وضع محمد ساجد، الأمين العام للاتحاد الدستوري، أوراق اعتماده وكيلا للائحة الحزب بمقاطعة عين الشق سيدي معروف بالبيضاء، برسم الانتخابات الجماعية المقبلة، وعينه على ولاية ثالثة بمجلس المدينة، لاستكمال أوراش ومشاريع تنمية مندمجة ومهيكلة وحده يملك مفاتيحها وأسرارها.قبل سنتين تقريبا، نجا محمد ساجد، بأعجوبة، من حادثة سير سياسية خطيرة، وصار بالنسبة إلى الكثيرين ورقة محروقة، وجثة يستحسن الإسراع بدفنها إكراما لصاحبها، هذا الأمازيغي القادم من واحات تارودانت وهدوئها إلى أدغال الدار البيضاء وصخبها ودسائسها لتحمل مسؤولية تنزيل أول تجربة لنظام وحدة الـــــــــمدينة.فمباشرة بعد الخطاب الملكي حول الدار البيضاء، أكتوبر 2013، تعرض محمد ساجد لحملة مسعورة استعملت فيها أنواع أسلحة الدمار الشامل وضربات متتالية تحت الحزام وفوقه لإنهاك الرجل ودفعه إلى الانسحاب وترك الجمل بما حمل طيلة 10 سنوات من العمل، أو على الأقل القبول بمد يده إلى حبل «النجاة» الممدود إليه، ولو كان منصبا ديبلوماسيا في أمريكا الجنوبية!!.لم يختف محمد ساجد ساعتها عن الأنظار، وظل يواجه الضربات الموجهة إليه بالابتسامة نفسها والهدوء نفسه والدم الإنجليزي المثلج نفسه، وهو سلاحه الفتاك ضد خصومه، حين تشتد به النوائب، ويحاصر في الزوايا الضيقة التي يخرج منها سالما في كل مرة.بعد أيام فقط من انتقادات الملك، تنقشع السحب، ويتحول «السفير» المرتقب في شيلي إلى قائد أوكسترا لتنفيذ برنامج استعجالي لتجاوز الخصاص في عدد من مناطق الدار البيضاء وضواحيها، وتأتمنه الدولة على أكثر من 18 مليار لبرمجة مشاريع للقرب وتحسين ولوج البيضاويين إلى الخدمات الأساسية وتأهيل إطار عيشهم وحياتهم اليومية، بموازاة الاستمرار في تنفيذ المشاريع المهيكلة الكبرى ذات الأمد البعيد.أخرست الألسن وانطلق العمل في عدد من الأوراش بالهمة نفسها وبتعاون مع جميع الشركاء والقطاعات الوزارية ومجالس المقاطعات، أضحت لساجد قدرة كبيرة على تحويل الأزمات إلى نتائج ملموسة، ما شجع الدولة إلى الاستمرار في التعاون، عبر مخطط كبير للتنمية بمجموع تراب جهة الدار البيضاء الكبرى، تجاوزت كلفته 33 مليار درهم ويتضمن عشر اتفاقيات بمئات المشاريع.تدور الأيام سريعا، ولم يعد محمد ساجد مجرد عضو في المجلس الوطني، أو ومجرد عمدة مدينة بلون برتقالي، بل أمينا عام للاتحاد الدستوري، إذ شكل ترشحه لهذا المنصب، قبل أشهر، الحدث السياسي بامتياز، واستطاع أن يكتسح منافسيه ويرديهم بالضربة القاضية، كما استعاد «الحصان» جموحه في ظرف قياسي، وأضحى الدستوري رقما سياسيا وانتخابيا يحسب له في عدد المدن والجهات والمناطق.يوسف الساكت