في البطولة العربية الأخيرة التي احتضنتها قطر سنة 2011 تفجرت أزمة بين المغرب والبلد المنظم على خلفية حذف الصحراء المغربية من الخريطة العامة للمملكة أثناء حفل افتتاح الدورة بحضور شخصيات سياسية ورياضية يتقدمهم أمير قطر آنذاك حمد بن خليفة آل ثانيوتفاجأ الوفد المغربي أثناء حفل الافتتاح بإقدام اللجنة المنظمة على بتر المناطق الصحراوية من خريطة المغرب، الشيء الذي تسبب في احتجاجات واسعة للمغاربة في جميع أنحاء العالم، ودفعهم إلى حد الرغبة في الانسحاب من الدورة، بل كاد يتسبب في أزمة دبلوماسية بين المغرب وقطر على بعد أيام من زيارة قام بها العاهل القطري إلى المغرب، في خطوة كبيرة لإعادة عجلة العلاقة بين البلدين إلى الدوران. وتسبب هذا الحدث في توتر العلاقة بين الوفد المغربي واللجنة المنظمة، بعد أن طالب المسؤولون باعتذار على بتر خريطة المغرب، الشيء الذي دفع اللجنة المنظمة إلى الاعتــراف أن الخريطة المذكورة تم تحميلها من الإنترنيت من قبل الشركة التي فازت بصفقة تنظيم حفل الافتتاح، وأن ذلك لا علاقة له بمواقف سياسية لدولة قطر.وتعرضت المواقع الإلكترونية القطرية إلى حملة شرسة من طرف هاكرز مغاربة، انتقاما على بتر خريطة المغرب ونشرها في افتتاح حفل رسمي شاهده الملايين من الناس عبر العالم، إذ هاجم الهاكرز المغربي مواقع حكومية قطرية ومجموعة من المؤسسات العمومية، والموقع الالكتروني للألعاب العربية ووضعوا فيه خارطة المغرب كاملة، كما هاجموا مواقع إلكترونية حساسة جدا، ويتعلق الأمر بالموقع الأميري وموقع الشيخة موزة زوجة أمير قطر السابق، وموقع الحكومة القطرية، وغيرها من المواقع الأخرى.وذهب العديد من المغاربة إلى المطالبة باستدعاء السفير المغربي بقطر للتشاور، وطرد السفير القطري من المغرب، كرد فعل على بتر خريطة المغرب، في الوقت الذي نفت اللجنة المنظمة أي نية للإساءة للمغاربة، وأن ذلك كان مجرد سوء تفاهم وتقدير من قبل اللجنة المشرفة على تنظيم البطولة العربية.ولم تكن واقعة بتر خريطة المغرب الوحيدة التي عرفتها الدورة العربية، بل عانى الوفد الفلسطيني الذي كان يتقدمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن من المشكل ذاته، بعد أن بتر جزء كبير من الخريطة الفلسطينية، والاكتفاء بعرض قطاع غزة ورام الله على أساس أنهما يشكلان دولة فلسطين.وزاد الوضع سوءا بعد ذلك، من خلال تعمد جريدة الراية القطرية نشر خريطة الدول العربية المشاركة في الدورة، ووضع علم جبهة بوليساريو فوق الأراضي الصحراوية المغربية، كرد فعل على مهاجمة هاكرز مغاربة لمواقع إلكترونية حكومية وقرصنتها.وسجلت المشاركة المغربية خاصة في ألعاب القوى تضامنا كبيرا للعدائين مع القضية الوطنية الأولى، إذ عمدت مجموعة من العداءات إلى رسم خريطة المغرب كاملة على وجوههن أو على ثيابهن، وتسبب ذلك في استفزاز وسائل الإعلام القطرية، ما أدخلها بدورها في صراعات مع الهاكرز المغاربة الذين تفننوا في قرصنة مواقعها الإلكترونية.