محمد المزكلدي… مسار فنان19

العودة إلى المغرب... القرار المرغوب والصعب بعد أن قضى محمد المزكلدي أزيد من ست سنوات على أرض مصر، حقق فيها ما كان يصبو إليه من شهرة أصابها، بعد أن سجل العديد من الأغاني بالإذاعة المصرية أغلبها من تأليف أحمد الطيب العلج وحسن والمفتي، قرر المطرب المغربي العودة إلى بلده.قرار العودة لم يكن سهلا، كما يحكي ذلك، ففي مصر عاصر والتقى كل من كان يحلم بلقائهم من أسماء فنية وازنة، شكلت أعمدة الطرب العربي، من محمد عبد الوهاب إلى أم كلثوم والسنباطي والقصبجي وزكريا أحمد وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد، إضافة إلى الإعلاميين والإذاعيين والموسيقيين والعازفين المهرة، فضلا عن الفرق الموسيقية الرائدة، منها الفرقة الماسية التي سجل معها المزكلدي ما يقارب عشرين أغنية، كان يبعث نسخا منها إلى المغرب عبر الحقيبة الدبلوماسية عن طريق السفارة المغربية بالقاهرة.وطيلة سنوات مقامه بمصر، يقول المزكلدي، لم يلق سوى الترحيب والحب من أهلها وفنانيها الذين سانده بعضهم وآمنوا بموهبته، الشيء الذي جعل فكرة العودة إلى المغرب بقدر ما ستجعله يعانق أهله، بقدر ما تعني فراق بلد ذاق على أرضه حلاوة تحقيق الأحلام والطموحات.في المقابل كانت الحركة الفنية بالمغرب، بدأت تنتعش شيئا فشيئا، وهو ما كان صداه يصل إلى المزكلدي عن طريق الرسائل التي يتوصل بها من أهله وأصدقائه يحثونه فيها العودة إلى بلده، للمشاركة في هذه الانتعاشة، خاصة أنه صنع اسمه بما يكفي في مصر.لحظة العودة إلى المغرب كانت سنة 1960، واستغرقت الرحلة البحرية من مصر إلى المغرب، تسعة أيام تخللتها استراحة في مارسيليا، قبل أن يحط الرحال بميناء الدار البيضاء، وكان أول من استقبله هناك صديقه الحاج التاقي بن عزوز، أحد التجار البيضاويين المشهورين وكان صديقا للفنانين، وقضى المزكلدي في ضيافته أسبوعا قبل أن يتوجه إلى فاس.في العاصمة العلمية وجد عائلته في استقباله، وكان اللقاء بعد سنوات الغياب والاغتراب، كما جدد الصلة بأصدقائه القدامى خاصة محمد فويتح وعبد الرحيم السقاط ومحمد بنعبد السلام وعبد القادر الراشدي وآخرين.كان فويتح أول من شجع المزكلدي على استئناف نشاطه الفني، خاصة أنه عاين نجاحه في مصر وصبره ومعاناته في سبيل تحقيق ذلك النجاح، وكان يسمع أغانيه التي كانت ترد على الإذاعة المغربية من مصر.كما اكتشف المزكلدي أن صديقه عبد الرحيم السقاط الذي كان في بداياته رافضا فكرة تلحين أغان مغربية، قد صار يبدع في ذلك، وكانت حينها أغنية "علاش يا غزالي" التي لحنها للمطرب الراحل المعطي بنقاسم، قد طبقت شهرتها الآفاق بالمغرب، فكان المزكلدي يمازح صديقه قائلا "أرأيت كيف كان اختيار التلحين بالمغربية صائبا؟" فكان السقاط يرد عليه ضاحكا "كنت طائشا وغالطا والآن عدت إلى رشدي".عزيز المجدوب ـ

محمد المزكلدي… مسار فنان19

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحكيم جزائري للمغرب التطواني والهلال

تـوشـاك ظـلـمـنـي

مقالات ذات صلة