محمد المزكلدي… مسار فنان14

المزكلدي يغني في حضرة عبد الوهاب ينتمي الفنان محمد المزكلدي، إلى الرعيل الأول من المطربين المغاربة الذين أسسوا لبدايات الأغنية المغربية العصرية، ومن أوائل الفنانين الذين عرفوا بالأغنية المغربية بالشرق العربي خلال مرحلة الخمسينات، عندما قضى بأرض الكنانة أزيد من 6 سنوات، مكنته من الاحتكاك عن قرب بفطاحلة الطرب العربي . عبر هذه الحلقات تستعيد "الصباح" مع صاحب أغنية "العروسة" جوانب من مسار حياته الشخصية والفنية، وذكرياته مع شخصيات عاصرها. بعد مضي أزيد من سنة على مقامه بالقاهرة، بدأ محمد المزكلدي يستأنس بالأجواء هناك، خاصة بعد تمكنه من ولوج الإذاعة، والاحتكاك عن قرب مع مجموعة من الإعلاميين الذين عبدوا له الطريق، لاعتماده صوتا غنائيا، مثل فاروق شوشة ووجدي الحكيم وغيرهما.في تلك الفترة أيضا كان المزكلدي والسقاط يلتقيان بمجموعة من الأسماء الفنية الرائدة في مجال الموسيقى والتلحين، مثل زكريا أحمد ورياض السنباطي ومحمد القصبجي، وكانا يعرضان عليهم محاولاتهم الغنائية الأولى التي كان يلحنها السقاط ويؤديها المزكلدي بصوته.كان الرد من قبل هؤلاء الملحنين المصريين هو "أين هي الأغنية المغربية في كل ما تقدمونه؟" إذ كانت تلك المحاولات تقليدا للأغاني الشرقية ونسجا على منوالها في كل شيء.باءت كل محاولات المزكلدي والسقاط في أن تقبل أغانيهما في الإذاعة المصرية بالفشل، خاصة في ظل إصرار السقاط على التلحين بالطريقة الشرقية، إلى أن قررا اللقاء بالموسيقار محمد عبد الوهاب.ترتيب اللقاء كان عن طريق سكرتير الموسيقار المصري الخاص، الذي كان صديقا للمزكلدي إذ تعرف عليه بالإذاعة التي كان لعبد الوهاب مكتب بها. رتب السكرتير لهما موعدا مع عبد الوهاب الذي استقبل المزكلدي والسقاط بمكتبه.بعد الترحيب وكلمات المجاملة في مثل هاته المناسبات، أخذ عبد الوهاب عوده وسلمه إلى عبد الرحيم السقاط طالبا منه أن يسمعه شيئا رفقة زميله، فوقع اختيارهما على قصيدة "طال انتظارك" لأحمد البيضاوي التي غناها المزكلدي في حضرة عبد الوهاب وبمرافقة عزف السقاط على العود.بعد أن انتهيا من أداء القطعة سألهما عبد الوهاب عن ملحن الأغنية فأجاباه بأنها لأحمد البيضاوي، فعقب بأن الأغنية شرقية اللحن، ألا توجد أغنية أخرى بلحن وإيقاع مغربيين، فكان جوابهما بالنفي، إذ وجدا نفسيهما في حيرة من أمرهما فلم تكن هناك فعلا أغنية مغربية جديرة بأن تقدم أمام عبد الوهاب الذي نصحهما بالاشتغال على تقديم فن مغربي خالص يكون بطاقة تعريف بلدهما. كان لهذه الواقعة أثرها في نفس المزكلدي الذي طالب، بعد خروجهما من مكتب عبد الوهاب، صديقه السقاط بالتفكير مليا في ما قاله لهما الموسيقار المصري، لكن السقاط ظل مصرا على عدم الاستسلام وتقديم أغنية مغربية، فهو كان مهووسا بالطرب الشرقي، قبل أن يقتنع في ما بعد بضرورة الاشتغال على الأغنية المغربية التي سيصبح واحدا من أعلامها، وكانت انطلاقته من خلال أغنية "علاش يا غزالي" التي كتبها له أحمد الطيب العلج ولحنها نهاية الخمسينات بعد عودته إلى المغرب فكانت مفتاح شهرته ونجاحه، لتتوالى بعدها روائعه التي صنعت اسمه واحدا من أبرز الملحنين الذين تفتخر بهم الأغنية المغربية.بعد أن تبين للمزكلدي أن صديقه السقاط لم يكن مستعدا لتلحين أغنية مغربية، كما أنه لم يمض وقت طويل حتى قرر السقاط العودة إلى المغرب الذي حصل حينها لتوه على الاستقلال، ليظل المزكلدي وحيدا بالقاهرة مصرا على إثبات نفسه من خلال الأغنية المغربية بعد أن قرر التلحين لنفسه.عزيز المجدوب

محمد المزكلدي… مسار فنان14

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دواء بـ 3000 درهم يباع بـ 60 مليونا

ذكريات "حمودة"5

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات