الرباط تستعصي على التطور

اختناق في حركة النقل وأزبال تغطي الشوارع وأحياء صفيح تتناسل الرباط، المدينة المطلة على نهر أبي رقراق الذي حظي لوحده بمشروع ضخم وعد بجعل الرباط منافسا شرسا لأجمل عواصم العالم. الرباط، عاصمة المغرب الإدارية، "مدينة الأنوار"، "عاصمة الثقافة والعلم"، "المدينة الخضراء"، "مدينة التراث الإنساني العالمي"، "وجهة السياحة الثقافية والبيئية"... صفات ألصقت بعاصمة المملكة، دون أن تتمكن من جعل سكانها ينعمون برغد العيش، أو على الأقل كرامة العيش. ولم تنجح المشاريع والأوراش الكبرى بالمدينة، في تحقيق قفزة نوعية في مجال التنمية في مختلف المناحي، وتضخ دماء جديدة في شريان الحياة بالمدينة، إذ تتكسر على صخرة المشاكل الهيكلية التي بسطت سيطرتها على عاصمة فشلت في تدبير نفاياتها، ومازالت شوارعها وأحياؤها حتى الكبرى منها، تغرق بين الفينة والأخرى، في ظلام دامس، في وقت ينتظر فيه أن تكون الرباط "مدينة الأنوار"؟مازال سكانها عالقين في وسائل لنقل عمومي يمعن في الدوس على كرامة مستعمليه، ومازالت دور الصفيح تقاوم الزوال، وقد تجاور أرقى أحياء المدينة التي تعج بالباعة المتجولين وعرباتهم التي غزت شوارعها، واتخذت من مختلف الأحياء مقرات رسمية لها. تحت حصار الاحتجاجات الرباط، التي اشتهرت بأنها عاصمة إدارية، الصفة التي ألبست المدينة طابعا من الهدوء يفرضه تمركز مختلف الإدارات بها، فرضت بدورها نمطا خاصا للعيش ينطلق تمام السابعة صباحا، فتشهد المدينة حركية مثيرة، لتدخل في سبات منذ أن تبدأ الشمس في المغيب.هدوء المدينة هذا وروتين الحياة بها لا تقطعه، إلا أصوات المحتجين، التي لا تنقطع من هذا الشارع، إلا لتصدح في شارع آخر، أو أمام مؤسسة عمومية، أو وزارة، أو مقر حزب سياسي، منتميا كان للمعارضة أو الأغلبية، ليظل مقر البرلمان، ملتقى المحتجين بامتياز. وضع جعل الرباط تتحول إلى عاصمة للاحتجاج عن جدارة واستحقاق، بشكل لا يكاد يمر معه يوم دون أن تشهد المدينة مسيرات احتجاجية، لغاضبين من مختلف القطاعات، منها ما يمر ب"سلام"ن ومنها، سيما تلك التي يقودها عاطلون بمختلف تنسيقياتهم، ما ينتهي بمسلسل هوليودي من المطاردات والكر والفر بين طالبي الشغل وقوات الأمن.احتجاجات الغاضبين لم تستثن أي قطاع، وبات مشهد تجمهر العشرات، وأحيانا المئات بالقرب من مقر البرلمان مشهدا عاديا يؤثث المعيش اليومي لسكان العاصمة، فعلى على بعد أمتار قليلة من بناية المؤسسة التشريعية، وفيما يحتج عدد من الشباب، بصدريات ملونة تشير إلى صفاتهم زرقاء وخضراء إشارة إلى هوياتهم كحاملين لشهادات عليا وعاطلين عن العمل، من كل المستويات والفئات فيهم الحاصل على الإجازة وفيهم الحاصل على الماستر، فيهم التنسيق الميداني للمجازين المعطلين، وفيهم أصحاب محضر 20 يوليوز، يجوبون شارع محمد الخامس، مرديين شعاراتهم المطالبة بالتوظيف المباشر، يقف غير بعيد عنهم، وامام ساحة البريد، المحاذية للبرلمان، ناشطون حقوقيون تصدح حناجرهن بمطالب حقوقية وإقرار المساوات، ونبذ العنف ضد النساء وتجريم زواج القاصرات، وخلف الساحة، وبالضبط أمام وزارة العدل، تتناوب جماعات، منهم أصحاب البذل السوداء أيضا على استعراض مطالبهم والتنديد بالتضييق أو المضايقات التي يتعرضون إليها، بينما تنتظم فئات أخرى في مسيرات احتجاجية تتخذ من الوزارة الوصية عن القطاع المعني منطلقا لها صوب مقر البرلمان، فيخرج الممرضون والأطباء بوزرتهم البيضاء للتنديد بقرار أو آخر لوزير الصحة، ويشكو الأساتذة المقصيون من الترقية بالشهادات "الحيف" الذي تعرضوا إليه.