حكايات مراكشية من زمن العبودية 3 أبناء الإماء يحرمون من الإرث

أبــا عــن جد توارث الأعيان عبيدهم مع الأمتعة، وتوارث أبناؤهم طريقة معاملــة العبيــد وأبناء الخادم، الذين لم يكن الكثير من الأعيان يعتبرونهم أبناء، غير أنه حين تحسنت الظروف في المغرب، أراد بعض الأعيان أن يحــرروا عبيدهم، وأمدوه برسومهم، فانتصبت أمامهم مشكلة الأبناء.وإن كــان بعضهم أصر علــى عـــدم تــوريثهم، فــإن آخــرين انتـــزعـــوا هـــذا الحق قضائيا، والبعض الآخر عجز عن ذلك، وألصقت بهم صفة الأبناء غير الشرعيين أو "أولاد الخادم".إن كان الأعيان يدخلـــون بالإماء، أو "الخادم" وينجبــون منها الأولاد، فإن النســاء، يقول الباحث في الثقــافة الشفهية، عبــــاس فـــوراق، لم يكن مسمــــوحا لهـــن بربط علاقات مع العبيد الذكور، ودرءا لأي فضيحة، "كان الأعيان يعمدون إلى إخصاء عبيدهم الذين يخــدمون الحريم، وهذه عادة ارتبطــت بالمــدن أكثــر، أما في البوادي، فكــان الأعيان يبادرون إلى تـزويـــج عبيدهم من إماء، ويمنحونهم حق بناء بيت مجــاور لسكـن العين، وبذلك تصبح أسرة العبد بأكملها فــي خدمة أسرة العين، و"هــو بالمناسبة نظاــم كان مقبولا، ولم يكن مستنكرا من المغاربة، على غرار كل الشعوب، فظاهرة العبيد كانت هي عصب نمط الإنتاج في العالم آنذاك، وكان هذا الأخير يعتمد عليهم لبناء اقتصاده، وهو نمط ساهم فيه حتى رؤساء قبائل البلدان الإفريقية الذين كانوا ييبعون أبناء قبيلتهم" يضيف الباحث. لم يكن العمل منوطا بالعبيد وحدهم، فإن كانت الخادم تنظم أشغال البيت، وتملك جميع مفاتيحه، وأسراره، وحكاياته، فإن ذلك لم يكن يعفي حريم العين من المساعدة، ومن القيام ببعض أشغال البيت، إلا أن ذلك لا يهم كل الرياضات والقصور، إذ أن عبيد زاكورة، كانوا يهتمون أكثر بالأراضي، حتى أنهم شكلوا أحياءهم الخاصة، في عهد الاستعمار. ورغم أن المستعمر الفرنسي منــع بيع وشراء العبيد، إلا أن ذلك لم يقض على الظاهرة، بل إن بعض القبائل كانت تعرض عبيدها للبيع، فينتقل عبد من قصر إلى آخر، في ما يشبه عملية تبادل، قبل أن تنفجر ثورة نسل العبيد، ويصبح لهؤلاء امتدادات ويتحولون من عبيد داخل القصور إلى عمال في الحقول، مقابل جزء من المحصول.

حكايات مراكشية من زمن العبودية 3 أبناء الإماء يحرمون من الإرث

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ابتزاز جنسي عبر النت 2ذئاب منفردة

تلاعبات شابت البرنامج الاستعجالي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات