3 أسئلة < ما تعليقك على حكم البراءة بحق سهام وسمية، فتاتي إنزكان؟ < بصدور حكم البراءة، يمكن القول إن الأمور أرجعت إلى نصابها، لكن في المقابل، الثمن كان غاليا جدا، لأن ضحيتين للتحرش الجنسي والعنف والرعب تحولتا إلى متهمتين تمت متابعتهما. وأعتقد أن نائب وكيل الملك بأمره بإحالتهما على الحراسة النظرية أساء إلى الحريات والديمقراطية ومبادئ الدستور، كما أساء ليس فقط إليهما، بل أساء إلى كل النساء المغربيات، وعليه، لا أعتقد أن اكتفاء وزير العدل والحريات بمساءلته وطلب استفسار عما وقع كاف، بل يجب أن يحال على المجلس التأديبي، لأن ما وقع إساءة للديمقراطية ولصورة المغرب، التي يكفي طرح سؤال بسيط على وكالات الأسفار بأكادير لاكتشاف أن السياحة بالجهة تراجعت بعد اندلاع قضية فتاتي إنزكان. < ألم يلعب الرأي العام والإعلام الدور الأكبر في هذا الموضوع، على اعتبار أن العدالة تحركت في البداية ضد الفتاتين واعتقلتهما؟ < علمت أن كلا من سمية وسهام وجهتا مراسلة مؤثرة جدا لشكر كل من ساندهما في محنتهما. وشخصيا أجزم بالقول إن التعبئة كانت شاملة، فلأول مرة تكون الدفاع من أكثر من 1200 محام، ضمنهم نقباء، علاوة على تعبئة المجتمع المدني والمواطنين الذين تعبئوا هم الآخرين في ظروف غير اعتيادية وخرجوا للاحتجاج رغم أن القضية تزامنت مع رمضان. كما أن الإعلام بمختلف وسائله، مكتوبة كانت أو مرئية أو مسموعة أو إلكترونية لعب دورا مهما، وهذا يدل على أن التعبئة قادرة على الحفاظ على مبادئ الديمقراطية والدفاع عن الحداثة. لكن في المقابل، ما حدث لمثلي فاس والأخبار الرائجة عن اعتقال بعض الشباب بسبب الإفطار العلني تكشف عن رغبة في التحفيز على التعنيف ومحاربة الاختلاف، وتستلزم استمرار التعبئة حفاظا على قيم الديمقراطية التي تقاس باحترام الأقليات. ونعتبر أن مسودة القانون الجنائي محاولة لتكريس القمع ومثل هذه السلوكات. < هل ترين أن قانون مناهضة العنف ضد النساء كفيل بحمايتهن ومنع تكرار مثل هذه المتابعات؟ < قبل سنتين تقدمت بمعية نواب من الأصالة والمعاصرة بمقترح قانون إطار لمحاربة العنف ضد النساء ظل إلى اليوم في الرفوف، ولحد الآن الحكومة لم تستطع إخراج قانون إطار، كل ما قامت به إنشاء لجنة، خلقت ميتة أصلا. وشخصيا أعتبر أنه من العار عدم وجود قانون إطار لمحاربة العنف إلى الآن، وأعتقد فعلا أنه لو كان لما كنا سنشهد مثل هذه المتابعات ضد سمية وسهام، لأنه كانت ستكون هناك آليات تحول دون ذلك. * (الرئيسة المنتدبة لبيت الحكمة) أجرت الحوار: هجر المغلي