تحول المدينة إلى عاصمة للاحتجاجات بامتياز، تؤكده معطيات إحصائية لدراسة حديثة حول خريطة الاحتجاجات في المغرب، خلصت إلى أن المغرب شهد 17 ألف فعل احتجاجي سنة 2012، نسبة كبيرة منها نظمت في مدينة الرباط، احتل فيها مطلب الشغل نسبة 42 في المائة والسكن 27 في المائة، والإصلاح السياسي 5 في المائة.هجر المغلي "الفراشة" يجتاحون الشوارع انتشرت ظاهرة " الفراشة"، التي تعني الباعة المتجولين، المحتلين للملك العمومي بالرباط، كباقي المدن، لكن لم يكن منتظرا أن تتم بشكل مكثف لتوسع حجم ودائرة الفقراء، جراء غياب سياسة تنموية.ونزح عدد من المهمشين من ضواحي العاصمة، من منطقة زعير، وزمور، على الخصوص، وتمارة والصخيرات، وبوزنيقة، طلبا للشغل، رغم غياب فرصه، لأن قطاع البناء غير موجود في الرباط، إلا في حي الرياض الجديد، فيما خصصت ولاية الرباط، والجماعات المحلية بعض المهن المؤقتة جدا، إن صح التعبير، وتهم " تعشيب" بعض الحدائق، ووضع بعض الأزهار حينما تحل مناسبات معينة، لذلك فشلت الرباط أن تكون عاصمة منافسة لعواصم مدن العالم، لأنها لا تتوفر على نموذج تنموي، إذ حتى القطاع السياحي يفتقد للمقومات الاستقطابية، لأن الحكومات والمسؤولين المحليين، لا يتوفرون على خطط إعادة تشييد المباني التاريخية، إذ يحبذ السائح الأجنبي اكتشاف حضارات الشعوب وليس الاستمتاع بما يتوفر عليه، مثل باريس التي تستقطب لوحدها أزيد من 30 مليون سائح، لأنها تتوفر على معالم تاريخية، تنتج فرص عمل، وهي قصر "فرساي"، الذي يزوره سنويا 15 مليون سائح، ومتحف "اللوفر" ومعلمة " برج إيفل" 15 مليون سنويا، كما يزور قصر الحمراء بغرناطة بإسبانيا 8 ملايين سائح سنويا.وبما أن العاصمة تضم مقار الحكومة والوزارات، فإنها لم تستقطب الاستثمار الأجنبي، سوى ما خطه الملك محمد السادس، من مشاريع تهم ترامواي الرباط، وقنطرة أبي رقراق، ومتحف الرباط، وبواخر الترفيه، وحديقة التجارب. وأمام انسداد الأفق خرج الناس إلى الشوارع، بحثا عن الرزق، عبر احتلال الملك العمومي في كافة شوارع العاصمة، خاصة شارع محمد الخامس، الذي يضم مقر البرلمان، وهو الشارع الذي يفتقر لمكونات جمالية المدن العالمية.واحتج التجار على انتشار "الفراشة"، لأنهم ساهموا في كساد السوق، ببيعهم كل ما يحتاجه المواطنون بثمن بخس، في حين يؤدي التجار ضرائب، ويوفرون مناصب شغل، ما رفع من تكاليف الإنتاج. ورفع العشرات من الباعة المتجولين، شعارات بمقر مجلس المدينة بالرباط، تندد بالمسؤولين، وتتهمهم بالفساد، وتثمن عاليا سلوك الملك محمد السادس، الذي عبر عن غضبه، ورفض حضور حفل مبرمج لتقديم "البرنامج الوطني لتجارة القرب"، بمقر ولاية الرباط، إذ ترك قرابة 300 منتخب ومسؤول بمدن المغرب ينتظرون، حتى دخل عليهم محمد حصاد، وزير الداخلية، ليؤكد لهم أن الملك لن يحضر، لأن البرنامج الوطني لإدماج الباعة المتجولين، غير مقنع بتاتا.