تـيـسـيـمـا … مـدرسـة الـظـل

آلاف الشباب مارسوا سنوات في وضعية صعبة في ملعب سماه الحسن الثاني قبل أن يغلق للإصلاحلا يمكن أن تتحدث عن منطقة سيدي عثمان بالدار البيضاء، دون أن تذكر ملعب «تيسيما» لكرة القدم، الذي يوجد في ملكية الرجاء الرياضي ، تمارس فيه فرق من الفئات العمرية الصغرى للفريق.في 1988، أمر الملك الراحل الحسن الثاني بتسمية الملعب، لمناسبة الدورة 16 لكأس إفريقيا للأمم التي أقيمت في المغرب، نسبة إلى رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم آنذاك إيدتكاتشو تيسيما. كان الملعب آنذاك مفخرة لشباب المنطقة، الذين تمنوا ولوجه من أجل إظهار إمكانياتهم.اليوم، أصبح الملعب يعاني وضعية صعبة، إذ أصبحت ملاعبه الرملية كارثية، ولا تصلح لإجراء تداريب الفئات الصغرى، فيما لاحظ «الصباح الرياضي» في زيارته، أن حتى الملعب الرئيسي، بات يعاني الإهمال، رغم المجهودات التي يقوم بها فريق وفاء وداد بشأن صيانة عشبه، ليصبح لزاما على إدارة الرجاء إغلاقه من أجل الإصلاح قبل أشهر. ملاعب من الزمن القديمكان يعرف ملعب «تيسيما» بضمه لعدد من نجوم الكرة الوطنية، والذين أبانوا إمكانيات جيدة، جعلتهم يحملون أقمصة فرق وطنية كبيرة. غير أن الحال تغير اليوم، إذ أصبح الملعب يعرف بملاعبه الرملية، إذ يجد الآلاف من الشباب الممارسين أنفسهم في ملاعب تفتقر أبسط ظروف الممارسة.رغم الإصلاحات الكثيفة والمستمرة التي حاول المسؤولون معها تغيير الوجه الشاحب للملعب، غير أن الوضعية لم تتغير، تعجز معها الفئات الصغرى للرجاء الرياضي عن إجراء تداريبها في الأجواء الماطرة، أو عندما تكون الرياح قوية، فتلغى الحصص التدريبية.وأمام هذا الوضع اضطر مسؤولو الفريق الأخضر قبل أشهر إلى إغلاقه من أجل صيانته وإعادة تعشيبه.في أول نظرة على الملعب، ستصطدم بواقع الملاعب الرملية التي يتدرب فيها لاعبو المستقبل، والتي اختلطت مع التراب المتناثر، ليتضح لك صعوبة الوضع الذي يعيشه الممارسون. من الجهة الأخرى، هناك الملعب الرئيسي، إنه صورة مصغرة لما يعانيه الملعب بأسره. الملعب الرئيسي ... حدث ولا حرجلا يختلف الملعب الرئيسي لملعب «تيسيما» عن الملاعب الأخرى، إذ يعيش عشبه حالة مزرية، يصعب معها إجراء مباريات على أرضيته المتضررة، إذ تتطلب معاينة وصيانة دقيقة قبل أن يعود إلى سابق عهده. عندما تتكلم مع مؤطري الرجاء الحاليين، فإنهم يتذكرون تاريخ ملعب «تيسيما»، الذي عرف مباريات رسمية لفرق وطنية عديدة، غير أنه اليوم يعيش حالة صعبة، وأصبح عشبه معرضا للتلف. ولأن بعض الفئات الصغرى للرجاء الرياضي تخوض مبارياتها على أرضية الملعب، إذ ما فتئت الفرق التي تأتي إلى الدار البيضاء تشتكي سوء العشب، ليصبح أمر إصلاحه ضرورة ملحة، قبل أن تذهب معه ذكريات جيل من اللاعبين، تلمسوا أولى خطواتهم في الملاعب الرياضية في هذا الملعب، وتألقوا رفقة الرجاء الرياضي في سنوات خلت. الحلم بـ "جنة" الوازيسرغم الظروف الصعبة، فإن الشباب الذين يمارسون في ملعب «تيسيما»، يبذلون مجهودات كبيرة، إلى جانب الأطر، من أجل الرقي بالممارسة ولو في ظل هذه الظروف الصعبة. غير أنهم يجمعون على شيء واحد، وهو الحظ. فلا يكفي أن تكون مواظبا على التداريب ولديك مهارات جيدة، إذ لابد من الحظ، إذا أردت أن تصل إلى القمة.