يعيش التجمع الوطني للأحرار، بجهة الدار البيضاء، منذ شهرين، على صفيح ساخن، بسبب ما وصفه قياديون غموضا يكتنف موقف المكتب السياسي، أو جزء منه على الأقل، في مسألة التحالفات المحلية والجهوية، والرهان على جهة البيضاء-سطات التي راكم فيها الحزب ولايتين اثتنين، ثم فرض عدد من الترشيحات من خارج المدينة والجهة وتهييء أصحابها إلى مناصب مهمة في المرحلة المقبلة.وهدد قياديون في تجمع البيضاء بتقديم استقالتهم، وطلب الالتحاق بأحزاب أخرى قبيل الانتخابات الجماعية والجهوية، احتجاجا على مقترحات وصفت بـ"الجدية" لتغيير خارطة الترشيحات في الجهة لفائدة وافدين من خارجها، في إشارة إلى منصف بلخياط وفاطمة مروان، عضوي المكتب السياسي.وأكدت مصادر مقربة من الحزب، أن الندوة الصحافية التي عقدها صلاح الدين مزوار، رئيس الحزب، ومنصف بلخياط وفاطمة مروان، وزيرة الصناعة التقليدية، لم تزد غيوم الحزب بالجهة سوى تلبدا.ولمح مزوار إلى النقاشات والمداولات الحادة، أحيانا، التي يخوضها مع بعض المنسقين الجهويين حول أسماء بعينها تقترح نفسها أو يقترحها الحزب لخوض غمار الانتخابات الجهوية المقبلة، إذ يراهن الحزب على تحمل المسؤولية في ثلاث جهات على الأقل من الجهات 12 المقررة برسم التقسيم الجهوي الجديد في إطار الجهوية الموسعة.وطرح رئيس الحزب، في الندوة نفسها، أسماء وزراء حاليين وسابقين سيترشحون في إطار الانتخابات الجهوية المقبلة. وقال إن ترشيحهم ليس بالضرورة نضاليا، أو لدعم لوائح الحزب، بل توجد لدى بعضهم طموحات في التدبير الجهوي، مثل ترشح امباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة في الخارجية، للوصول إلى رئاسة جهة كلميم واد نون، وترشح الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، بتطوان، وفاطمة مروان، وزيرة الصناعة التقليدية، بالبيضاء، ومحمد عبو، وزير التجارة الخارجية بتاونات.وأعلن بلخياط، عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار والوزير الأسبق في الشباب والرياضة، عن ترشحه وكيلا للائحة الحزب في عمالة مقاطعات أنفا برسم الانتخابات الجهوية، دون أن يعلن ترشحه لمنصب رئيس الجهة.يوسف الساكت