وقاطعت شعارات " الفراشة"،" عاش الملك"، و"ليسقط الفاسدون" تدخلات المستشارين في إحدى دورات المجلس، إذ اقترح عليهم منحهم أكشاك قرب سوق النهضة، في حين أن الحل يكمن في إحصائهم أولا وبشكل مضبوط، ومنحهم خياما عصرية، سهلة التركيب والتفكيك، برخص مرقمة، وأداء رسوم للجماعات، في إطار رواج تجاري والعمل على تخصيص أماكن محددة في كل حي من أحياء الرباط، كي يتنقلوا فيها طيلة الأسبوع، وذلك على طريقة ما يجري في أوربا، إذ يمكن لمجلس مدينة الرباط، استلهام نموذج المدن التي له معها علاقة توأمة.أحمد الأرقام عاصمة "الأنوار" تغرق في الظلام داخل أزقة حي قصر البحر بالعكاري غرب الرباط، أعمدة كهربائية معطلة وظلام دامس ينتابك من ورائه خوف رهيب، وأنت تتجول داخل الأزقة الضيقة لهذا الحي التاريخي الذي يعتبر مسقط رأس عدد من الشخصيات الفرنسية والوطنية البارزة، ضمنهم رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران.وغير بعيد عن المنطقة، بات محيط مستشفى مولاي يوسف مكانا مفضلا للعديد من العائلات لرمي النفايات، ما يشكل خطرا على المرضى المصابين بمرض الحساسية، ويتزامن استمرار هذه المشاكل مع دخول شركة "أفيردا" اللبنانية التي عوضت مؤقتا شركة أوزون، ووعدت بحل الإشكال المطروح على صعيد المدينة.ليس وحده حي العكاري من يعاني مشكل النفايات وغياب الإنارة الكافية، بل أحياء أخرى بدوار الرجا في الله والمحاريك والقامرة والشابانات على الطريق الساحلي للرباط، إلى جانب دواوير هامشية تابعة لمقاطعتي اليوسفية وحسان، تعرف هي الأخرى إشكالا في تدبير النفايات.ويظهر أن هناك تباينا من حيث التغطية الخاصة بشركات النظافة التي تسهر على تدبير نفايات العاصمة الإدارية، إذ تكاد تغيب الحاويات في بعض النقط السوداء بالأحياء الهامشية بمقاطعتي اليوسفية ويعقوب المنصور، فيما الأحياء الراقية تشهد غير ذلك.ويرى إدريس الرازي رئيس مقاطعة حسان التي يوجد ترابها ضمن العديد من المآثر التاريخية كصومعة حسان والوداية والمدينة العتيقة، أن المنحة المخصصة للإنارة من قبل مجلس المدينة تبقى غير كافية للمقاطعة التي يقودها باسم حزب الأصالة والمعاصرة، مشيرا إلى أن هناك تغييرا جديدا في الميثاق الجماعي سيسمح بموجبه الحصول على الدعم الكافي من أجل التغلب على هذا الإشكال في المستقبل.وأوضح الرازي في حديث مع "الصباح" أن البرنامج الحالي الذي شرعت المقاطعة في تطبيقه حول موضوع الإنارة والذي سيمتد خلال ثلاث سنوات المقبلة، سيتزامن مع المشاريع المزمع تطبيقها لجعل الرباط عاصمة الأنوار.وحول مشكل النظافة، أكد الرازي أن الشركة اللبنانية "أفيردا" أظهرت تحسنا كبيرا في معالجة المشكل مؤقتا، مضيفا أنه من المحتمل أن تصبح هذه الشركة ابتداء من غشت المقبل، بصفة رسمية هي المخول لها تدبير نفايات العاصمة الإدارية.من جهته، اعتبر البرلماني محمد مدهون والنائب الثاني لرئيس مجلس مقاطعة يعقوب المنصور عن حزب "الجرار"، في حديث مع "الصباح" أن مجلس مدينة الرباط هو المسؤول عن النظافة والإنارة و"الآن يعرف بدوره اختلالا بين المعارضة والأغلبية"، مشيرا إلى أن الرئيس الحالي للمجلس لم يستطع ضبط الأمور في عدد من الملفات التي تعتبر حيوية للعاصمة الإدارية.