عدم متابعة “مخزني” قتل فلاحا في حادثة سير

الضحية كان يهم بزيارة ابنته المصابة بالسرطان ولقي حتفه قرب مستشفى ابن سينا قرر قاضي التحقيق بابتدائية الرباط، عدم متابعة مخزني عامل بالقصر الملكي، متهم بقتل فلاح من تاونات، بعدما صدمه بسيارته في حادثة سير مروعة قرب مستشفى ابن سينا (السويسي) حيث كان يهم بزيارة ابنته المصابة بداء السرطان، بعد أن استمع إليه إعداديا وتفصيليا في الجلسة نفسها واليوم ذاته لإحالته عليه من قبل النيابة العامة وتمديد حراسته نظريا و«إنزال» شاهد في ظروف غامضة. وعلم من مصدر مطلع أن النيابة العامة استأنفت قرار قاضي التحقيق، في انتظار تعيين الملف للبت فيه أمام غرفة المشورة باستئنافية الرباط، فيما لم تستسغ عائلة الضحية الذي ترك وراء 9 أطفـال، السرعة التي تم بها طي الملف والتحقيق في حيثيات وظروف حادثة السير ومتابعة المتهم بتهم «القتل بدون عمد الناتج عن حادثة سير وعدم القيام بمناورات لتلافي الحادث». واستغربت عدم استدعاء ذوي الحقوق لجلسة التحقيق في ملف التحقيق 17/15، و»إنزال» الشاهد في ظروف غامضة بعد تمديد مدة الحراسة النظرية وادعائه مرافقة المخزني لحظة الحادثة، عكس اعترافات المتهم نفسه ومحضر الانتقال والمعاينة المنجز من قبل مصلحة حوادث السير حسان بمنطقة أكدال للأمن، والمؤكد لأنه كان وحيدا وقت ارتكاب هذه الحادثة. وأكد الشاهد موزع إعلانات بشركة للإشهار، أنه رافق السائق على متن سيارة والده، في طريقه من حي أكدال إلى تمارة، عبر شارع قريب من ثانوية ديكارت مرورا عبر نفق مدارة السويسي حيث صدم الضحية الذي «تجلى أمامنا بشكل مفاجئ وهو يسير في اتجاه المستشفى، قبل أن يصدمه بالجناح الأمامي الأيمن».وحاول الشاهد تلمس الأعذار للسائق بحديثه عن عدم استعمال الضحية الذي أصيب في رأسه ووجهه ورجليه، الممر العلوي، وكون زميله «كان يسير بسرعة أقدرها ب55 كيلومترا في الساعة، وأن الضحية «كان يعبر مهرولا رغم استعمال السائق منبه السيارة وانحرافه أقصى اليسار لتجنب صدمه».ولم يذكر هذا الشاهد في محضر الانتقال والمعاينة، المشير إلى عدم انتباه السائق وسرعته التي «قد تكون غير ملائمة»، إذ «صدم بالجناح الأمامي الأيمن لسيارته، الراجل الذي كان يعبر الشارع دون استعمال القنطرة أو الممر العلوي، وارتطم بالجناح والواقية الزجاجية الأمامية التي تكسرت ليسقط وسط الطريق حيث عوينت بقعة دم تخصه، فيما أوقف السائق السيارة يمين الطوار». الفلاح المزداد في 1948 ببوشابل بتاونات، أصيب في 3 يوليوز الماضي بجروح بليغة في رأسه وكسر بفخذه الأيمن نقل إثرها إلى مستعجلات مستشفى ابن سينا القريب من مكان الحادثة، حيث عاينه المحققون بقاعة الإنعاش محاطا بطاقم طبي يتلقى الإسعافات، إذ بدت حالته حرجة وتستدعي وضعه تحت المراقبة الطبية المستمرة في انتظار إجراء الفحص بالسكانير. لم تمر إلا 6 ساعات حتى فارق الضحية الحياة، بعدما حل بالرباط للاطمئنان على الحالة الصحية لابنته البالغة من العمر 14 سنة التي ترقد بالمستشفى نفسه لإصابتها بداء السرطان، دون أن يدري أن القدر يخبأ له مفاجأة غير سارة، حملته لدار البقاء تاركا وراءه «جيشا» من الأطفال الذين أصبحوا دون معيل يواجهون مصيرا غامضا زاد ضبابية بعدم متابعة المسؤول عن وفاته. لم يتبق من ذكرى هذا الفلاح المقهور الذي طالما حلم بشفاء ابنته من الداء «الخبيث» قبل أن يسقط ضحية حادثة سير شهدها شارع محمد بلعربي العلوي قرب محطة الحافلات على مستشفى ابن سينا حيث كانت ترقد، إلا هاتفا نقالا عاديا و617 درهما تسلمتها زوجته بعد حضورها بناء على أمر الشرطة، كما الأوراق الطبية التي تخص ابنتها وبعض الوثائق الإدارية الخاصة به. أما المخزني الشاب العازب السائق المتسبب في موته وإقبار مورد عيش أسرته الفقيرة، فقد قال في محضر اعترافاته «ورطني معه في حادثة سير ما كانت لتقع، علما أني حريص كل الحرص على احترام قانون السير»، في انتظار قرار غرفة المشورة في استئناف النيابة العامة قرار قاضي التحقيق بعدم متابعته التي بناها بناء على قناعاته وما توفره لديه من حجج وأدلة. حميد الأبيض (فاس)

عدم متابعة “مخزني” قتل فلاحا في حادثة سير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف متهـم بتزوير الطوابع المخزنية

خارج الحدود

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات