عثر، قبل أسابيع، على كلب متشرد، ملقى على الأرض لا يقوى على الحركة، قلعت عيناه وخيط فمه، أثارت قضيته الرأي العام، وخرج العديد في مسيرات احتجاجية وخاضوا وقفات مطالبين بمعاقبة معذبي الكلب. تأكد للذين عاينوا هذا الحيوان، أن أيدي مشعوذين مست «راي»، واستطاعوا ممارسة طقوسهم عليه، دون رحمة أو شفقة. اقتنعت عينا الكلب، واستعملت في «وصفة» لجذب الحبيب، أو لجعله «تحت الصباط»، وخيط فمه لإنجاح وصفة تستعمل لإخراس الزوج، أو التحكم فيه. كل تلك الوصفات أنجزها المشعوذون الذين اختاروا «راي» ليكون ضحيتهم، دون شفقة أو رحمة. ما حدث مع «راي»، عاشه العديد من الحيوانات الضالة التي تجوب شوارع المدن. حيوانات صارت ضحايا مشعوذين،همهم الوحيد ممارسة طقوسهم «الغريبة»، وتحقيق أحلامهم الشاذة في الكثير من الأوقات، بعد ملاحقتها وتخديرها إذا اقتضى الحال. فإلى جانب الكلب «الراي»، عاشت قطط وسلاحف وغيرها، العذاب على أيدي أشخاص لا رحمة في قلوبهم، ضربوا عرض الحائط كل مشاعر الإنسانية، يشتغلون في شبكات منظمة، تضم الرجال والنساء والأطفال أيضا. يمارسون جلسات التعذيب على تلك الحيوانات، ويخلون سراحها، وكلما جابت الشوارع، غير قادرة على المشي، كلما نجحت الوصفة. تستمر معاناة تلك الحيوانات ، إلى أن تنفق متأثرة بجروحها وأيضا بتوقفها عن الأكل لمدة طويلة، بعد خياطة فمها. إيمان رضيف