الحرارة ورمضان يرخيان بظلالهما على استئنافية فاس

الشهر المبارك صادف أول حضور لبلكورة الرئيس السابق لجماعة مكناس لجلسات محاكمته حرارة فاس حارقة ألهبت شوارعها قبل إداراتها العمومية المكيفة والمتكيفة مع هذه الأجواء، ورفعت من درجة سخونة قضايا جنحية وجنائية معروضة على أنظار مختلف غرف محكمة الاستئناف بقاعتيها. في يوم رمضاني صعب، صادف مثول أبي بكر بلكورة الرئيس السابق لجماعة مكناس، في أول حضور لجلسات محاكمته ومن معه في ملف جنائي ثقيل، بعد تخلفه في ثلاث محطات سابقة. الحركة عادية زوال الثلاثاء خارج البناية، الجاثمة في موقع استراتيجي بين شارعي محمد الخامس والحسن الثاني. عائلات غادرت المحكمة لتوها بعد مناقشة ملفات أقاربها الجنائية والجنحية في مرحلتها الاستئنافية أو تأجيل ذلك، وما زالت جاثمة قرب الجدار الحديدي الواقي محتمية بما حملته من أوراق أو قبعات، في انتظار أحكام تتمناها مخففة عكس نظيرتها الابتدائية. وعكس هذا الهدوء المشوب بالحذر، تبدو الأمور أكثر حركية داخل المحكمة. الحركة بالطابق الأسفل أقل من نظيرتها ببهو نظيره الأول خاصة بفضاء بين قاعتيها. عشرات الأشخاص من الجنسين، تفرقوا فرقا في دردشات تطغى عليه الأجواء الرمضانية، إن فيما بينهم أو مع محامي أقاربهم المتابعين في ملفات رائجة بالقاعتين الغاصتين بحضورهما المتراص بكراسي خشبية ملتصقة. 35 ملفا جنائيا القاعة الثانية مختنقة بحضورها ورقم ملفاتها الجنائية الاستئنافية المعروضة على أنظار هيأة الحكم، التي فاقت 35 ملفا. أجساد النساء والرجال والأطفال، ملتصقة ببعضها في حميمية غير مستحبة في يوم رمضاني. الأعين الشاحبة تحملق في وجوه قضاة الهيأة، أملا في التقاط مجريات مناقشة كل ملف على حدة، خاصة أمام استعصاء ذلك لعدم تشغيل مكبرات الصوت المجهزة بها هذه القاعة. 63 متهما ومتهمة، ينتظرون أدوارهم للمثول أمام هيأة الحكم، إن بين المعتقلين الذين أحضروا من سجني بوركايز وعين قادوس، أو بين حضور القاعة من المتابعين في حالة سراح بعد إتمامهم العقوبات المدانين بها ابتدائيا. الترقب سيد الموقف، ودقات قلوب الأقارب أكثر خفقانا خوفا من الآتي من أحكام ترهن أجزاء من أعمار ذويهم بين أسوار السجن الحاجبة ثقل معاناة لا تنتهي. جرائم السرقة المقترنة بظروف التشديد بشكل فردي أو جماعي، الأكثر تداولا بتلك القاعة، كما التزوير في وثائق رسمية وعرفية واستعمالها والتغرير بقاصرين وهتك عرضهم والاختطاف والاحتجاز والاغتصاب الناتج عنه افتضاض أو حمل، والقتل العمد ومحاولته والضرب والجرح المفضي إلى عاهة مستديمة وإضرام النار، وغيرها من الجنايات الثقيلة بفصولها وعقوبتها السجنية. 30 حكما الأمور أكثر سخونة في القاعة الأولى المقابلة، حيث تعرض ملفات الجنح أمام غرفة الجنح الاستئنافية باستئنافية فاس الموكول إليها النظر في ملفات مستأنفة وافدة عليها من مختلف المحاكم الابتدائية التابعة للدائرة القضائية خاصة بفاس وتاونات وصفرو وبولمان. هيأة الحكم أصدرت في بداية الجلسة صباحا، 30 حكما في حق 33 متهما، قبل أن تتفرغ لمناقشة والنظر في 39 ملفا آخر. 17 ملفا جنحيا من تلك الملفات المحكومة، تتعلق بحيازة المخدرات ونقلها واستهلاكها ومحاولة الاتجار فيها وتسهيل استعمالها على الغير بعوض وزراعة القنب الهندي، وغالبيتها صدرت فيها أحكام بالتأييد مع الإبقاء على العقوبة الحبسية أو تخفيضها والغرامات، فيما بدت ملفات السرقة ومحاولة والمشاركة فيها، قليلة نسبيا. ناقشت المحكمة 28 ملفا واستمعت إلى المتهمين فيها والمرافعات قبل إدراجها في التأمل أو المداولة، وأخرت النظر في باقي الملفات إلى تواريخ لاحقة لأسباب مختلفة، ما عطل إنهاء البت فيها بنصف ساعة خصمت من توقيت جلسات قسم جرائم الأموال بالقاعة نفسها، إذ كان حضور نوعي ينتظر خارجها، الشروع في محاكمة بلكورة ومن معه، في ملف أجل البت فيه ثلاثة مرات. محاكمة بلكورة ومن معه نحو الواحدة زوالا لفظت القاعة ما بها من حضور، فاسحة المجال لحضور مختلف. بين الصفوف أخذ نحو 40 شخصا أماكنهم فوق الكراسي، قبل أن تسمع دقات على باب جانبية، تراءى منها أعضاء هيأة الحكم المكلفة بالبت في ثلاثة ملفات جنائية فقط اثنان منها خاصة بجرائم الأموال والثالث متعلق بالسرقة الموصوفة بالتعدد واستعمال مفاتيح مزورة صدر فيه حكم بإدانة المتهم سنتين حبسا موقوف التنفيذ. أما الملف الثاني فيتعلق باختلاس أموال من شركة "بريد بنك" يتابع فيه موظف في حالة سراح، أمهلته المحكمة في جلسة سابقة لإعداد دفاعه، فيما مثل بلكورة وزوجته وابنه لأول مرة أمام المحكمة بعد تخلفهم في مرات سابقة، لكن الملف لم يكن جاهزا لمناقشته، بسبب استمرار تأخر أم زوجته وابني مستشار ببلدية مكناس ومتهمين آخرين وثمانية شهود من أصل 28 شاهدا، قررت المحكمة استدعاءهم بقيم. يوم 27 يوليوز الجاري هو التاريخ المقبل الذي حددته المحكمة لمحاكمة بلكورة و17 متهما آخر، يتابعون بجنايات وجنح مختلفة، على خلفية اختلالات عرفتها بلدية مكناس لما ترأسها بلكورة المنتمي إلى العدالة والتنمية، قبل إعفائه من مهمته إثر تقرير أعدته المفتشية العامة بوزارة الداخلية، قبل أن يجد نفسه أمام قسم جرائم الأموال، الذي شرع في محاكمته في يوم رمضاني لا ينسى. حميد الأبيض(فاس)

الحرارة ورمضان يرخيان بظلالهما على استئنافية فاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حجز كيلوغرامين من الشيرا بالرباط

حارس أمن حاول سرقة نصف مليار

مقالات ذات صلة