تراجعت وفود السياح الفرنسيين نحو المغرب بشكل ملحوظ، خلال النصف الأول من السنة الجارية، علما أن فرنسا تصدر ربع السياح الذين يزورون المغرب. وأفادت معطيات إحصائية أعلنت عنها نقابة وكالات الأسفار الفرنسية، أن الوجهة المغربية عرفت تراجعا بناقص 46 %، خلال الفترة الممتدة بين يناير و ماي الماضي، وذلك بالمقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية. وأرجع مهنيو السياحة هذا التراجع إلى تراكم عدد من الأحداث التي أثرت على خيارات الفرنسيين بخصوص وجهاتهم السياحية، إذ لم يعد المغرب ضمن الوجهات الخمس الأولى المفضلة لدى الفرنسيين. وساهم في هذا التغير عدد من الأحداث، من قبيل قضية اختطاف وقتل المرشد السياحي الفرنسي "هيرفي كورديل" بفصل رأسه عن جسده من قبل جماعة إرهابية بالجزائر في شتنبر الماضي، وما صاحب هذه القضية من تغطية إعلامية تكون في بعض الأحيان مضللة وتعطي الانطباع أن منطقة شمال إفريقيا تعيش كلها حالة من الانفلات الأمني، لتأتي بعد ذلك المخاوف من انتشار فيروس "إيبولا" في عدد من البلدان الإفريقية، ليليها الهجوم الإرهابي على مجلة "شارلي إيبدو"، من موجة كراهية لكل ما له علاقة بالدين الإسلامي، وجاءت أحداث "كوبنهاغن" ثم الأحداث التي عرفتها تونس في مارس الماضي، التي ذهب ضحيتها سياح أوربيون. وتأثرت صورة المغرب بشكل كبير لدى الرأي العام الفرنسي، بعد أن صنفت الخارجية الفرنسية المغرب ضمن 40 وجهة سياحية ذات مخاطر يتعين على الفرنسيين الراغبين في زيارتها اتخاذ احتياطات كبيرة.ع. ك