طوت المجموعة الشيعية "الخط الرسالي"، صفحة مساع للمشاركة في الانتخابات الجماعية والجهوية المقبلة، تحت يافطة حزب الديمقراطيون الجدد، لمؤسسه، محمد ضريف، الباحث في الحركات الإسلامية، وقرروا العمل على تأسيس حزب ذي مرجعية "يسارية إسلامية"، بعد انتهاء الاستحقاقات المقبلة، يصطف منذ الآن، خصما لحزب العدالة والتنمية، ذي الاختيارات "اليمينية"، ابتداء من الانتخابات التشريعية المرتقبة في 2016.وتأكد تخلي شيعة الخط الرسالي، عن سيناريو الاندماج في أحزاب قائمة، لصالح خيار تأسيس حزب خاص بهم، بإعلان محمد ضريف، الأمين العام لحزب الديمقراطيون الجدد، لـ"الصباح"، انقطاع "الاتصالات السياسية مع شيعة المغرب"، وبإعلان عصام احميدان الحسني، عضو مجلس إدارة مؤسسة "الخط الرسالي للدراسات والنشر"، لأول مرة، عن وجود خيار آخر ممثلا في "بناء تجربة سياسية جديدة".وقال محمد ضريف، مؤسس حزب "البصمة"، في اتصال أجرته معه "الصباح"، أمس (الاثنين)، إن "الاتصالات السياسية بين الحزب والخط الرسالي انقطعت، ولم يعد يربطني بهم اليوم سوى اتصالات ولقاءات إنسانية، مع صديقي عصام احميدان الحسني، رئيس تحرير موقع الخط الرسالي بالمغرب". ويبدو أن تشبث مجموعة الخط الرسالي بالعمل داخل حزب الديمقراطيون الجدد، الحاصل في الانتخابات المهنية الأخيرة على ثلاثة مقاعد عن مجموع خمس لوائح شارك بها، تيارا قائم الذات، هو الذي أفشل التحاقهم به، إذ أكد محمد ضريف، أمينه العام، أن قيادة الحزب كانت "واضحة مع شيعة الخط الرسالي في لقاءاتها معهم حول أن الحزب لا يتعامل مع الراغبين في الانضمام إليه من منطلق معتقداتهم الدينية".وليس الديمقراطيون الجدد، الحزب الوحيد، الذي فشلت مساعي التحاق شيعة الخط الرسالي، الذين يتبعون منهج محمد حسين فضل الله، المرجع الشيعي اللبناني، عن الانضمام إليه قبيل الانتخابات الجماعية والجهوية، بل حتى الحركة الديمقراطية الاجتماعية، لمؤسسها محمود عرشان، "الكوميسير" السابق في الأمن الوطني، إذ صار شيعة المغرب، يصفونه بـ"الحزب الإداري".واصطف شيعة الخط الرسالي، منذ الآن، إلى جانب أحزاب الحركة الوطنية المعارضة لحكومة عبد الإله بنكيران، ومرجعية حزبه العدالة والتنمية، فقال عصام الحسني: "إننا نحرص على أن نكون في صف الحركة الوطنية وما تفرع عنها من تشكيلات سياسية"، في إشارة إلى أحزاب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والاتحاد الوطني للقوات الشعبية.وفي وقت أوضح فيه المتحدث، أن شيعة الحط الرسالي بالمغرب، ينهلون من "رؤية حداثية للدين، تدعو إلى مراجعة نقدية لكل الموروث الفكري وإعادة النظر فيه، كما تدعو إلى نبذ العنف والتكفير والطائفية"، كشف، أيضا، أنهم "إن صح التعبير، في موقع اليسار الإسلامي، أي أنه لو كان الاتحاد الوطني للقوات الشعبية حاضرا بقوة في الساحة الوطنية لكنا اليوم أعضاء فيه".وشن المتحدث ذاته، نقدا قاسيا للاختيارات الاقتصادية لحزب العدالة والتنمية، وضم صوته إلى الذين يؤاخذون عبد الإله بنكيران، على الخضوع التام لحكومته لتوجيهات صندوق النقد الدولي، فقال إن شيعة الخط الرسالي، الذين يتمركز أغلبهم في طنجة، "من الناحية السياسية ننتمي إلى رؤية وطنية تنتصر لقيم المواطنة وتعارض الخضوع للمؤسسات المالية الدولية والنزوع نحو الاستدانة الخارجية".امحمد خيي