عبدالحليم لعريبي النقل العمومي... الجحيم رغم أن عاصمة المملكة، تتوفر على كل وسائل النقل العمومي، من حافلات و"طاكسيات" بنوعيها، انضاف إليها قبل ثلاث سنوات مولود جديد، "الطرامواي"، حد بشكل جزئي من الاكتظاظ التي تشهده وسائل النقل، إلا أن مشكل النقل بارز بقوة، ويشكل أحد مؤرقات سكان العاصمة، يجثم على أنفاسهم، ويحول رحلة قصيرة من منازلهم إلى مقرات العمل أو لقضاء إحدى المصالح، جحيما يوميا يتجرعون مرارته، أيا كانت وسيلة النقل التي اختاروها.حافلات النقل الحضري، التي كانت في الثمانينات والتسعينات يضرب بها المثل، من حيث احترام ركابها، وتأمين رحلة آمنة ومريحة لهم، فلم يكن يسمح بتكديس الركاب في الحافلة، وكان الجميع يحظى بمقعده، كبيرا وصغيرا، وهو الوضع الذي تحول اليوم، إلى حلم بعيد المدى، فالحافلات، صارت عبارة عن وعاء معدني كبير بأقل عدد ممكن من الكراسي، حتى يسهل ملؤه بالعديد من "الأجساد" التي يلتصق بعضها بالبعض الآخر. وضع الطاكسيات بدوره لا يختلف كثيرا، فعلاوة على حالة سيارات الأجرة المتردية، المشكل هنا يكمن في محطة الطاكسيات، التي تحولت إلى حلبة للمصارعة والشجار، يزاحم فيها "الخطافة" أصحاب الطاكسيات، ويفرضون تعريفتهم الخاصة، فيما يصر أصحاب الطاكسيات على اختيار وجهات دون غيرها، كانوا سائقين لسيارات الأجرة الكبيرة أو الصغيرة التي ترفض نقل ثلاثة أفراد مجتمعين، وأحيانا اثنين، إلى وجهاتهم باستثناء إن قبلوا دفع ضعف السعر.مشاكل النقل، يعتبرها مسؤولو مجلس المدينة، من بين المشاكل المورثة، ورغم أن عدد سكان الرباط مستقر، إلا أن 60 في المائة من سكان سلا وتمارة يفدون على المدينة يوميا، وكانوا في السابق يستعملون الحافلات، التابعة للوكالة الحضرية للنقل، التي لم تتم تصفيتها النهائية إلا خلال أبريل الماضي، فرغم إنهاء العمل بالوكالة الحضرية للنقل إلا أن نظامها ظل مستمرا لسنوات. ولم ينجح بدوره نظام منح خطوط لشركات، وتوقيع اتفاقية مع "فيوليا" في إطار التدبير المفوض، التي قررت بعد 18 شهرا الرحيل. هذا الانسحاب خلق مشكلا كبيرا لمجلس مدينة الرباط، الذي اقتنع أخيرا بأن قطاع النقل يعرف عجزا هيكليا انعكس على التجمع السكاني الذي يضم ثلاث مدن، وجعل المجلس يخلق شركة "العاصمة"، مكنت من شراء مواقع الاستغلال بكل من سلا وتمارة بعدما كانت تكترى في السابق، وأصبح بالإمكان الشروع في إعادة تأهيل القطاع بشراكة مع وزارة الداخلية، يقوم أساسا على إدماج نظامي الطراموي والحافلات، على المستوى القانوني، وأيضا في مجال التعريفة.هـ . م أحياء الصفيح تهزم مشاريع التعمير أصبحت لعبة سياسية تجلب الأصوات و تعبر عن فشل الانتخابات وتخلف الأحزاب شيدت "البراريك" في ضواحي المدن الكبرى، على عهد الاستعمار الفرنسي، إثر نزوح الفلاحين الفقراء، الذين انتزعت منهم أراضيهم من قبل المعمرين، في هجرة جماعية للعمل في البناء والمصانع والتجارة، وشكلت نواة للمقاومة الحضرية، لكن بعد حصول المغرب على استقلاله، توسع نطاق البناء العشوائي "للبراريك"، ليتخذ منحى عمرانيا أطلق عليه مدن الصفيح، جراء تكاثف الهجرة القروية،، وأدخلت ثقافة "ترييف" المدن ضد منطق العصر.