أم طفلة آسفي: لم نعش هذه السلوكات في الثمانينات

قالت إنها مستعدة للمثول أمام أي هيأة لإنصافها في الحوار الذي جمع "الصباح" مع نادية والدة الطفلة أليساندرا، التي كانت موضوع هجوم لفظي عنيف بالشارع العام بآسفي، استرجعت الأم شريط الأحداث، واستغربت التحول الذي عرفه المجتمع، كما أظهرت اطلاعها على كل الأحداث المشابهة التي وقعت في إنزكان وميدلت وغيرهما... < هل ما وقع لابنتك غير نظرتك إلى المجتمع؟ < أولا أشير إلى أنني ابنة آسفي، كبرت وترعرعت فيها، وكنا صغارا بل حتى في مرحلة المراهقة والشباب، في أواسط ثمانينات القرن الماضي وبداية التسعينات، ننزل إلى الشاطئ، وغالبا ما كنا نرتدي لباسا خفيفا، لكن ذلك لم يعرضنا في أي لحظة للانتقاد أو الهجوم، فالناس كانوا أحرارا في تفكيرهم وأحرارا أيضا في لباسهم. اليوم وبعد الذي عشته، أدركت أن أشياء كثيرة تغيرت، وأن الناس عوض أن يهتموا بأمورهم، أصبحوا يشرعون أفواههم لكشف عورات الآخرين، فنحن لم نعش هذه السلوكات المتطرفة والأسر كانت تهتم بأبنائها، ولو أن هذه القاعدة ظلت معممة بأن يهتم كل واحد بأسرته وبناته وأبنائه، لما تكررت مثل هذه الوقائع. < كيف كانت ابنتك أثناء الهجوم الذي تعرضتن له؟ < من حسن الحظ أنه كانت ترافقني صديقتي، وهي التي ساعدتني في صد الهجوم العنيف، أما "أليساندرا"، فظلت تبكي وتطلب مني أن أخلي المكان وأن نعود إلى المنزل، فقد انتابها خوف شديد واعتقدت أن الأمر سيتطور إلى ضرب واعتداء. لم أتخيل يوما أن يقع لي مثل هذا في بلدتي، التي أفتخر بالانتماء إليها، للأسف الشديد، فأنا أعيش في إيطاليا رفقة زوجي الإيطالي الأصل وابنتي، وأنتظر بفارغ الصبر العطلة الصيفية لأملي عيني في مسقط رأسي وأتجول في أحياء ميدنتي واشم رائحة بلدي التي أشتاق إليها كثيرا. ما وقع ترك جرحا نفسيا لي ولابنتي أتمنى أن تتجاوزه. < هل سيغير ما وقع لك نظرتك إلى آسفي؟ < لن يغيرني أحد، أنا لا أقوم بأشياء غير سوية، وابنتي طفلة عمرها 13 سنة، من حقها ارتداء ما تشاء، أنا متأكدة من أنني على صواب، وما قامت به المجموعة التي هاجمتني وابنتي ليلا في رمضان، هو الذي لم يكن على صواب، وبالتالي فلا شيء يمس حبي لوطني وتشبثي به. < كيف استقبلت التضامن مع قضيتك؟ < بالطبع أنا في أول حوار أجريته مع جريدتكم المحترمة، قلت إنه من بين الذين كانوا في شارع الرباط في تلك الليلة أناس تضامنوا معي وحاولوا نهي "المعربدين" عن الاستمرار في مضايقتنا، لكن بعد الحوار الصحفي، أدركت أن هناك جموعا أخرى غفيرة تضامنت مع "أليساندرا" ومعي، ومن بينها جمعيات تهتم بحقوق الإنسان كالمركز المغربي لحقوق الإنسان وجمعية ما تقيش ولدي، وغيرهما. الشيء الذي أأسف له أنني واجهت الخطر في وقت كان يفرض فيه أن يحضر رجال الشرطة لإعمال القانون. أجرى الحوار: المصطفى صفر

أم طفلة آسفي: لم نعش هذه السلوكات في الثمانينات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أمن البرنوصي ينقذ زوجين من هجوم "مطاوعية"

المعتدون على مثلي فاس ضحايا تحريض ممنهج

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات