رفيق عبد الكريم الخطيب وكاتم أسراره. كان عبد الله إسوفغ، الملقب «باتريس لومبابا» المغرب، ضمن المجموعة الأولى التي أسست الحركة الشعبية الدستورية، وشاهد عصر» على أحداث كبرى شهدها المغرب قبيل الاستقلال وبعده، أهمها الصراع التاريخي بين القصر وجزء من الحركة الوطنية، ثم حروب التصفيات الجسدية بين حزبي الاستقلال والشورى والاستقلال. حضر ابن قصور وزوايا تاكونيت عمليات ومفاوضات اندماج الحركة الشعبية الدستورية وحركة الإصلاح والتوحيد لتشكيل حزب العدالة والتنمية، كما يعتبر ذاكرة العمل النقابي بالمغرب وأحد مؤسسي الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب. بعد ذلك بقليل، بدت لي هذه الأسئلة غير مجدية، وكانت ضربا من خيالي، إذ سرعان ما دون اسمي الشخصي واسمي العائلي (نصراتي) في لائحة التلاميذ. يوم الاثنين 19 أكتوبر، كما قلت، طلب منا الالتحاق بالمدرسة/ القسم. وأذكر من شدة الفرح بأني قطعت المسافة بين الدوار والمدرسة حافي القدمين، وسرت على هذا الحال حوالي ستة كيلومترات.في الطريق التقيت بوالدي، الذي بدا متعبا بعد إنهاء مرحلة عقوبة (كورفي) حكم بها عليه مشغله الفرنسي، بسبب خطأ ما ارتبكه، فسألني عن وجهتي في هذا الوقت، فأجبته مسرعا:- عيطو علينا..أنا غادي نقرافكر مليا، ثم ربت على كتفي، وقال لي «سير الله يساهل عليك»، ثم أكمل طريقه إلى الدوار وأكملته بدوري إلى المدرسة.وصلنا إلى المدرسة باكرا، كنت رفقة اثنين من أبناء عمي. كان الانبهار باديا علينا كما الدهشة من المكان الذي نتعرف عليه لأول مرة بهندسة جديدة تختلف عما ألفناه في الدوار والمسيد.في باب القسم، كان المعلم الفرنسي الذي اذكر اسمه جيدا «مسيو لوبراص» يقف شامخا. تطلع إلينا بنظرات واثقة، قبل أن يطرح علي سؤال بدارجة عربية متقطعة:- أشنو يبغي نتاأجبته مرتبكا: أنا يبغي يقرا..أنا يبغي يقراطأطأ رأسه هنيهة، ثم تطلع في من جديد وقال لي:-ماشي مشكل، لكن ما اسمك؟- عبد الله بن مبارك ولد علي النصراتيابتسم وقال:إذن أنت ابن مبارك وعائلة النصراتي القاطن بدوار كذا وعمه هو كذا...أجبته: أجل، قبل أن يقول لي إنه يجب علي الالتحاق بالمحلقة لتغيير اللقب.غادرت المدرسة مسرعا في اتجاه الملحقة، مرفوقا بعمي الذي كان يشتغل، آنذاك، في القوات المخزنية وبالضبط في فرقة «الكوم».في الملحقة، سألني الموظف عن الغرض من الزيارة، فناب عمي في الجواب، قبل أن يردف بأن أحسن اسم أو لقب يمكن أن يكون «ميني إسوفغ» نسبة إلى اسم ضيعة أو جنان كان في ملكيته يمارس فيها بعض الأنشطة الزراعية، وكانت من أحب ممتلكاته.أجابه الموظف، لماذا لا تحذف الكلمة الأولى من الاسم، أي «ميني»، وتحتفظ بالاسم الثاني، أي إسوفغ، وهي كلمة أمازيغية تعني الدواء أو العلاج، أو الترياق.عدت من جديد إلى الحجرة الدراسية، وأعطيت الأستاذ الفرنسي الاسم الجديد بعد حذف الكلمة الأولى، وقبل من قبل الإدارة وسجلت نفسي في لوائح التلاميذ الجدد تحت هذا الاسم الجديد.عدت حافيا إلى الدوار الذي يبعد بحوالي ستة كيلومترات عن المدرسة وأنا أحمل صفة تلميذ، وليس فقط «طالب في الجامع»، وهذا فرق كبير في ذلك الوقت حين كان التعليم العصري بمثابة معجزة.يوسف الساكت