دواوير "الدوم"، و"الحاجة"، و"الكرعة"، و"الكورة"، و"مدام موطو"، و"بيزنطة" و"المعاضيد"، و"بلاد عطوش"، و"بلاد لحليب"، كلها أسماء تؤكد إفلاس المنتخبين المحليين، والسلطة المحلية في تحقيق شعار" مدينة بلا صفيح" في عاصمة المملكة.وحسب المعطيات المتوفرة، فإن السلطات والمنتخبين، تواطؤوا على تشجيع بناء مدن الصفيح بالمغرب، عوض المدن الصناعية، لأجل كسب أصوات السكان في الانتخابات، من خلال توظيف أقاربهم في المجالس الترابية، من جماعات ومجالس عمالات وأقاليم وجهات، بشكل مكثف وصل إلى 200 ألف موظف، نصفهم موظفون أشباح، بينهم من غادر المغرب، منذ سنين، أو عبر توفير الماء والكهرباء لهم مجانا، وهي الفئة التي تعاني، التهميش والفقر المدقع، والانقطاع عن الدراسة، والتفكك الأسري، وغياب تنظيم للأسرة، لأنها هي الأكثر عددا من حيث الأطفال.كما استفادت الدولة من أصوات سكان الصفيح، لدعم كفة المرشحين، الذين نالوا "رضى" السلطة، في إطار اقتسام المنافع، ومن ثم فازت "أشبه بنخبة" تتنفس تبادل المصالح، وتنشر سياسة "ترييف المدن"، وتغيير ملامح المدينة العصرية، وجعلها أشبه بالأرياف، سلوكا وثقافة، عوض حل مشاكل السكان وتطوير ثقافة المدن.وسنقدم أمثلة على بعض الدواوير السكنية، مثل دوار "الكرعة" بحي يعقوب المنصور يتقاطع مع شارع السلام، والذي كان يضم بين 2500 براكة إلى 3 آلاف، عاش سيناريو متنوعا، من خلال مشاريع الترحيل، الأول في 1986، بتمويل خليجي، إذ وضع حجر الأساس، بتركيبة تقنية ومالية، لإحداث عمارات سكنية، ومحلات تجارية تهم 766 أسرة، لكن الحلم تبخر، بعدما تبخرت أموال مشروع إعادة الإسكان، ثم وضع مشروع ثان في 1992، رصد له أيضا غلاف مالي، لكنه بدوره تبخر، ولم يفتح بصدده أي تحقيق قضائي، والنقاش جار لنقلهم خارج المدار الحضري نحو عين عودة، الملاذ الجديد لتشييد مدينة جديدة، على مساحة 200 هكتار لإيواء جزء من سكان صفيح الرباط.كما اختفى مشروع إعادة إسكان قاطني دوار "لكوارة" الذي ارتبط بمخطط 2004، الذي أخفق المسؤولون عنه في تطبيقه في 2006، جراء تخاذل الولاية، وكذا المنتخبين.كما فشل المسؤولون في حل إشكالية قاطني دوار "زريرات" داخل حي الفتح قرب الحزام الأخضر، يضم 53 براكة. قيل إنه تم توزيع بقع أرضية عليهم في عين عودة، ولا يعرف هل نقلوهم جميعهم، أم فرخت براريك أخرى.كما أن دوار "الكورة" يضم 2200 أسرة يعرف مشاكل ترحيل تهم المرحلة الثالثة، ودوار" لكوارة "يضم ألف براكة، ودوار "مادام موطو" بين 30 براكة و40، قرب دوار رجاف الله، بشارع الحسن الثاني، ودوار "بلاد عطوش" بين 40 براكة و50 قرب شارع المجد، ودوار "بلاد لحليب" 50 براكة.ويشكل البناء العشوائي "للمعاضيد" خطورة كبرى، على أرواح السكان، لأنه آيل للسقوط، إذ شيد على شكل شبكة عنكبوتية، في أزقة ضيقة جدا، وعلى أرض هشة، ويضم 25 ألفا من السكان، علاوة على ما تبقى من سكان كيش الأوداية، وهي الأراضي التي بنيت بها المدينة الجديدة حي الرياض، لكن رغم عملية الترحيل، ظلت هناك 170 أسرة، منهم من ذهب إلى القضاء، للاستفادة من شقق. 9000 أسرة بالكريانات أكد بنعبد الله أن 9000 أسرة تقطن بمدن