يعوضان الكحول في الفضاءات الترفيهية "استهلاك المعجون والكالة، يتضاعف ثلاث مرات، خلال رمضان"، هي الخلاصة التي انتهت إليها أبحاث لجمعية القافلة الوطنية "لا للمخدرات"، حسب منسقها العام، عبد الصمد تحفي.ويرجع الارتفاع، أساسا، إلى الانقطاع عن استهلاك الكحول، وتحول رمضان، لدى عدد من الفئات، إلى قرين للسهر والسمر الليلي، يتطلب إبداع طقوس من أجله، فيكثر الإقبال على تجريب "المعجون"و"الكالة".وفي البيضاء، يتنافس المدمنون من الأحياء الشعبية، خلال رمضان، في مسابقة جهوية غير رسمية، حول أي منطقة ستبدع الخلطة الأشد تخديرا من مادة المعجون.وتشير المعطيات المتوفرة، إلى أن التنافس يصل أشده، لتتم الاستعانة بمواد لا تخطر على بال، وتبدأ بإدخال العقاقير الطبية الخاصة بالأمراض النفسية والعقلية في تركيبة المعجون، وصولا إلى أعشاب ومواد من أصل حيواني ونباتي، يبيعها العطارون.ولا يتوقف تنافس صناع المعجون ومستهلكوه من مختلف مناطق البيضاء، عند من يبدع الخلطة الأكثر تخديرا في هذا الموسم، بل يولون عناية خاصة، وعلى طريقة المصانع الكبرى، لعملية اختيار الاسم المناسب الذي سيضمن أوسع انتشار للخلطة.وتبرز معلومات استقتها "الصباح"، أن الساحة تحبل، حاليا، بخلطات بأسماء "ماوكلي"، و"قاتلة"، و"شكيليطة"، و"القرطاسة"، و"عتقوني"، وهي العلامات المبتدعة بمناطق المدينة القديمة، ودرب السلطان، والحي المحمدي.وحسب جمعيات عاملة في مكافحة استهلاك المخدرات، تعوض هذه الأنواع، ومعها "الكالة"، المصنوعة أساسا من "النفحة"ومواد إضافية، الكحول، في عدد من الفضاءات الترفيهية، التي تنظم سهرات موسيقية لمناسبة رمضان، كما تجد طريقها إلى مقاهي "الشيشة".وفي تلك الفضاءات، وغيرها، توجه إلى كل فئة عمرية، الخلطة الملائمة لها، إذ تشير المعلومات المتوفرة، إلى أن "شكيليطة"، خلطة موجهة أساسا للإناث، و"قرطاسة"لليافعين والمراهقين، وكلما ارتفع السن، ارتفع الثمن، وارتفع معه تركيز المواد المخدرة والعقاقير في الخلطة.أما "الكالة"، فظل مستهلكوها، هم أنفسهم، خلال بقية أشهر السنة، وكالسجائر، لا بد لهم من وضع جرعات منها، فوق لثاتهم، سبع مرات على الأقل، طيلة ليلة رمضانية.وتشير بعض المعلومات، إلى أن الكثير من المتوافدين على أقسام المستعجلات، خلال رمضان، بسبب الإسهال واضطرابات الجهاز الهضمي، يكونون من مستهلكي "المعجون"و"الكالة".امحمد خيي