قد ينصح الأطباء بعدم صيام الأطفال في مثل هذا الطقس المتميز بارتفاع شديد في الحرارة، غير أن مجموعة من الأسر تستجيب لطلبات أبنائها، خاصة الذين بلغوا سن العاشرة، ولو لنصف يوم.وارتبط صيام الأطفال بعادات وتقاليد، أهمها عدد ساعات الصيا م، إذ يسمح للطفل بصيام نصف يوم، ويطلب منه تناول إفطاره، وإتمام ما تبقى من اليوم في اليوم الموالي، إذ «أوهمت ابني أنه يمكن خياطة نصف يوم بآخر، ليصبح له أجر يوم كامل، وهذه عادة قديمة ورثها المغاربة عن أجدادهم» تقول أم شجعت ابنها البالغ من العمر 11 سنة على الصوم.إن كانت «خياطة» ساعات الصيام عادة، فإن إعداد لائحة مأكولات ومطالبة الأم بإعدادها، لم ترتبط بعادات، بقدر ما هي ابتكارات جديدة لأطفال الجيل الجديد، «أتذكر عندما صمت لأول مرة لم أطلب أي مأكولات معينة، بعكس أطفال هذا الجيل الذين يملون لائحة أطعمة لا علاقة لها بمائدة رمضان، فمثلا طلب مني ابني جلب حلويات أمريكية من مطعم «ماكدونالز»، وعصير مثلج».وترافق صيام أول يوم مجموعة من الطقوس، إذ يرفع الطفل في أول صيام له على سلم أو كرسي أو أي شيء عال لما لذلك من رمزية إلى الكبر، فيما تخضب أيادي الطفلات بالحناء. وغالبا ما يرافق الطفل والده إلى المسجد لأداء صلاة التراويح، بعد أن يحظى بلباس تقليدي. ومازالت بعض البوادي تحافظ على عادة قديمة تتجلى في جلوس الطفل على غطاء البئر في أول صيام له، وهو طقس يرمز إلى العطاء والمحبة. غالبا ما ترافق هذه الطقوس الصيام الأول لطفل في التاسعة، أما الأطفال الذين يبلغون سن الحادية عشرة سنة، فتدفعهم بعض الأسر المغربية إلى صيام يوم وإفطار آخر، رغم أن الأطباء يحذرون من ذلك، لما لذلك من مخاطر صحية، خاصة أن رمضان يتزامن هذه السنة مع الصيف وارتفاع في الحرارة.ض.ز