الصفيح بالرباط، مضيفا أن توفير السكن لهذا العدد من الأسر يتطلب 300 هكتار، وهو ما اعتبره "عبئا ثقيلا على الدولة"، مضيفا أن تمسك الأسر بالبقاء في المكان نفسه الذي تقطن فيه يعد أمرا مستحيلا بسبب نقص مساحة الوعاء العقاري، مشددا على أن الحكومة والدولة لا يبيعان الوهم، وأن خيار ترحيلها إلى عين عودة وتمسنا، هو الأوحد. أحمد الأرقام مراكز القرب... ساحة صراع سياسي في مدينة مليونية مثل الرباط عاصمة المملكة، تعد ثلاثة مراكز سوسيو رياضية للقرب الموجودة على ترابها، وأخرى في طور الإنجاز، أقل بكثير من العدد المطلوب، لسد احتياجات المواطنين من مرافق رياضية في المستوى.وتعاني العاصمة نقصا كبيرا في المنشآت الرياضية المخصصة للمواطنين، ولسكان الأحياء الهامشية، فباستثناء حي يعقوب المنصور وحي الرياض وحي المحيط التي تتوفر على مراكز قرب سوسيو رياضية، أحدثت بشراكة بين وزارة الشباب والرياضة والجماعة الحضرية للرباط، طبقا للمعايير المتعارف عليها في دفتر التحملات، وتتضمن تجهيزات رياضية في المستوي، فيمكن القول إن باقي الملاعب الموجودة بمختلف الأحياء خاصة على الخط الساحلي، معدة للواجهة فقط.ومع اقتراب موعد الانتخابات، تأجج الصراع بين الحركة الشعبية باعتبارها الوصي على قطاع الشباب والرياضة، والأصالة والمعاصرة بالنظر إلى إشرافه على تدبير جماعة يعقوب المنصور، التي تضم كثافة سكانية كبيرة بالعاصمة من جهة، وتوفرها على اثنين من أكبر المراكز سوسيو رياضية من جهة ثانية.ودخل القطبان السياسيان في صراعات في الآونة الأخيرة، وصل موضوعها حاليا إلى محند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية ووزير الشباب والرياضة، بحكم أن العديد من الجمعيات التي تنشط بمركب الأمل تعمل تحت ظل هذا الحزب أو ذاك، وهو ما تسبب في محاولة كل حزب فرض سيطرته على مرافق هذا المركب الذي يعد القلب النابض للرياضة بالرباط.وتدر مراكز القرب أموالا كثيرة على أصحابها، وبشكل خاص على الجماعة الحضرية لمدينة الرباط، بالنظر إلى الكم الهائل من الشباب الذي يقبل عليها، في غياب فضاءات أكثر جودة، ذلك أن السومة المحددة لاستغلالها تتراوح بين 170 درهما نهارا، و270 مساء للساعة الواحدة، إذ أن جل المراكز سوسيو رياضية تتوفر على عشب اصطناعي لا يرقى للممارسة الرياضية، كما أنها لا تتوفر على مستودعات اللاعبين وأماكن مخصصة للاستحمام بعد نهاية النشاط الرياضي، والذي ينحصر عادة في ممارسة كرة القدم.وتعاني مراكز القرب غياب الإطار القانوني لها، إذ أن تدبيرها يطرح العديد من علامات الاستفهام، ويتعين إلحاقها بمصلحة مرافق الدولة المدبرة بطريقة مستقلة، بحكم أنها تدر دخلا قارا، يصل إلى ملايين الدراهم سنويا، وأن مراقبة هذه الأموال لا تخضع لمعايير مضبوطة من طرف القطاع الوصي أو من طرف مسؤولي الجماعة الحضرية.وتواجه العاصمة الرباط زحف الاسمنت على غرار المدن الكبرى بالمغرب، الشيء الذي طرح الكثير من الصعوبات في توفير الوعاء العقاري لإحداث مراكز قرب سوسيو رياضية في بعض الأحياء التي تعاني خصاصا في البنيات التحتية الرياضية، إذ يبقى مركز القرب لحي النهضة آخر منشأة رياضية يجري إحداثها ومن المنتظر أن تنتهي الأشغال بها بعد سنتين.