الوردي نبه إلى ارتفاع الكلفة الصحية للداء الصامت و50 % منهم يجهلون إصابتهم دق الحسين الوردي، وزير الصحة، أجراس الإنذار، ونبه إلى أن داء السكري انتشر بوتيرة سريعة بين أوساط المغاربة، لدرجة أصبح معها الداء مشكلا للصحة العمومية، ومكلفا اقتصاديا وصحيا. وكشف الوردي الذي تحدث خلال إطلاق الحملة الوطنية للتحسيس بداء السكري، أول أمس (الاثنين) بالرباط، أن عدد المصابين بداء السكري في المغرب يتراوح بين مليون ونصف مصاب ومليونين عند الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 20 سنة، ينضاف إليهم 15 ألف طفل مصابون هم الآخرون بالداء، قبل أن ينبه إلى أن المثير والخطير في الأمر هو أن 50 في المائة من المرضى يجهلون في واقع الأمر إصابتهم بالداء.وأوضح الوردي أن خطورة المرض تكمن في أنه مرض مزمن صامت ومتطور، ويعد أول أسباب الإصابة بالعمى والقصور الكلوي الحاد النهائي، وبتر الأعضاء السفلى، مضيفا أن وزارته تتكفل في المراكز الصحية التابعة إليها بـ 580 ألف مريض، فيما تبلغ الميزانية السنوية التي ترصدها وزارة الصحة لاقتناء الأدوية المتعلقة بداء السكري 145 مليون درهم، مشيرا إلى أن 53 في المائــة من نفقــات التأمين الإجباري عن المرض المرتبطة بالأمراض المزمنة تخصص لداء السكري.من جهته، اعتبر مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي وصف داء السكري بـ"أحد الأمراض الفتاكة في المغرب"، أن جهل 50 في المائة من المصابين بداء السكري إصابتهم بالداء، وعدم تجاوز عدد المتكفل بهم 600 ألف مصاب فقط، يعني أن "هناك أزمة تواصلية تحسيسية على مستوى المجتمع".وفيما شدد عبد العزيز عدنان، المدير العام للصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي، خلال اللقاء الذي نظمته الوزارة لإطلاق الحملة الوطنية للتحسيس بالداء، تحت شعار "جميعا ضد السكري"، على ضرورة تعزيز المنظومة الصحية، من خلال توسيع التغطية الصحية وتعزيز الوقاية، باعتبارها ركيزة أساسية للحد من الأمراض، كشف أن داء السكري يمثل نسبة 40 في المائة من المؤمن لهم المصابين بأمراض مزمنة، مضيفا أن الصندوق يسجل سنويا 6064 حالة جديدة.وبدوره، نبه الجيلالي حازم، المدير العام للوكالة الوطنية للتأمين الصحي، إلى أن موارد التأمين الإجباري تتزايد بنسبة 10 في المائة في السنة، في الوقت الذي تتزايد فيه المصاريف بنسبة 17 في المائة، مضيفا أن نسبة النفقات المرتبطة بالأمراض المزمنة تمثل 50 في المائة من مجموع نفقات التغطية الصحية الإجبارية.إلى ذلك، تهدف الحملة الوطنية التي تندرج في إطار الاتفاقية المبرمة بين وزارة الصحة والوكالة الوطنية للتأمين الصحي والصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي، قصد الوقاية من الأمراض المزمنة والمكلفة مثل داء السكري، (تهدف) إلى الإخبار حول أنواع داء السكري وعوامل الاختطار، وأعراضه المبكرة ومضاعفاته والتحسيس بأهمية الكشف المبكر، واتباع نمط عيش سليم وتمكين مرضى السكري من تحسين التكفل بمرضهم، علاوة على إشراك مهنيي الصحة وجميع المتدخلين من المنظمات غير الحكومية في رفع مستوى الوعي وتثقيف المرضى، وإشراك وسائل الإعلام في مجال التوعية حول مرض السكري ومضاعفاته.وتتوزع الحملة التي رصد لها غلاف مالي يناهز 15 مليون درهم، على ثلاث فترات، تهم الأولى حملة رمضان (يونيو- يوليوز)، والثانية تتزامن مع اليوم العالمي لداء السكري (نونبر- دجنبر)، فيما تتزامن المرحلة الثالثة مع اليوم العالمي للصحة (أبريل- ماي).هجر المغلي