أدانت المحكمة الزجرية بعين السبع، بالبيضاء، أخيرا، متهما بسنة ونصف سنة حبسا، بعد أن تابعته في حالة اعتقال بجنحة النصب والاحتيال على مواطنين، من بينهم ضابط شرطة، أوهمهم أن له علاقة نافذة بمسؤولي شركة عقارية شهيرة بقصبة أمين 2 بليساسفة، لتسهيل حصولهم على شقق سكنية في أسرع وقت، مقابل مبالغ مالية وصفت بالمهمة. وأكدت مصادر «الصباح» أن المتهم، تمكن من جمع ثروة مهمة من ضحاياه، تجاوزت 150 مليونا، قبل أن يختفي عن الأنظار، بعد افتضاح أمره. وأوقف المتهم صدفة أواخر رمضان الماضي، من قبل ضابط شرطة كان ضحية عملية النصب، إذ عاينه بالشارع العام على متن سيارة، تبين أنها في ملكية شركة لكراء السيارات، ليسرع نحوه، ويدخل معه في عراك، قبل أن يتمكن من تصفيده، رغم المقاومة الشرسة التي أبداها المتهم. ونقل المتهم إلى مقر الشرطة القضائية لعين الشق من أجل تعميق البحث معه، إذ أقر في محضر رسمي بنصبه على الضحايا، ليحال على النيابة العامة بالمحكمة الزجرية، التي أمرت بإيداعه سجن عكاشة وإحالته على الجلسة لمحاكمته. وتعود تفاصيل الواقعة إلى أزيد من سنتين، عندما تقدم مواطنون بشكايات إلى وكيل الملك، يفيدون فيها تعرضهم للنصب من قبل شخص ادعى علاقته بمالك الشركة العقارية المنجزة للمشروع السكني، وحصل منهم على مبالغ مالية يصل مجموعها إلى أزيد من 150 مليونا، قبل أن يختفي عن الأنظار، مبرزين أن عدد ضحاياه في ارتفاع، ليأمر وكيل الملك الشرطة القضائية لعين الشق بالاستماع إليهم وفتح تحقيق في النازلة. ولإغناء البحث، استمعت الشرطة القضائية إلى شاهد، أكد واقعة النصب، كما طالبت الضحايا بتفريغ الرسائل النصية التي أرسلها المتهم إليهم يدعوهم فيها إلى منحه بعض الوقت لإعادة الأموال إليهم، قبل أن يختفي عن الأنظار. وكان من بين الضحايا ضابط شرطة بالبيضاء واثنان من أقاربه، الذين تعرفوا على المتهم بحي الألفة، موهما إياهم أنه على علاقة بمسير للشركة العقارية المشرفة على مشروع قصبة أمين، خصوصا أنه كان يرافقه على متن سيارته بشكل دائم، فأوهمهم أنه قادر على توفير شقق سكنية لهم في أقرب الآجال، فحصل من الضابط على سبعة ملايين ومن قريب له على 38 مليونا، ومن ضحيتين أخريين 40 مليونا وستة ملايين، قبل أن يختفي عن الأنظار. ولم يكتشف الضحايا أن المتهم نصب عليهم في أموالهم، إلا عندما التقوا مسير الشركة العقارية وأخبروه بالواقعة، فطالبهم باللجوء إلى القضاء، بحكم أن علاقته بالمتهم لا تتجاوز حدود الصداقة. وأشارت المصادر إلى أن بعض الضحايا عندما توجهوا إلى منزل المتهم بحي مولاي عبد الله بمنطقة عين الشق، أخبروا من قبل الجيران، أن المنزل أصبح قبلة لأشخاص من مختلف الأحياء البيضاوية، يطالبون المتهم بإعادة أموالهم، ليتبين لهم أنهم ليسوا وحدهم ضحايا المتهم. واختفى المتهم عن الأنظار لأزيد من سنتين، إذ كشفت التحقيقات معه أنه كان يتنقل بين مراكش وأكادير لتفادي وقوعه في قبضة الشرطة، خصوصا بعد صدور مذكرة بحث في حقه، قبل أن يعود إلى البيضاء متنكرا لقضاء مصالحه، فقادته الصدفة إلى إيقافه. مصطفى لطفي