ذكريات “حمودة”9

إصابتي بكسر ضد الزمالك كانت حدثا أليما التيمومي قال إن صاحب الجلالة أمر بنقله إلى فرنسا على نفقته والدكتور مولاي اقترح معالجته بالمغرب "حمودة" إنه اللقب الذي اشتهر به التيمومي أسطورة كرة القدم الوطنية والإفريقية في الثمانينات منذ مداعبته الكرة في السنوات الأولى من عمره بحي تواركة بالرباط. تنبأ له العديد من المسؤولين الرياضيين بأنه يمتلك موهبة غير عادية، وفي مقدمتهم كليزو، المدرب السابق للمنتخب والجيش الملكي ، الذي كان يتابع تطوره عن بعد، وظل يراقبه لسنوات ويطلع الملك الراحل الحسن الثاني على مساره.ذاع صيت "حمودة" بسرعة البرق في حي تواركة وانتقل بعد ذلك إلى العاصمة برمتها وفي جميع أرجاء المملكة، وظلت عيون التقنيين تترصده وتتحين فرصة اللعب لأنديتهم، لكن موهبته كانت تستدعي تدخل أعلى سلطة في البلاد لحسم انتقاله لهذا الفريق، أو ذاك. "حمودة" الذي سيروي مساره بأفراحه وأحزانه لعشاق "الصباح"، كان حلمه الاستمتاع بكرة القدم فقط، سرعان ما سيتربع على عرش الكرة الإفريقية، ويتوج مساره بالذهب، أحد أبرز اللاعبين الذين أنجبتهم القارة السمراء، وقاد الجيش الملكي إلى أول لقب إفريقي على صعيد الأندية، والمنتخب الوطني إلى أول إنجاز للكرة الإفريقية بكأس العالم. < كيف تقيم تجربتك بالجيش في كأس إفريقيا للأندية البطلة؟< كانت محطة جديدة في تاريخ النادي العسكري وكرة القدم الوطنية بصفة عامة، والجيش الملكي بعد تلك التجربة تحمل مسؤولية كبيرة، لأنه لم يكن من السهل أن نتوج بالكأس، علما أنه لم تكن لدينا دراية بالظروف التي تمر فيها المباريات والأجواء الإفريقية بشكل كبير.لكن ما يمكن قوله إنه كان لدينا جيل كبير من اللاعبين وكان فريقا متكاملا تقنيا وبدنيا، ولم يكن لدينا تخوف من المنافسين سواء داخل الميدان أم خارجه، كما كان جمهور كبير يساندنا من مختلف أنحاء المغرب، لأننا كنا نقدم فرجة ونحقق نتائج إيجابية في آن واحد، كما أننا لم نتعثر في أي مباراة إلا في مباراة واحدة أمام الزمالك المصري في الذهاب عندما انهزمنا بهدف لصفر.< هل كانت مباراة الفريق المصري الأقوى في التصفيات؟< مباراة الإياب كانت الأقوى، وكانت مشحونة لدرجة كبيرة، بحكم أن الزمالك كان حامل اللقب، وكان لديه امتياز، لكنهم كانوا يعرفون جيدا أننا لسنا فريقا سهلا، وفزنا بضربات الجزاء بعد تسجيل هدف التعادل من طرف شيشا، وهي المباراة التي عرفت إصابتي بكسر.< كيف جاءت إصابتك التي يتذكرها جميع المغاربة بحسرة؟< بطبيعة الحال، إصابتي بكسر في مباراة الإياب أمام الزمالك في اللحظات الأخيرة، كانت حدثا أليما جدا، والجميع تابع الطريقة التي تعرضت بها لكسر من طرف اللاعب جمال عبد الله.< هل تعتقد أنه كان يقصد إيذاءك؟< لا يمكن أن أجيبك على هذا السؤال، فالجميع يعرف كيف تعرضت للخشونة، فاللاعب المذكور كانت مهمته حراستي، وكان خارجا عن أجواء المباراة، ولم يشارك زملاءه فيها، لأن مهمته الوحيدة التي دخل من أجلها كانت إلحاق الأذى بي، والجميع تابع المباراة والحكم بدوره كان يقف على كل صغيرة وكبيرة فيها، كما أنني تعرضت للخشونة عدة مرات من طرفه، والغريب في الأمر أنه لما نفذ جريمته قام المدرب بإخراجه.< ألم يعتذر إليك؟< لم يقدم لي أي اعتذار، والاعتذار الوحيد الذي تلقيته كان من طرف أحد المسؤولين بالسفارة المصرية الذي زارني بالمستشفى العسكري واعتذر لي، كما أنه بعد سنوات حضرت لمباراة استعراضية جمعت قدماء المنتخب الإفريقي والأوربي أجريت بباري بإيطاليا، والتقيت الحارس المصري أحمد شوبير واللاعب الدولي إسماعيل يوسف، وأكدا لي أن ذلك اللاعب كان معروفا لديهم بالدوري المصري أن مهمته هي إلحاق الأذى باللاعبين. < هل تلقيت مكالمة من صاحب الجلالة بحكم الاهتمام الذي كان يوليه لك؟< لم تكن هناك مكالمة، ولكن كان هناك اهتمام كبير من طرفه، إذ كان يتابع كل صغيرة وكبيرة، وحكى لي أحد المقربين من صاحب الجلالة أنه غضب كثيرا وعبر عن ذلك بحركة أظهرت شدة غضبه، وطلب من القائد مسعود والجنرال حسني بنسليمان والكولونيل ميمون والدكتور مولاي طبيبه المختص في العظام والمفاصل بمتابعة حالتي.< ماذا حدث بعد ذلك؟< أذكر أن المستشفى كان مقلوبا رأسا على عقب، وكان صاحب الجلالة طلب من البعثة التي أرسلها بإبلاغي أنه يرغب في نقلي إلى فرنسا لإجراء العملية على نفقته، غير أن الدكتور مولاي اقترح عليه إمكانية إجراء العملية بالمغرب، وأنه سيتحمل المسؤولية في علاجي، سيما أنها كانت إصابة خطيرة، وكانت والدتي برفقتي، فقبل صاحب الجلالة بذلك، وفي صباح اليوم الموالي تسلم الحسن الثاني التقرير الطبي الذي يشخص إصابتي.صلاح الدين محسن

ذكريات “حمودة”9

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عبد الله إسوفغ... كاتم أسرار عبد الكريم الخطيب26

الصحراء في الوثائق الامريكية1

مقالات ذات صلة