أفراح الفقراء… كلفة أقل و”نشاط” أكثر

أسر تتفادى تفويت تدبير أعراسها للممونين خديجة والمحجوب، شابان حديثا العهد بالزواج، وإلى غاية الليلة السابقة لعرسهما، المنظم نهاية الشهر الماضي، بالدرب الذي تقطنه أسرتاهما بالمدينة القديمة للبيضاء، لم يكونا يحلمان بتوفير مبلغ محترم، يقضيان به أيام عسل في مدينة شاطئية بالشمال، لولا تدخل خالة خديجة، التي أفتت لهما، بتنظيم عرس "باذخ"من حيث السرور، و"النشاط"وبأقل كلفة ممكنة.لقــد أقنعت الخالة، العروسين بالعدول عن فكرة اللجوء إلى خدمات ممون للحفلات، يتولى تدبير كافة التفاصيل، والسهر، بنفسيهما وبتعاون أفراد الأسرتين والأقارب، على تنظيم العرس من ألفه إلى يائه، ابتداء بالطبخ، وصولا إلى إقامة خيمة الاحتفال، وانتهاء بطقوس "العمارية"وسهرة الشعبي.لقد تقمصــت الخالة دور ممون للحفـــلات، ورافقـــــت الشــابين في إعــــــداد ليلة العمـــــر، وكانت الــبدايــة، بالتـــــوجـــــــه نحو حظيـــــــــرة قــــريب للخالــــــة، بنــــواحي ســـيدي بنــــور، حيـــث اقتنـــى العــروســــــــان عجـــــلا سمينا، بـ 9500 درهــــــم، وتـــولى جزار هناك، عملية ذبحـــــه وتقطيعــــــــه مقــابل 500 درهم، ثـــــم تـــــوجها إلى سوق الجملة للـــدواجن، وهنـــــــــــــاك اقتنيـــــــا 160 دجــــاجــــــــة من نوع "الكـــروازي"، بـ10 دراهــــــــــــــــــــــــــــــــم للكيلـــوغـــرام.حينما كان المحجوب، وقريب له، يعمل سائقا، في الطريق من سيدي بنور، ومعهما الغنيمة من اللحم، كان أخو عروسه، وبعض الشباب، يتولون نصب أوتاد خيمة الاحتفال أمام البيت، التي استعارها صهره بعلاقاته الخاصة، مع أحد المنتخبين.واستقدم الزوجان طباخة، وبمساعدة بعض القريبات، تكلفت بإعداد أطباق الدجاج واللحم في مطبخ الأسرة، كما تكفل بعض معارف الزوجين بالحلويات، أما الموائد الثلاثون، بتجهيزاتها من صحون وكؤوس وملاعق، فهي أيضا مكتراة، مقابل 70 درهما للواحدة، من عند محل قريب متخصص في كراء لوازم الأعراس. لم يبق الآن سوى بعض الترتيبات ويبدأ العرس، منها التعاقد مع "نكافة"مبتدئة تعرفها الخالة، من أجل تولي الإشراف على "برزة"العروس وطقس "العمارية"، ولم تأخذ منهما سوى 4 آلاف درهم، في حين تقاضت مجموعة هاوية لفن "الدقة المراكشية"، أسسها بعض زملاء العريس في القسم الدراسي، 800 درهم.وحده الجوق الموسيقي الشعبي، كلف الزوجين مبلغا محترما، بلغ 5 آلاف درهم، ولم يضايقهما الأمر، لأن التنشيط الموسيقي، هو الذي سينسي الضيوف بعض النقائص إن وجدت.لما تــوجه المحجوب لاستلام خاتم عروسه الذي دفع من أجله 2500 درهم، ومعــه سوار بـ3000 درهم، وخاتم الفضة الخاص بالعريس مقابل 100 درهم، ومر على الخياط، وأحضــر معه ملابس خديجة، وسلمه 3000 درهم، اطلع على رصيده في الوكالــة البريدية، فــوجــد أن مخطــط الخالـة ناجح جدا، وفكــر في أن يعد لعروسه مفاجأة، لم تكن ضمن خطتهما لحفل الزفاف.لقد تذكر المحجوب، أن صديقا له يشتغل في محل متخصص في الحلويات، سبق أن حكى له، كيف أن بعض العرسان ميسوري الحال، يطلبون "كعكة العروسين"(كاطو مونتي)، المكلفة، ويحدث أن يتخليا عنها لأنها لم تعجبهما، فقرر أن يركب هاتف الصديق يسأله عن "همزة"مماثلة، فابتسم له الحظ، ودفع مقابلا عنها 2000 درهم، في وقت يقترب ثمنها الحقيقي من 5 آلاف درهم.أصبح كل شيء جاهزا، وحلت ساعــة الصفـــر، فانطلــق الاحتفال، الذي استدعي إليه الــدرب بأكملــه، ومــر في أجواء، من "النشــاط"والتـــآخي والـــــــمرح، انشغلت النساء بحكي تفـــاصيلها في مجالسهن طيلـــة الأسبـــوع الموالي، سيمـــا أن خديحة والمحجوب، أكرما الضيوف بـ"أربع دجاجات كروازيات"في المائدة الواحدة.امحمد خيي

أفراح الفقراء… كلفة أقل و”نشاط” أكثر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سلاح أبيض واعتداءات في انتخابات الغرف

ثلاثة أسئلة: ميزانية الحفلات الباذخة أقل من التقليدية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات