أطفال ونساء لترويج الكوكايين

أغلب المتورطين في جرائم الضرب والجرح والسرقات بتطوان من المدمنين في الوقت الذي تتجه فيه فئة عريضة من الصائمين مباشرة بعد أذان المغرب والإفطار إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، تقصد مجموعة أخرى أماكن معروفة بترويج المخدرات، وضمنها مقاه شعبية بمنطقة جبل درسة. وتفيد معلومات استقتها «الصباح» من مصادر متطابقة، أن المروجين، يكثفون أنشطتهم خلال رمضان، لتلبية الطلب المتزايد، وأن وتيرة حركتهم تتزايد بعدد من الأحياء والمناطق التي تعتبر نقاطا سوداء بتطوان كغابة الصنوبر بجبل درسة وحي الإشارة وجامع المزواق. ويجمع سكان تطوان، على أن غابة جبل درسة الخاضعة لنفوذ الدرك، تتحول خلال رمضان إلى جزيرة معزولة، تخضع للسيطرة الكاملة لشبكات ترويج المخدرات، نظرا لوعورة مسالكها وصعوبة التنقل بين أزقتها من قبل العناصر الأمنية، الذين يستعصي عليهم في غالب الأحيان، تحديد أماكن وجود المروجين الكبار الذين يتسلحون بمخابئ بالغابة المذكورة تمكنهم من ترويج سمومهم لباعة التقسيط وبعض المدمنين بكل حرية، بعد أن يبتدعوا طرقا جديدة للإفلات من المراقبة الأمنية، عن طريق تجهيز الأطفال بهواتف محمولة لإشعارهم بأي شخص غريب يتوافد على المنطقة. ورغم الحملات التطهيرية، التي تقوم بها المصالح الأمنية ضد مروجي المخدرات في هذه المنطقة، بين الفينة والأخرى، والتي تسفر عن اعتقال عدد كبير من المزودين والعشرات من المبحوث عنهم في عدة قضايا مختلفة، يظل الجهاز الأمني عاجزا عن الحد من هذه الظاهرة ، بسبب عجز رجال الدرك عن وضع حد لتلك الأنشطة الإجرامية بالمنطقة سالفة الذكر التي تمثل نقطة سوداء لمختلف الأجهزة الأمنية بالمدينة. ووفق ما استقته «الصباح» لقي تدخل مصالح الأمن تحت إشراف والي أمن المدينة، ترحيبا كبيرا من قبل سكان هذه المنطقة في رسالة إلى مصالح الدرك الملكي التي فشلت في مواجهة بؤر الجريمة، بغابة الصنوبر بجبل درسة، علما أن النيابة العامة أصدرت تعليماتها إلى فرقة الشرطة القضائية في الكثير من المرات، للقيام بالأبحاث اللازمة للقبض على الجناة الذين يتخذون من هذه الغابة مخبأ لهم لمزاولة نشاطهم بكل حرية، من أجل تقديمهم إلى العدالة، بعدما لم تسفر تدخلات الدرك عن نتائج ملموسة. وتضيف المصادر ذاتها، نقلا عن مصادر أمنية، أن أغلب المتورطين في جرائم الضرب والجرح والسرقات، والقتل التي تقع في رمضان بتطوان، مقارنة مع باقي أشهر السنة، هم من المدمنين على المخدرات. على أنه يتوجب الإشارة إلى أن ظاهرة السرقة، ترتفع أيضا خلال الشهر نفسه، لما لها من ارتباط وثيق بضرورة توفير المبالغ المالية الضرورية لشراء المخدرات، ولا يقتصر الأمر على الشباب فحسب، وإنما بالفتيات ممن يكن مرغمات في عدة أحيان إلى ممارسة الدعارة لتوفير صنوف المخدرات التي يتعاطونها خلال رمضان. ووفقا لمصادر «الصباح»، فإن الإقبال على تعاطي المخدرات الصلبة، يتضاعف استثناء خلال رمضان، إذ يستهلك على نطاق واسع بالنسبة إلى مدمني الكحول، ممن يجدون ضالتهم في هذا المخدر القوي، وذلك نتيجة إغلاق الحانات خلال رمضان. واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن نساء من أعمار مختلفة أصبحن يمتهن تجارة المخدرات، فلا تخلو سجلات المصالح الأمنية من شبكات نسائية تعمل على ترويج ونقل المخدرات خاصة عبر المعبر الحدودي باب سبتة. في السياق ذاته، أوقفت فرقة من المصلحة الولائية للشرطة القضائية، الخميس الماضي، شخصين بحي جامع المزواق، ينتميان إلى عناصر شبكة منظمة تعمل على توظيف نساء في نقل كميات مهمة من مخدر الشيرا، انطلاقا من تطوان إلى مراكش، إذ تبين للمحققين عند تنقيطهما في الناظم المعلوماتي أنهما مبحوث عنهما، بموجب عدة مذكرات بحث من طرف مصالح أمن مراكش، إثر ورود اسميهما في قضايا تتعلق بترويج المخدرات في المدينة نفسها. وبالرجوع إلى حيثيات القضية فإن المعنيين بالأمر تبين من خلال التحريات والأبحاث الأولية التي أجرتها الفرقة الأمنية على أنهما يتحدران من مراكش وليسا من سكان تطوان. وحسب اعترافاتهما فإن دور النسوة ينحصر فقط في نقل كميات مهمة من مخدر الشيرا مقابل 500 درهم للكيلوغرام الواحد على اعتبار أن النساء لا يثرن الشبهات. يوسف الجوهري (تطوان)

أطفال ونساء لترويج الكوكايين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السراج ينهي ارتباطه ببركان

القرقوري مسؤول عن الانضباط بالرجاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات