيرة دفعتهم إلى ذلك. وأوضح اجبهلي، أن العاطلين يطالبون بالعيش الكريم وتقليص الهوة بين فئات الشعب والإنصات إلى الطبقات المحرومة، «إلا أنهم يفاجؤون بأن الانتخابات تزيد الغني مالا وجاها وتضع الفقير في أقصى درجات الحرمان والتبعية فكان لابد من مقاطعتها»، مؤكدا أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، إذ في الوقت الذي يشدد العاطل على ضرورة التغيير من أجل الخروج من الأزمات «نجد أن المسؤولين يهدفون إلى تحقيق أشياء أخرى، بعيدة عن مصلحة المواطنين». وأضاف المتحدث ذاته، أن قرار مقاطعة الانتخابات لم يكن وليد الصدفة، كما أنه لم يتخذ فقط من أجل المقاطعة، إنما لأسباب قوية، مؤكدا أن الأموال التي تنفق خلال الانتخابات كفيلة بحل مجموعة من المشاكل. إلى ذلك، رفع العاطلون خلال المسيرة الاحتجاجية التي جابوا خلالها شوارع المدينة، دون أن تتدخل قوات الأمن لمنعهم من ذلك، شعارات نارية في وجه حكومة بنكيران، تنتقد سياستها، وتستنكر تماطلها في الاستجابة لمطالبهم. وشدد العاطلون المنضوون تحت لواء تنسيقيات الأطر العليا المجازة العاطلة، وتضم التنسيق الميداني للأطر العليا العاطلة 2011، وتنسيقية التحدي للأطر العليا 2012 و2013، وتنسيقية الكرامة للأطر العليا العاطلة 2013، وتنسيقية الثبات للأطر العليا العاطلة 2014، (شددوا)، على ضرورة تحقيق مطلبهم وإدماجهم في الوظيفة العمومية دون إجراء المباريات، سيما أنهم يعتبرونها «مفبركة»، وتشوبها العديد من الاختلالات، وتفتقر للنزاهة. وتوقفت المسيرة أمام مقر البرلمان، حيث تعالت الأصوات المنددة بسياسة الحكومة في ما يتعلق بملف التشغيل، مؤكدين استمرارهم في مسارهم الاحتجاجي، في الوقت الذي تتجاهل الحكومة الأخذ بعين الاعتبار وضعيتهم الاجتماعية والنفسية والاقتصادية. يشار إلى أن المندوبية السامية للتخطيط، أعلنت، في آخر تقرير لها، انخفاض معدل البطالة بالمغرب، مشيرة إلى أنه على المستوى الوطني انخفض المعدل من 9,3% إلى 8,7%، وأن عدد العاطلين تراجع على المستوى الوطني إلى 73.000 عاطل، 54.000 بالوسط الحضري و19.000 بالوسط القروي. إيمان رضيف