أغلب الشباب الذين مارسوا في ملعب «تيسيما» يحملون حلما واحدا، وهو الممارسة في الوازيس. عندما يتحدثون عنه، تخالهم يتحدثون عن مقر لفريق آخر غير الرجاء، وكأن الوازيس هي ”الجنة” التي ينتظر الجميع الذهاب إليها، ليبرز مهاراته. يقولون إن في الوازيس، تتلقى عناية مضاعفة، وتأطيرا أفضل من تيسيما، لأن الفرق الصغرى التي تتدرب هناك وتلعب مبارياتها، توجد أمام أنظار المسؤولين، ومن السهل أن تكسب عطف المدربين، شرط أن تواظب على التداريب وأن تقدم كل ما لديك من أجل الفريق. في ”تيسيما” الوضع يختلف تماما، إذ يصعب إقناع المدربين والمسؤولين بقدراتك، لأن القرار في النهاية ليس بيد أطره. واقع التناقضاتتحدث «الصباح الرياضي» إلى لاعبين شباب لعبوا ب»تيسيما»، وكثير منهم كانت لهم أحلام بالانتقال إلى الوازيس، لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، إذ أن أغلبهم لم يتمكنوا من الانضمام إلى المجموعة التي تتدرب في الوازيس، لإخفاقهم في الاختبارات، فيلجؤون إلى تيسيما.الغريب في الأمر هو، كيف لناد أن يرفض لاعبا في مركزه، ويسمح له بالانضمام إلى مركز آخر يحمل اسم الفريق نفسه؟ إذا كان اللاعب لا يصلح في الوازيس، حيث تتوفر الظروف لإظهار المواهب، فكيف يصلح في تيسيما، التي تعيش وضعا أكثر صعوبة من مركز الوازيس؟.البعض يعتبر أن الطريقة التي يشتغل بها المؤطرون في تيسيما، مخالفة لما تتبعه الأطر في الوازيس، إذ يسمح للاعب مبتدئ أن يتدرب في تيسيما، ولديه الوقت الكافي لإظهار مؤهلاته وتطويرها، إلا أن الوقت من ذهب في الوازيس، ما يحتم عليك الظهور بمستوى أفضل في أقرب وقت، لإجراء مباريات البطولة مع الفئات الصغرى، ليمكنه ذلك في المستقبل من ولوج الفريق الأول. الإصلاحات بدأت اليوم، لأن الجميع بات يأسف لحال «تيسيما»، فإن الإصلاحات انطلقت فيه بعد إغلاقه قبل أشهر، تهم كل مرافقه بما في ذلك مستودعات الملابس وعشب الملعب الرئيسي.وإذا حللت بالملعب اليوم، ستجد أن القائمين عليه باتوا يعرفون أن ممارسة كرة القدم، وخاصة بالنسبة إلى الفئات الصغرى، باتت مستحيلة، ويجب اتخاذ التدابير الضرورية من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه.ومن المقرر أن تعلن إدارة الرجاء الرياضي في الأشهر المقبلة، عن تاريخ افتتاح الملعب من جديد، إذ علم «الصباح الرياضي» أن جل ملاعبه ستكتسي حلة جديدة بعشب اصطناعي عالي الجودة، من أجل تحسين ظروف التداريب للاعبين من جهة، والعمل بالنسبة إلى الأطر من جهة ثانية.إنجاز: العقيد درغام

تـيـسـيـمـا … مـدرسـة الـظـل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عروض الإفطار من 25 درهما إلى 500

״أش بي״ تسوق حاسوبها المحمول منخفض التكلفة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات