كشفت مرحلة الانتقالات دوران الأندية الوطنية في حلقة مفرغة ، من خلال اعتمادها على الأسماء نفسها المتداولة في سوق الانتقالات.ولم تفرز سوق الانتقالات لاعبين جددا، إذ ظلت الأندية ومازالت تتصارع على جلب اللاعبين أنفسهم الذين شغلوا تعاقداتهم منذ الموسم الرياضي الماضي، ولم تفرز معطيات أخرى عن لاعبين جدد، بإمكانهم إغناء سوق الانتقالات. وما زاد ضعف الانتدابات لدى الأندية أن غالبيتها ترفض تسريح أجود لاعبيها، ومبادرتها إلى تجديد عقودهم، كما هو الشأن بالنسبة إلى الفتح الرياضي، الذي سعى إلى قطع الطريق على المتربصين بلاعبيه، الذين حظوا باهتمام واسع من جل الأندية التي تتوفر على سيولة مالية مهمة.وأمام ارتفاع تكاليف الانتدابات، اهتدت بعض الأندية ولجأت إلى أسلوب المقايضة، والذي غالبا ما تسعى الأندية المتضررة منه إلى تفاديه، كما أن نتائجه تكون سلبية في غالبيتها ولا تأتي بجديد.وتتجه مجموعة من الأندية إلى البحث عن لاعبين جدد في أندية الهواة والقسم الوطني الثاني لعدة أسباب، أبرزها أن لاعبي الهواة لا يكلفون ماديا كثيرا، كما أنهم يكونون بعيدين عن أعين بعض الوكلاء، في الوقت الذي تبحث فيه الأندية التي تنافس على الألقاب عن اللاعب الجاهز.وتشكل النقطة الأخيرة أحد أهم الأسباب التي كانت وراء تراجع التكوين لدى الأندية، إذ أن الكبرى منها والتي تنافس على لقب البطولة الوطنية وكأس العرش، تلجأ في العديد من المناسبات إلى إعارة لاعبيها لأندية الهواة والقسم الوطني الثاني، ليكتسبوا التجربة والعودة إليها بعد أن يكتمل نضجهم، فيما تظل نسبة اعتمادهم على لاعبي الأمل ضعيفة جدا، مقارنة باللاعبين الذين يتم انتدابهم من خارج الفريق.وأمام هذا النقص الكبير في اللاعبين الجاهزين، وضعف التكوين وارتفاع تكلفة التعاقدات، كسدت سوق الانتقالات الجارية هذا الموسم، علما أن جل الأندية اضطرت إلى تكبيل لاعبيها الجيدين بعقود طويلة الأمد، عسى أن توفر من خلالها سيولة مالية مهمة مستقبلا من جهة، ولضمان المنافسة على الألقاب من جهة ثانية.صلاح الدين محسن