مشعوذون في مواقع التواصل الاجتماعي < ما هي أسباب تمسك بعض فئات المجتمع بأعمال السحر والشعوذة؟< فئات عريضة من المجتمع المغربي، مازالت تعتمد على السحر والشعوذة لتحقيق بعض أحلامها وطموحاتها ومتمنياتها، وهذا راجع لأسباب كثيرة منها، التربية داخل وسط يؤمن بذلك. العديد من الأشخاص يعتبرون أن الأطفال قد لا يستوعبون ما يقع أمامهم وأن حضورهم طقوس تلك الممارسات لن يؤثر عليهم، فيصطحبونهم إلى أوكار المشعوذين. والواقع أن الأطفال تخزن لديهم كل تلك الطقوس، ويوما بعد يوم يؤمنون بها، ويعتمدون عليها لحل المشاكل التي يمكن أن يواجهوها، باعتبار أن لهم قابلية للعمل على الاستمرار في تلك الطقوس والحفاظ عليها. صحيح أن بعض هؤلاء يمكنهم تخطي الأمر، وذلك بفضل وعيهم بتفاهة ذلك، وعدم جديته في تحقيق أحلامهم، إلا أنهم فئة قليلة جدا، لكن إيمانهم يظل قويا بوجود الجن، وبالتالي الشعوذة والعين، وإن كانوا لا يمارسونها فهم على الأقل يؤمنون بها.< مثقفون ورجال أعمال يلجؤون إلى تلك الطقوس، ما سبب ذلك في رأيك؟< هؤلاء من الذين لم ينجحوا في التخلص مما راكموه في صغرهم خلال حضورهم طقوس الشعوذة. وأعتقد أن فشلهم في ذلك، يعود إلى أسباب عديدة منها تفاقم الأزمات داخل هذه الفئة من المجتمع، وانخفاض التأطير الديني السليم، إلى جانب تنامي حاجات تلك الفئة، وتأخرهم في تحقيق بعض أحلامهم، من قبيل الزواج والحصول على الأطفال وغيرهما. وغالبا ما تلعب شخصية المتعاطي للشعوذة والسحر، دورا مهما في استمراره في ذلك، إذ يمكن أن تقتصر الممارسة خلال المناسبات فقط، مثلا رمضان، دون الشهور الأخرى، خاصة بليلة 27 من هذا الشهر الفضيل. < نلاحظ تطور طرق وأساليب ممارسة السحر، هل الأمر فرضه تطور المجتمع ؟< بكل تأكيد، لكل عصر خصوصيته، وهذا ما ينطبق على عالم السحر والشعوذة أيضا، فبعد أن كانت الشعوذة مقتصرة على الفئات الشعبية، والطبقات الهشة، أصبحت فئات أخرى تؤمن بها وتستعين بخدمات المشعوذين، ولأن تلك الفئة، متطورة من حيث طرق تواصلها، كان من الضروري أن يطور المشعوذ عمله، إذ نجد أن بعض المشعوذين يستعينون بخدمات مواقع التواصل الاجتماعي، والشبكة العنكبوتية من أجل تحقيق هدفهم. كما نجد أسبابا أخرى ساهمت في تطور الممارسة، من بينها رفض بعض الفئات أساليب السحر والشعوذة التقليدية، مادامت انه تعتمد على أدوات بدائية وخرافية، وهي طرق متجاوزة في الوقت الراهن. من جهة أخرى، يلاحظ، مع تطور الوقت، تداخل بعض المعتقدات الدينية، فصار البعض، يميز في الشعوذة والسحر بين الحلال وغيره.* اختصاصية في الطب النفسي.أجرت الحوار : إيمان رضيف