تشتهر الجديدة بتوفرها على نوعية جيدة من السردين فاقت شهرته الحدود المغربية. وكان ميناؤها على مر السنين مقصدا للشاحنات من مختلف المدن المغربية للتزود بهذه المادة، قبل أن تتراجع كما حدث لباقي المدن الساحلية بعد هجرة السردين نحو الجنوب، لتزايد الطلب عليه من جهة ولكثرة بواخر الصيد التقليدي والقوارب العشوائية من جهة ثانية. وتتعدد طرق تقديم وجبات السردين بالمدينة ذاتها وبنواحيها، خاصة أزمور، وتكاد لا تخلو أي مائدة من موائد سكانها من طبق شهي لسمك السردين أثناء وجبات الفطور الرمضاني. وتتنوع الأطباق لتصل إلى ثماني وصفات مختلفة عن بعضها البعض. ويعرف استهلاك السردين في رمضان بالجديدة على الخصوص، إقبالا منقطع النظير وهو ما يرفع سعره إلى 15 درهما و20 حسب العرض والطلب.وقالت مينة جبران، امرأة تقطن بالحي البرتغالي المطل على البحر، أن هناك طرقا عديدة لطهو سمك السردين، منها المقلي ومنها المشوي على الفحم ومنها المشوي في الفرن. وأضافت المرأة المتخصصة في تقديم وجبات مكونة من السردين، أنها اعتادت على طهو السردين بطريقة اخترعتها منذ سنوات تعرف ب»السردين كواري بالمساخن». وتتمثل في طحن السمك وخلطه بأعشاب مختلفة لإعطائه نكهة خاصة تثير شهية الجائعين، وتدفعهم إلى الإقبال عليها بنهم كبير.وسردت المرأة ذاتها الوصفات الثمان، التي تتوزع على تقديم السردين، عبارة عن كويرات مشوية على الفحم وكويرات في الطجين بعد مزجها بالأرز. وأضافت أن الطريقة الثالثة والرابعة والخامسة يقدم فيها السردين عبارة عن «شريكات» مقلية في الزيت، أي واحدة فوق واحدة بعد ملئها بالتوابل والبقدونس و»القزبرة» والثوم ويمكن تقديمها على الصيغة ذاتها مطهية في الفرن، أو عبارة عن «طاجين».وهناك طريقة سادسة وسابعة، تتمثل في شي السردين كما هو فوق الفحم مع رشه بالملح ويقدم أيضا عبارة عن «لاطا» في الفرن، مع إضافة البصل والطماطم و»الحامض» إليه، ولا يتم إدخالها إليه (أي الفرن) إلا بعد الانتهاء من طهو الخبر تفاديا لشيوع رائحته التي تلتصق بالخبز. وأما الطريقة، أو الوصفة الثامنة، فيقدم فيها السردين مقليا بشكل انفرادي دون إضافة التوابل إليه.في سياق متصل، نصحت حياة لابلانطي طبيبة مختصة في التغذية بتناول السردين مرتين في الأسبوع على الأقل لتوفره على البروتينات والأحماض الدهنية غير المشبعة، والكالسيوم والحديد والأملاح المعدنية ولسهولة هضمه، ويستحسن عدم أكله مقليا لأنه يحتوي على زيوت ويمكنه الاحتفاظ بزيت القلي أيضا. وأضافت أن أخصائيي التغذية ينصحون بتناول السردين لأنه من أجود الأسماك لصغر حجمه، فكلما كانت الأسماك صغيرة، كلما كانت بعيدة عن التلوث البحري، لأن الأسماك الكبيرة تجوب المحيطات وتتعرض لحمل السموم.أحمد ذو الرشاد (الجديدة)