ألهب الشاب بلال حماس أزيد من 200 ألف متتبع في السهرة الختامية بمنصة الجديدة بملعب الخيول للا مليكة الذي يقع على مساحة 7 هكتارات.وشهدت الجديدة، منذ الساعات الأولى ليوم أول أمس (السبت)، تقاطر وافدين على السهرة من البيضاء وآسفي وخريبكة وسيدي بنور وسطات وبرشيد، وكان المشهد يوحي وكأن الأمر يتعلق بمباراة ديربي ساخن في كرة القدم، ومكنت خطة استباقية لأمن الجديدة من تدارك كل الهفوات، وشوهدت عناصر أمنية بزي مدني تنقط بمحطة القطار والمحطة الطرقية كل المشتبه فيهم بينما كانت السيارات تسير بداية من الساعة 9 ليلا في اتجاه السهرة، في طابور لا أول ولا آخر له، وعرفت أهم شرايين السير والجولان بالجديدة، إنزالا مكثفا لشرطة المرور.وبينما كان هذا حال محيط منصة الجديدة، كانت الحناجر تصدح مع بلال مرددة معه أغانيه الشهيرة "درجة درجة" و"إلا خطاك جيبك" و"دي عايزة كلام" و"يا ربي أمين".وعلى مدى أزيد من ساعة ونصف كانت سبع كاميرات، تنقل على الشاشات العملاقة، مناظر شباب من مختلف الأعمار يترنحون مع بلال، في مشهد وصل درجة "الحلول"، حالت ذروع أمنية من اقترابهم منه عندما غنى أغنية "أبالي يابالا" أنهى بها باقة أغانيه إلى عاشقيه وكانت الساعة تشير إلى الثانية من صباح أمس (الأحد).وبمنصة البير الجديد، نجحت زينة الداودية في استقطاب أزيد من 150 ألف متفرج، وهو رقم يِؤكد أنها منصة كانت مفتوحة على قادمين من البيضاء وبرشيد وجماعات مجاورة للبير الجديد الذي لا يتجاوز سكانه 30 ألف نسمة.وتمكن سعيد ولد الحوات من إخراج كل سكان أزمور في متابعة قدرت ب 80 ألف متفرج، وكأن الناس جاؤوا السهرة تعبيرا عن تعاطفهم معه في محنته الأخيرة، ومنهم من تجشم عناء السفر من دوار البزاغلة بأولاد اسبيطة بسيدي بنور، وهو الدوار رأى فيه ولد الحوات النور .ونجحت اللبنانية باسكال مشعلاني في اليوم الثاني بمنصة الجديدة في شد المتتبعين إليها لأزيد من ساعتين، رغم تساقطات مطرية غير منتظرة، واستطاعت بأغاني دبكة وأخرى من خالدات صباح وأم كلثوم أن ترفع من إيقاع المهرجان، وبدت شامخة كصنوبر لبنان.وفي الوقت الذي كانت الجماهير تمني النفس في مواصلة الإيقاع نفسه مع سعيدة شرف في أغان حسانية متعطشة إليها، لم تتمكن سعيدة من ذلك عندما اكتفت بأغنية حسانية واحدة، وخذلت الجماهير ذاتها عندما نسيت أن السهرة تقام ضمن فعاليات ثاني أنجح مهرجان بعد "موازين"، وانحرفت بها إلى ما يشبه "لقجة" تنقصها فقط العمارية والنكافات، ما جعلها تبقى وحدها في نهاية السهرة، علها تدرك أن التقليد الأعمى للآخرين، يجعل الفنان ثقيلا على متتبعيه ومع مرور الأيام يكون ذلك بداية لأفوله، التقليد إذن يدخل إلى دائرة الضوء ولكن الاستمرار فيه يحيل حتما على التقاعد الفني المبكر.عبدالله غيتومي (الجديدة)