المكفوفون لبنكيران: عذرا إن تجرأنا عليك فقد أصابنا العمى

رسالة اعتراف كتبها العاطلون المكفوفون بعد رفعهم شعارات أزعجت رئيس الحكومة لو كنت مكان العاطلين المكفوفين، لسارعت بتقديم اعتذار فوري لعبد الإله بنكيران، ينشر في الصفحات الأولى للجرائد الوطنية، ويبث صورة وصوتا على المواقع الإلكترونية، ثم يرقن على ورق مقوى وصقيل ويسلم يدا بيد إلى رئيس الحكومة، في مراسيم تنظم أمام مقر فيلته بحي الليمون بالرباط. أصدقائي المكفوفون..أعرف أنكم تغرقون، الآن، في «سبات» عميق، بعد حفلتين من السلخ والنفخ والسحل و«التعلاق» والركل والرفس و«التجرجير» من الشارع العام إلى الأزقة الخلفية التي لا تطولها «العيون».لا وقت لديكم، للكتابة ولا أنامل، ولا حناجر لكم للاعتراف بذنب لن يمحوه مداد البحر. لذا، أوصي نفسي بكم، وأنوب عنكم لتحرير «خطاب اعتذار» باسمكم، وليكن الأول والأخير، فقد أعذر من أنذر، وبعد الاعتذار لن تروا من الرئيس سوى الناب الأزرق..«ها أذني منكم».«عذرا أيها الرئيس...عذرا، سيدي، على وقاحتنا وتطاولنا وشعاراتنا المقرفة التي تشبه ملامحنا وأسمالنا البالية، وأحذيتنا العطنة من فرط السير في طرقات الوطن.نعترف بأننا أخطأنا في حقكم، حين رفعنا عقيرتنا بالاحتجاج من أجل فرصة «حياة» وطوق نجاة، وتسولنا صدقة «عيش» أمام بابك.لقد أخطأنا، حين سمحنا لعكازاتنا المجنونة أن تقودنا إلى حضرتك، وكان من الممكن جدا أن تقودنا إلى مكان آخر... تبا لها. نعدك، سيدي، بأننا سنتجمع في أقرب فرصة لإصدار قرار بتكسيرها في فضاء عمومي وعلى الأشهاد وبحضور ممثلي الصحافة.. سننتقم لكم منها كي لا ترتكب بلاهة السير دون علامات تشوير معدة على المقاس.عذرا، إن سدت في وجوهنا جميع المنافذ واظلمت الدنيا في عيوننا، فلم نجد غيرك سندا، فقصدنا خيمتك الكبيرة واستنرنا بمصابيحك من أجل إنصاف مؤجل، فتكلفت حاشيتك، جازاها الله خيرا، بـ«إكرام» وفادتنا حتى «التخمة». نخبرك سيدي أن «الأكل» كان وفيرا والعطاء جزيلا، وحملنا منه لأبنائنا وزوجاتنا في أكياس من بلاستيك أسود...عم الخير الذي توزع بقعا حمراء وزرقاء وخضراء على أجسادنا.نخبرك أن حاشيتك قامت بالواجب على أحسن وجه، حين «رفعتنا» من الأرض وحملتنا على أكف «الراحة»، خوفا على أحذيتنا من وسخ التراب وخوفا علينا من وجعه.معذرة السيد الأمين العام.ونحن نربك تركيزك في عز حملة انتخابية لاستحقاقات مقبلة لا تبقي ولا تذر، ونزعج بأصواتنا الخشنة انكبابك على تنقية اللوائح من الشوائب ومراجعة الترشيحات وترتيب التوافقات، ووضع أجندات لتحالفات بعدية.يا ويحنا..ما دهانا، حتى أصبحنا مجرد دمى بلا بصيرة يحركها خصومك كيفما شاؤوا، ثم يحملوننا، مثل علب سردين، ويقذفوننا أمام مقر إقامتك قصد إحراجكم والتشويش على مشروعكم السياسي.نحن مجموعة مدفوعين ومسلطين ومزروعين ومدسوسين..لا وقت للإنكار بعد اليوم. نعترف ونعتذر بعد أن ضبطتنا في حالة تلبس ونحن نطالب بحق مشروع في الشغل.لقد أصابنا العمى والرمد ولم نعد نميز بين الاحتجاج المشروع على حق دستوري، وبين التطاول عليكم، رغم أنه بلغ إلى علمنا، ولم نر ذلك بالعين المجردة، أن الاحتجاج لا يكتمل سوى بالتطاول والإصرار والإزعاج في كثير من الأحيان.نعتذر حتى تصدر عفوك عنا، وتقبل الجلوس معنا في حوار «للصم والبكم» وجلسات للتذكر والتعارف و»تقرقيب الناب»، أفلم تقل لنا يوما وفي الأيام التي تلته» «من أنتم»» ومن أين جئتم؟ وماذا تريدون؟صدقت.. نحن لاشيء.. سيدي.نحن مجرد كائنات خلقت لتخطئ حتى تتعلم فضيلة الاعتذار..سلام أخيرا، واعتذار للمرة الألف ووعدا بعدم التكرار.# بالمناسبة _فين_وصل_مطلب_إدماجنا_في الوظيفة العمومية؟».يوسف الساكت

المكفوفون لبنكيران: عذرا إن تجرأنا عليك فقد أصابنا العمى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تعديلات تثير الجدل

لشكر: زبونية في التعيينات الحكومية

مقالات ذات صلة