شهدت العاصمة الاقتصادية في 15 أبريل 1962 ميلاد نجمة، ستخلد اسمها بمداد من فخر، وستكتب جزءا من تاريخ الرياضة الوطنية، بحبر من ذهب، وسترفع راية الوطن عاليا.نوال المتوكل، أول امرأة عربية وإفريقية تتذوق حلاوة الذهب الأولمبي، حينما أحرزت ذهبية 400 متر حواجز، في أولمبياد لوس أنجلوس 1984، لتنطلق مسيرتها الرياضية على أفضل نحو، مستثمرة إنجازها التاريخي، لتبلغ أعلى الدرجات وأسماها محليا وعالميا. حكاية نوال مع التألق ترويها لقراء “الصباح” منذ البداية، بأدق تفاصيلها، إلى أن أصبحت نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، بفضل ذكائها ونبوغها، بعيدا عن مضمار السباق، الذي قادها إلى كل هذا التألق. حكاية نوال مع التألق ترويها في فصول ومحطات، وتفتخر أن محطتها الأولى كانت رفقة والدها في فضاء “كازابلانكنيز”. ثقة محمد السادس كانت حافزا لمواصلة التألق اعتزلت نوال المتوكل سباقات العدو، إلا إنها لم تبتعد عن المجال الرياضي، بل وجدت لنفسها مجالا فسيحا في الإدارة، فتولت العديد من المناصب الرفيعة في بلدها، بدءا من منصب نائب رئيس جامعة ألعاب القوى عام 1992 ، ثم عضو اللجنة الأولمبية الوطنية في العام الموالي ، وصولا إلى سكرتيرة الدولة للشباب والرياضة عام 1997. وعلى المستوى الدولي تقلدت نوال المتوكل أيضا مناصب غاية في الأهمية، إذ تم انتخابها عضوا بالمكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى عام 1995، ثم عضوا في اللجنة الأولمبية الدولية عام 1998.تقول نوال عن هذا المسار، "كان لابد لي أن أظل قريبة من المجال الذي صنعت فيه اسمي، فانخرطت في عالم التدبير والإدارة، ساعدتني في ذلك، الشهادات التي تحصلت عليها بالولايات المتحدة، إضافة إلى إنجازاتي الرياضية".وكما حققت المتوكل العديد من الألقاب والميداليات والإنجازات لبلدها، فإن وطنها لم يفته تكريمها، فاختارها العاهل المغربي محمد السادس ضمن الوفد الرفيع الذي قام بعرض ملف المغرب لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010، كما قلدها العاهل المغربي وسام المكافأة الوطنية من درجة قائد في غشت 2004.ورغم كل هذا المسار الطويل من النجاحات في الملاعب وخارجها، إلا أن تاريخ 27 يوليوز 2004 يظل عالقا في ذهن العداءة المغربية حدثا لا ينسى، إذ اختارتها اللجنة الأولمبية الدولية رئيسة للجنة تقييم ملفات المدن الخمس المتقدمة بطلب استضافة أولمبياد 2012، وهي مدريد، ونيويورك، ولندن، وباريس، وموسكو.وخلال هذه المهمة الجديدة حظيت المتوكل بتقدير عالمي من أعلى المستويات السياسية والشعبية على مستوى العالم، لم تنله أي من الشخصيات الرياضية العربية، إذ التقت شخصيات بارزة في عالم السياسة، بداية برئيس وزراء إسبانيا، خوزيه لويس ثاباتيرو، والرئيس الفرنسي جاك شيراك في قصر الإليزيه، ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، وكذلك استقبلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فأضحت سفيرة للرياضة العربية بامتياز."ستظل الثقة التي حظيت بها من طرف العاهل المغربي، أبرز هذه المحطات، لأنها زادتني شحنة قوية، ورفعت معنوياتي إلى أقصى الحدود، ودفعتني نحو تسلق الدرجات لتمثيل المغرب في أعلى المستويات". نورالدين الكرف