إفطار على موائد رملية

أسر بيضاوية تزاحم الشباب على الإفطار في الشاطئ «إنها تجربة رائعة، لم أتخيل أن يكون الأمر باعثا على السرور إلى هذا الحد»، يقول عماد، الذي اختار أن يكون فطوره الرمضاني اليوم، مع مجموعة من أصدقائه، على شاطئ عين الذئاب. موائد رمليةحل عماد وأصدقاؤه بالشاطئ، وكان عددهم سبعة، ساعتين قبل موعد الفطور، وتوغلوا في رمله، إلى أن اقتربوا من الخط الذي يفصل بين الجاف والمبتل بمياه البحر.«في الطريق كنا نفكر في إضفاء لمسة خاصة على التجربة، وعلى الصور التي سنلتقطها لنشاركها مع معارفنا في شبكة التواصل الاجتماعي على الأنترنت، وتوافقنا حول تشييد مائدة رملية»، يقول الفتى، الذي أتى من منطقة سيدي مومن.لحظة وصولهم، وتجاوزه لأسر ومجموعات أصدقاء، جاؤوا بدورهم من أجل الغرض ذاته، تطوع أربعة من بين الأصدقاء الستة، فشرعوا في تشكيل خندق في الرمل، اتخذ في نهاية الأمر، شكل مائدة مستطيلة.لما انتهى الأربعة من صناعة المائدة، أخرج عماد من حقيبته غطاء، فنشره فوقها، ثم قام البقية، بإخراج ما لذ وطاب من حلويات وتمور وحساء وقناني عصير البرتقال والماء والخبز والرغيف التقليدي وطابق من السمك أعد في الفرن، ووضعوه فوق المائدة الرملية. غروب رومانسيوفي انتظار انتهاء يوم الصيام، ينقسم عماد وأصدقاؤه إلى فرقتين، فيجرون مباراة في كرة القدم المصغرة، في وقت بدأ فيه الشاطئ يمتلئ عن آخره.«لقد لاحظت خلال هذه السنة، اشتدادا في الإقبال على تجريب الإفطار في شاطئ عين الذئاب»، تؤكد نبيلة، الفتاة التي دعت زملاءها في إحدى الجمعيات الشبابية إلى أن يكون اجتماعهم التقييمي لأحد الأنشطة، حول مائدة إفطار على الشاطئ.«صحيح، لما أتينا العام الماضي، لم يكن عدد الأسر وأطفالها بهذا الحجم، لقد كان الأمر مقتصرا على مجموعات شبابية وعلى أزواج من الذكور والإناث»، تضيف سناء، إلى كلام صديقتها نبيلة.ولم تتردد بعض الأسر، التي حلت بالشاطئ، ووجدت فيه طاولات وكراسي، وخياما حمراء مربعة الشكل، شيدها شباب بغرض كرائها، في أن تجلب معها قناني غاز البوتان الصغيرة، حتى يعد عليها الشاي.ويضفي مشهد غروب الشمس، الكثير من الرومانسية على اللحظة، وهو ما لا يخفيه محمد ورفيقته سارة، اللذين أعدا بدورهما، مائدة رملية، في مكان بعيد عن الأسر والأطفال ولا تفصله سوى خطوة عن الأمواج.«نحن ثنائي كلاسيكي الأفكار، ونلاحق الأجواء الرومانسية دوما، غير أنه في رمضان نتواعد ليلا، وصراحة، اشتقنا، أنا وسارة، إلى مشهد الغروب، وفكرنا في الإفطار في أحد المطاعم المتاخمة للبحر، رغم غلائها، لكن ما إن وصلنا، اكتشفنا أن الشاطئ مفتوح في وجه من يريد الإفطار فيه، فاقتنينا ما احتجنا إليه من متجر قريب، وتخلينا عن فكرة المطعم»، يحكي محمد. تبادل ثقافيغربت الشمس، وتردد على الشط صدى صوت أذان المغرب مرفوعا فوق مآذن البيضاء، لكن الشاطئ ظل يستقبل أسرا، ومجموعات شبابية، من زملاء العمل، أو الدراسة، بينهم الذين قدموا من ضواحي بعيدة.ووسط ذلك الكم الهائل، يحدث أن تثير انتباهك مجموعة بعينها. وهو ما حدث يوم زيارة «الصباح» إلى الشاطئ، حينما لمحت الأعلام الوطنية لتركيا وباكستان ومصر والمغرب والصين، تلوح من فوق إحدى الطاولات.وحول موائد صغيرة، رصت قرب بعضها، التف شباب ذوو ملامح أسيوية مع نظرائهم الإفريقيين والأوربيين، واختاروا الإنجليزية، لغة رسمية لمجمعهم، وتحدثوا فيه عن رمضان في المغرب، وتعرفوا فيه، على «الشباكية و»الحريرة»، وغيرهما.«نحن فرع المغرب لمنظمة دولية متخصصة في تكوين الشباب في الريادة عبر التبادل، عن طريق قيام فرع كل بلد، باستضافة شباب من فروع دول أخرى، والسهر على مقامهم وعلى تداريبهم، لمدد قد تصل إلى ستة أشهر»، يشرح مغربي ضمن المجموعة المتعددة الجنسيات.امحمد خيي

إفطار على موائد رملية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شبكة أفارقة تنصب على مقاول في 37 مليونا

العلاقات عامل أساسي للاشتغال في المجال الفني

مقالات ذات صلة