كثيرة هي الطرائف المهنية التي تمر خلال العمل اليومي على عدد من العدول، تختلف باختلاف الزبناء وعقلياتهم، إذ أن منهم من يؤمن أن العدل في بعض الملفات هو المشرع وكل ما يقوم به هو من صنع يديه، والحديث عن القانون أو المشرع ليس إلا من صنيعه، ومن ثم تبدأ المشكلة. نصب تحت مسمى عقد زواج تختلف طرق النصب، باختلاف النصابين والضحايا، والهدف يكون في حالات معينة لا يرقى إلى المجهود الذي بذل فيه، من تلك الحالات ما تعرض له عدل من قبل راغب في الزواج.لم يكن يتصور للحظة أن فيلم الزواج لم يكن للغاية نفسها وإنما لأجل النصب عليه. يحكي العدل أنه حضر إلى مكتبه شخص وأخبره برغبته في الزواج، وأن يتكلف بصفة شخصية بكتابة عقد قرانه، حدد الموعد معه على أساس أن كتابة العقد ستكون في منزل العروس وليس في مكتبه. ولأجل حبك الدور جيدا وعد العريس العدل بإكراميات مهمة وبالتكفل ببنزين السيارة وكل ما يحتاجه. غاب العريس المفترض بعض الوقت وعاد في مساء اليوم نفسه لأجل اصطحاب العدل وزميله معه إلى مكان الاحتفال، في الطريق طلب منهما التعريج على حي قريب من مكان العرس لكي يحضر الكاميرا لتصوير الاحتفال، على اعتبار أن ذلك اليوم يشكل أهم يوم في حياته، لم يمانعا في اصطحابه إلى المكان المقصود، بالنظر إلى أن السيارة التي كانوا يمتطونها ترجع ملكيتها لأحد العدلين. خلال الطريق أخذ الزوج المفترض يحكي لهما عن فرحته وعن استعداده القيام بأي شيء لأجل أن يعقد قرانه بفتاة أحلامه، استمر في الحديث قبل أن يطلب منهما التوقف، لأجل جلب الكاميرا، وطلب منهما انتظاره إلى حين عودته، وهو ما استجابا له، مر وقت ليس باليسير قبل أن يعود الزوج المفترض إلى السيارة، ولم يكن يحمل في يده أي كاميرا أو آلة تصوير، وإنما كان يصطحب معه طفلة صغيرة، ظنا في البداية أنها قريبته، وطلبا منه الإسراع على اعتبار أ نهما مرتبطان بموعد ثان في الليلة نفسها، إلا أن الزوج المفترض باغتهما بطلب غريب بعض الشيء، لم يفهما مغزاه إلا بعد مدة، فقد طلب منهما أن يمداه بمبلغ 200 درهم إلى حين الوصول إلى مكان العرس، لأنه لا يحمل معه أي مبلغ مالي. تفاجأ العدلان لذلك الطلب ولم يفكرا كثيرا في الإجابة إذ أخبراه أنهما لا يحملان معهما أي مبلغ مالي، فطلب منهما الانتظار مرة أخرى إلى حين إرجاع الطفلة. لم يشكا في أمره لحظة وظلا ينتظران في المكان نفسه عودته لأجل الذهاب إلى بيت العروس، لكن طول الغياب الذي استمر لأزيد من ساعة، بدأ يثير بعض الشكوك، حول ذلك العرس المزعوم، هل الأمر حقيقة أم مجرد لعبة من ذلك الشخص لأجل النصب عليهما في 200 درهم. حاول العدلان إبعاد تلك الأفكار والتماس أعذار للعريس في غيبته التي طالت، وبعد أزيد من الساعتين على الانتظار في ذلك المكان، اكتشفا أنهما بالفعل كانا عرضة لعملية نصب لم تكتمل فانفجرا بالضحك على ما أصابهما وعلى الليلة التي أمضياها في الخلاء في انتظار "عريس نصاب" كانت غايته فقط الحصول على 200 درهم، وألف ذلك السيناريو الطويل العريض.كريمة مصلي