حيل “البزناسة” بفاس للاحتراز

يوظفون زوجاتهم وأبناءهم لإيهام الشرطة يبدع مروجو المخدرات في رمضان، حيلا حاجبة لحقيقة إغراقهم السوق بمختلف السموم المهربة من كتامة أو المنتجة محليا، بسبب تضييق الخناق عليهم من قبل المصالح الأمنية التي اختارت «تنقية» الأحياء الراقية والهامشية منهم قبل ساعات من حلول هذا الشهر الكريم في حملات ما زالت متواصلة وأوقعت برؤوس أينعت، بمواقع تخلصت مؤقتا من «باروناتها» ومن يدور في فلكهم. ولم يعد بعضهم ومن يجندون في هذه التجارة المربحة، يعرضون سلعتهم الفاتكة بأجساد شباب «مبلي»، «على عينك يا ابن عدي» إن بمنازلهم وأوكارهم أو خلف طاولات معدة ظاهرا لبيع الحلويات والسجائر بالتقسيط، ولترويج الشيرا وما جاورها خلسة، بل يحاولون عبثا إبعاد كل الشبهات عنهم بإخفاء هذه البضاعة المحظورة، بعيدا عن مراكز وجودهم والزبناء والزبونات والأعين المتلصصة. ولم تعد مشاهد من قبيل صفوف الشباب المتراصة أمام بنايات مختصة في بيع المخدرات علنا، بحثا عن حاجتهم من «البلية»، ممكنة أمام الحملات الأمنية التي ضربت هذه التجارة في عقر ديارها، بل تم تغييرها بطرق أكثر دهاء خوفا من «السقوط» في قبضة الأمن، وقضاء ما تبقى من شهر المغفرة، بين أسوار السجن.تراهم يخفونها بمجاري مياه الصرف الصحي، وبثقب بأسوار بنايات مجاورة، وفوق أبوابها وبكل موقع بعيد عنهم وأعين الفضوليين ممن يمكن أن يفشوا أسرارهم. لذلك قد لا تبدو عليهم أي شبهة حتى إذا قصدهم المشتري وهمس في آذانهم تراهم يومئون إلى أطفال أو شباب مجندين، بإشارات كاشفة للطلب وقيمته، ليعود المجند بضع دقائق ويعود محملا بالكمية التي يسلمها لحاملها بطريقة سرية.ويستعين مروجو المخدرات بمختلف أنواعها في هذا الشهر العظيم، بمساعدين لهم من الأطفال والشباب وحتى أبنائهم وبناتهم، ممن يجندون لترويجها بأسعار تزداد التهابا وتتفاوت خاصة الشيرا و»القرقوبي» اللذين تضاعف سعرهما مرتين أو أكثر، حسب درجة سخاء الزبون وادخاره للوفاء بحاجياته من هذه «البلية» التي تغرقه في دوامة البحث عن آليات الإجهاز على الذات عن سبق إصرار. من يعاين وقوف الزبون وتحرك «مجند الخدمة» على إيقاع حركات وهمسات وإشارات مشغله، لا يمكن أن يشك قيد أنملة في خبايا أمور وأسرار هذه التجارة، إلا الذين على دراية بها بحكم القرب من البارونات أو الملاحظة الدقيقة، ممن يمكن أن يكتشفوا «حداكة» وحنكة مروجي الشيرا والكوكايين والهيروين و»الكزكازة» والأقراص المهلوسة المستهلكة بشكل لافت ليلا بين المغرب والفجر. هذا الإقبال المتزايد يزيد من سعر المادة المخدرة المستهلكة في هذا الشهر المبارك الذي يشكل فرصة مواتية لمروجيها للكسب المضاعف على حساب دفء جيوب وصحة مدمنين يتحولون في غالب الأحيان لأدوات مطيعة تسخر كالخواتم في الأصابع ومؤهلة لتنفيذ عمليات إجرامية لتدبر تكاليف جرعات تخمد نار «نشوة» تتأجج نهارا في غياب إرادة حقيقية للإقلاع عن الإدمان.وكلما ضيق الخناق على المروجين والبارونات والطرق التي يسلكونها للتزود بهذه المواد من منبع إنتاجها بمنطقة كتامة ونواحي إقليم تاونات، إلا وتضاعف سعرها في السوق المحلية الذي يخضع بدوره إلى التوازنات المطلوبة بين العرض والطلب، كما لو تعلق الأمر ببورصة لا تخضع إلى قوانين محددة، إلا مزاجية عارض هذه البضاعة المتحكم في إرادة طالبها مهما كان جنسه.ونجحت الحملات الأمنية التي باشرتها مصالح أمن فاس، قبل حلول رمضان، في فرملة أنشطة عدة أشخاص مختصين في ترويج هذه السموم، في إطار حملات تطهيرية وتمشيطية سطرها مسؤولو القطاع خلال هذا الشهر الذي يكثر فيه الإقبال عليها، إذ لم تدخر فرقة محاربة المخدرات، جهدا في القيام بواجبها الذي أثمر اعتقالات في صفوف بارونات المخدرات. وفي ظرف قياسي استطاعت بتنسيق مع مصالح أمن المنطقة الأمنية الأولى بالبطحاء، أن توقف 10 مروجين لتلك المواد في المدينة العتيقة وضاحيتها، بينهم «صيد ثمين» له سوابق قضائية متعددة، خاصة بعد مداهمة وكر لمروجي المخدرات بجنان السويسري بمنطقة الجنانات، حيث تم حجز 100 كيلوغرام من مادة الكيف وثلاثة كيلوغرامات من الشيرا، كانت معدة لإغراق السوق المحلية. ولم تقتصر الحملات على هذه البقعة، بل طالت عدة أحياء أخرى، إذ لا يمر يوم دون تقديم أشخاص إلى ابتدائية المدينة بتهم مسك المخدرات ونقلها وتسهيل استعمالها على الغير، إذ عرض أكثر من 7 أشخاص زوال الجمعة الماضي على أنظار الغرفة الجنحية التلبسية بعد إحالتهم في اليوم نفسه على النيابة العامة التي تابعتهم في حالة اعتقال، في انتظار جولة جديدة لمحاكمتهم.حميد الأبيض (فاس)

حيل “البزناسة” بفاس للاحتراز

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بـنـعـطـيـة يـشـغـل أوربـا

عبد الله إسوفغ... كاتم أسرار عبد الكريم الخطيب8

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات