ذكريات “حمودة”5

الخروج من تصفيات مونديال إسبانيا كان قاسيا التيمومي قال إن حكما جزائريا كان وراء حرماننا من التتويج بالبطولة العربية سنة 1985 "حمودة" إنه اللقب الذي اشتهر به التيمومي أسطورة كرة القدم الوطنية والإفريقية في الثمانينات منذ مداعبته الكرة في السنوات الأولى من عمره بحي تواركة بالرباط. تنبأ له العديد من المسؤولين الرياضيين بأنه يمتلك موهبة غير عادية، وفي مقدمتهم كليزو، المدرب السابق للمنتخب والجيش الملكي ، الذي كان يتابع تطوره عن بعد، وظل يراقبه لسنوات ويطلع الملك الراحل الحسن الثاني على مساره.ذاع صيت "حمودة" بسرعة البرق في حي تواركة وانتقل بعد ذلك إلى العاصمة برمتها وفي جميع أرجاء المملكة، وظلت عيون التقنيين تترصده وتتحين فرصة اللعب لأنديتهم، لكن موهبته كانت تستدعي تدخل أعلى سلطة في البلاد لحسم انتقاله لهذا الفريق، أو ذاك."حمودة" الذي سيروي مساره بأفراحه وأحزانه لعشاق "الصباح"، كان حلمه الاستمتاع بكرة القدم فقط، سرعان ما سيتربع على عرش الكرة الإفريقية، ويتوج مساره بالذهب، أحد أبرز اللاعبين الذين أنجبتهم القارة السمراء، وقاد الجيش الملكي إلى أول لقب إفريقي على صعيد الأندية، والمنتخب الوطني إلى أول إنجاز للكرة الإفريقية بكأس العالم. < متى فزت بأول لقب لك مع الكبار؟< أول لقب فزت به مع فريق الكبار كان سنة 1984، عندما توجت بالبطولة الوطنية رفقة الجيش الملكي، وفي العام الموالي فزت رفقة الفريق ذاته بالازدواجية، إذ عشت أوج الجيش الملكي تلك السنة، بعدما تمكنا من تحقيق الثلاثية بفوزنا بدوري أبطال إفريقيا في نسخته القديمة.< ما هي الذكريات التي آلمتك في تلك الفترة؟قبل موسم 1985-1984 خرجنا من تصفيات كأس العالم التي احتضنتها إسبانيا سنة 1982 أمام المنتخب الكامروني، وكانت نكسة بالنسبة إلي وإلى جميع أفراد المنتخب الوطني، بعد مسار جميل في التصفيات، إذ بعد أن تمكنا من التأهل في أربعة أدوار خرجنا من التصفيات في الدور الخامس والأخير.< كيف كانت الأجواء في تلك اللحظة؟ < بكل صراحة الأجواء كانت قاسية جدا، خاصة أننا تلقينا الانتقادات، لأننا كنا نتوفر فعلا على منتخب قوي، زاوج بين جيلين من اللاعبين، البعض يتوفر على التجربة والثاني يتوفر على الطموح، كما أن التأهل ضاع من أيدينا في آخر لحظة، ما زاد من صعوبة الأمر.< ماذا عن الاستحقاقات الأخرى التي خضتموها؟< كان المغرب احتضن تظاهرتين كبيرتين في تلك الفترة، وتمكنا من مسايرة المسار بعدها بكل تفاؤل، إذ نظم المغرب سنة 1983 ألعاب البحر الأبيض المتوسط، واستطعنا أن نفوز في المباراة النهائية وحصلنا على الميدالية الذهبية على المنتخب التركي بثلاثة أهداف لصفر، وفي 1982 شاركنا في الألعاب الأولمبية التي احتضنتها لوس أنجليس، وكانت تجربة رائعة، لأننا لعبنا أمام منتخبات قوية، خاصة ألمانيا والبرازيل اللتين شاركتا بلاعبين كبار توجوا رفقة منتخباتهم بكأس العالم في ما بعد، وانهزمنا أمامها، لكن تمكنا من الفوز على المنتخب السعودي الذي كان يوجد معنا في المجموعة نفسها بهدفين لصفر.< كيف ترى تجربة البطولة العربية التي أقيمت بالدار البيضاء سنة 1985؟< بالفعل سنة 1985 احتضنت الدار البيضاء البطولة العربية، ولعبنا النهائي لكن خسرناه أمام المنتخب العراقي بهدف لصفر، وهي بطولة كانت لنا فيها تجربة مهمة، إذ انفتحنا على مدارس كروية أخرى، لكن وقعت أمور كانت وراء انهزامنا في المباراة النهائية.< ما الذي حدث بالضبط؟< أدار حكم جزائري المباراة، وكنا متيقنين أن الأمور لن تكون لصالحنا، إذ ساهم بشكل كبير في فوز العراق بالميدالية الذهبية، خاصة أن الصراع بين المغرب والجزائر سياسيا بلغ أوجه في تلك السنوات، وكان الجزائريون ينتظرون مثل هذه الفرص للانتقام من المغرب، والدليل على ذلك أن احسينة تمكن من تسجيل هدف التعادل، لكن الحكم رفضه أمام اندهاش الجميع، وشعرنا بظلم كبير.< كيف كانت ردة فعلكم؟< لم يكن من الممكن أن نقوم بأي ردة فعل، فالمباراة كانت بحضور العديد من الشخصيات العربية، وكان يترأسها "سيدنا" لما كان وليا للعهد، وتابع المباراة إلى جانبه أحد الأمراء السعوديين وبعض الشخصيات العربية، ولم يكن أمامنا إلا تقبل الأمر الواقع. صلاح الدين محسن

ذكريات “حمودة”5

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محمد المزكلدي... مسار فنان14

جرائم من رحم مؤسسات تعليمية 2

مقالات ذات صلة