وساهم استغلال الأندية العريقة بالعاصمة للمنشآت الرياضية بالمدينة، في الزيادة من حدة الطلب على إحداث مراكز القرب، كما هو الشأن بالنسبة إلى استغلال الفتح الرياضي لفضاء الأمل الرياضي والذي يضم قاعة متعددة الاستعمال وفضاءات لممارسة كرة القدم ورياضات أخرى، واستغلال المركب الرياضي مولاي الحس بحي النهضة، الذي يعد من الأحياء الأكثر كثافة سكانية بالرباط.صلاح الدين محسن الوالي يعرقل المشاريع خفت حدة الصراعات داخل مجلس الرباط بين بعض المستشارين ورئاسة المجلس، في شخص فتح الله ولعلو، حول تنزيل بعض المشاريع التي يصادق عليها داخل دورات المجلس، لكنها تجد صعوبة كبيرة لحظة ترجمتها إلى الواقع، بسبب “مزاج” الوالي الذي يبقى هو الآمر بالصرف، نظرا لخصوصية الرباط، كما يفرض ذلك الميثاق الجماعي.وعكس ما يحدث داخل أسوار مجلس المدينة من هدوء، فإن المقاطعات التابعة للرباط، تعيش على إيقاع خلافات وصراعات حادة بسبب تحقيق السبق في إخراج بعض المشاريع، التي تعرضت في وقت سابق إلى “بلوكاج”، إلى حيز الوجود، وذلك قبل أن يدركها موعد الانتخابات. ففي مقاطعة يعقوب المنصور اندلعت “حرب” كلامية بين نشطاء الأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية حول من له الفضل في إحداث ملاعب القرب. وللاقتراب أكثر حول ما إذا كانت مشاريع مجلس الرباط تتعرض إلى “بلوكاج” ما، بسبب صراعات ممثلي الأحزاب داخل المجلس نفسه، اتصلت “الصباح” بعبد الفتاح زهراش، عضو مجلس المدينة، الذي قدم مؤشرا واحدا يدحض فرضية هذا “البلوكاج” الذي يتم الحديث عنه في الكواليس، منطلقا من التصويت على الحساب الإداري للمجلس كل سنة بالإجماع، باستثناء مرة واحدة امتنع فيها عضو عن التصويت. وتعد ورقة الحساب الإداري المحدد الرئيسي في وجود أو عدم وجود خلافات داخل المجلس، لأنها هي المرجع المالي الذي قد يختلف بشأنه. وإذا كان زهراش قد برأ مجلس فتح الله ولعلو من أي “بلوكاج” للمشاريع، بسبب خلافات أعضائه إن وجدت، فإن مصدرا آخر من داخل المجلس، فضل عدم ذكر اسمه، حمل مسؤولية تعثر جملة من المشاريع التي يصادق عليها داخل دورات المجلس، إلى مؤسسة الوالي، الذي يبقى هو الآمر بالصرف في مجلس الرباط، وليس الرئيس، عكس باقي الجماعات المحلية على طول خريطة الوطن. ويأمل منتخبون أن يتحرك الوالي عبدالوافي الفتيت بسرعة قبل فوات الأوان من أجل تنفيذ ما تمت المصادقة عليه داخل المجلس، بدل الاستمرار في ترك كل ما صودق عليه من قبل من انتخبهم “الشعب” في رفوف مكتبه، أو في أحسن الأحوال بمكتب الكتابة العامة التي تتحرك ببطء السلحفاة. وينتظر الرباط التي تتوسع أفقيا على مستوى بنياتها التحتية الكبرى، صيف ساخن، خصوصا أن التيارات السياسية الفاعلة في مجلس المدينة، انصرفت إلى تهييء لوائح مرشحيها بحثا عن ضمان حضور قوي في التجربة المقبلة، وتجاوز سلبيات التجربة السابقة التي تسببت في أحيان كثيرة في تعطيل عجلات المجلس الذي يستعد الاشتراكي فتح الله ولعلو إلى مغادرته. عبدالله الكوزي

الرباط تستعصي على التطور

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الموسم الكروي ينطلق نهاية غشت

طرائف العدول5

مقالات ذات صلة